أبدت إيران رغبتها في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر، ويبدوا أن الانهيار المتواصل لأسعار النفط ساهم في تسريع وتيرة هذا «التقارب الاقتصادي» الذي يرمي إلى تنفيذ مشاريع جديدة خاصة بعد خروج إيران من عزلتها الاقتصادية عقب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الكبرى، وتأتي الزيارة التي يقوم بها النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، إلى الجزائر في سياق التقارب بين البلدين. يحل اليوم بالجزائر، النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، في زيارة تدوم يومين يلتقي خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، بان المسؤول الإيراني سيبحث مع كبار المسؤولين الجزائريين سبل تعزيز التعاون الثنائي، كما سيناقش التطورات الإقليمية والدولية، كما سيجتمع جهانجيري مع رئيس المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة. ويتضمن جدول أعمال جهانجيري خلال هذه الزيارة المشاركة في افتتاح الاجتماع الاقتصادي بين البلدين و كذلك تشكيل اللجنة العليا للتعاون المشترك. والتي سبقها أمس اجتماع لجنة المتابعة بين الجزائروإيران، والذي خصص لبحث إمكانية دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل انخفاض أسعار البترول وكذا زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين . و يرمي هذا الاجتماع إلى الارتقاء بمستوى العلاقات السياسية التاريخية بين الجزائروطهران بالنظر إلى التحولات الجديدة الحاصلة حاليا، وبهذا الخصوص أوضح سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانيةبالجزائر رضا عامري للقناة الإذاعية الأولى، أنه في ظل المعطيات الجديدة ومواكبة للمتطلبات الجيو سياسية والاقتصادية خاصة بعد تدهور أسعار البترول أصبح لزاما تقاسم رؤية مشتركة ورسم سياسات جديدة للتعاون مبرزا سعي إيران للخروج من مرحلة العقوبات الغربية وكذا رغبة الجزائر في التخلص من التبعية للبترول . وقال رضا عامري في السياق ذاته إن التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجزائر يتم في إطار القوانين الموجودة في هذا البلد حيث أعلنت الشركات الإيرانية عن استعدادها للتعاون. وقال سفير جمهورية إيران، بان بلاده ليس لديها أي تحفظ على القاعدة 49/51 التي تعتمدها الجزائر في الاستثمارات الأجنبية، مضيفا بان السوق البترولية العالمية تفرض موقفا مشتركا بين الجزائروإيران مؤكدا سعي بلده مع بعض الدول الشقيقة والصديقة للرفع من أسعار البترول في القريب العاجل. وكانت طهران قد أبدت رغبتها في تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، وذلك خلال الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال الشهر الماضي إلى طهران لحضور قمة الدول المصدرة للغاز، حيث أكد سلال، بان إيرانوالجزائر ترتبطان بأواصر تاريخية كبيرة، وبان العلاقات بين البلدين مبنية علي حسن النوايا والتفاهم علي الصعيد السياسي والتي ينبغي أن تتجسد علي الصعيد الاقتصادي أيضا. مضيفا أن الجزائر تتفق مع إيران حول العديد من القضايا الإقليمية سيما حول الأزمات في ليبيا وسوريا والعراق . من جانبه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ليست بالمستوي المقبول نظرا للإمكانيات المناسبة المتاحة، ويتعين علي القطاعات الخاصة والحكومية أن تسعي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين طهرانوالجزائر في مرحلة ما بعد الحظر الذي كان مفروضا على بلاده، كما وصف الرئيس الإيراني المجالات الزراعية والمناجم والتكنولوجيا والعلوم والسياحة والثقافة بالمجالات التي يمكن أن تسهم في تطوير التعاون المشترك. وأضاف روحاني أن زيارة سلال لطهران وعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في الجزائر في الأيام المقبلة، تسهم بالتأكيد في إيجاد تحرك جديد في تعزيز العلاقات الثنائية.