لم يحن أوان دق ناقوس الخطر بعد اعتبر المدير المركزي للتزود بالماء الشروب بوزارة الموارد المائية والبيئة، مسعود ترة، أمس السبت، أنه من الطبيعي أن يسود جو من القلق والترقب في ظل عدم تساقط الأمطار خلال ثلاثة أشهر متتابعة ، بيد أنه طمأن الجزائريين والفلاحين بتوفر المياه الكافية للشرب وسقي الأراضي الزراعية. وكشف أن الجزائر تتوفر حالية على 4 ملايير و600 مليون متر مكعب من المياه على مستوى 65 سدا عبر التراب الوطني. وأوضح المسؤول بوزارة الموارد المائية والبيئة ، أن كمية المياه المخزنة على مستوى السدود الجزائرية ارتفعت من 400 ألف متر مكعب سنة 1962 على مستوى 12 سدا ذات طاقة صغيرة على مستوى الغرب الجزائري خاصة إلى 3.5 ملايير متر مكعب سنة 1999 وإلى حوالي 4.6 مليار متر مكعب خلال 2015. وأضاف في تصريح إذاعي أن الجزائر تتوفر حاليا على أكثر من 70 سدا بطاقة تخزين 7 ملايير متر مكعب ورغم انخفاض مستوى امتلائها مقارنة بالسنة الماضية، إلا أنه تم تسجيل 4.6 ملايير متر مكعب من المياه المخزونة على مستوى السدود ما يمثل 78 بالمائة ونقصا ب 300 مليون متر مكعب عن 2014 ، علما أننا نستعمل 60 بالمائة من الحجم الكلي وهي نسبة ضافية لأنه لا يمكن استغلال جميع المياه المخزنة بالسدود تقنيا، وحسب استعمالات السدود فهناك سدود مخصصة للشرب وأخرى للسقي وسدود ذات الاستعمال المزدوج . وأشار المتحدث إلى أن عدد السدود المستغلة حاليا يبلغ 65 سدا من مجموع 70 سدا، حيث يستغل 44 سدا في التزود بالماء الشروب والسقي على غرار سد بني هارون الذي تبلغ طاقته مليار متر مكعب، وسد كدية أسردون ببومرداس بطاقة 600 مليون متر مكعب من المياه، إضافة إلى سد غرغر بغرب الجزائر والذي يستوعب أكثر من 160 مليون متر مكعب ما يعني أن ثلث ما تخزنه الجزائر من المياه يتمركز في هذه السدود الثلاثة. أما باقي السدود فهي فصلية سنوية حيث يجب بحسب مسعود ترة، أن تمتلئ كل عام حتى يتسنى الاستجابة للطلب علما أن الجزائر تشهد تساقط الأمطار 5 أشهر فقط بين شهر سبتمبر وشهر أفريل وهو ما يستدعى التكيف مع هذا الوضع. وقال المسؤول، أن الوزارة أطلقت برنامجا لإنجاز سدود كبيرة ذات طاقة استيعاب تكفي لسنوات تحسبا لأي حالة جفاف ، وهو ما نستعمله الآن بفضل الوفرة في السدود، داعيا إلى الاستعمال العقلاني للمياه المخزنة سيما على مستوى السدود الصغيرة والفصلية، علما أن الجزائر العاصمة تستهلك 1.2 مليون متر مكعب يوميا من المياه أي بزيادة ثلاثة أضعاف عما كانت تستهلكه في الثمانينات. أما عن المساحات الزراعية التي تستدعي السقي في ظل حالة الجفاف التي تشهدها الجزائر، أكد المسؤول بوزارة الموارد المائية، أنه لحد الآن لا يوجد ظرف طارئ لكنه حذر من التبذير في حالة استمرار شح السماء، من خلال إعادة النظر في الكمية المخصصة للسقي من السدود الصغيرة التي لا تكفي المياه المخزنة على مستواها لتلبية الحاجة من الماء الشروب، مشيرا إلى تشكيل لجنة متابعة على مستوى الوزارة تسهر شهريا على تتبع مستوى امتلاء السدود وكيفية توزيع المياه واستعمالاته، مؤكدا أنه تمت الاستجابة لكل طلبات المياه المخصصة للسقي، داعيا الفلاحين لترشيد استهلاكهم وإتباع الطرق السليمة في ري مزروعاتهم . وبحسب ترة، فإنه لم يحن أوان دق ناقوس الخطر بعد، لكن يجب الحيطة والحذر لأننا دخلنا شهر جانفي بدون تسجيل أي تساقط خلال شهري نوفمبر وديسمبر الفارطين، مشيرا الا ان مستوى المياه المخزنة في السدود انخفض بنسبة قليلة، و أن مصالحه تعول على تساقط الأمطار شهري فيفري ومارس لتحقيق التوازن بين تخزين واستهلاك هذه المادة الحيوية الأساسية تحسبا للصيف.