و ضع برنامج خاص لتفادي تبذير مياه السدود في مرحلة الجفاف أكد وزير الموارد المائية والبيئة، عبد الوهاب نوري، أمس الأحد، أن امتلاء السدود بنسبة 70 بالمائة لا يعني مواصلة إستغلال مياهها بطرق تبذيرية، كاشفا عن التفكير في وضع برنامج خاص للإستغلال العقلاني لهذه المادة الحيوية التي أنفقت عليها الدولة أموالا ضخمة لتخزينها وحان الوقت للإهتمام أكثر بالحفاظ عليها وترشيد استعمالها بالنظر لطول مدة الجفاف الذي تعيشه البلاد من سنة لأخرى. وأوضح عبد الوهاب نوري على هامش زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، أن المياه المخزنة في السدود الوطنية بنسبة 70 بالمائة هي مياه صافية وجاهزة للإستغلال، لأن عمليات صيانة ونزع الأوحال من هذه المنشآت تخضع منذ مدة لبرنامج دوري مما يجعلها في منأى عن أية أعطاب قد تؤثر على حسن التخزين بها أو على نوعية مياهها. وأشار في هذا الخصوص، لسد بوغرارة بتلمسان الذي كان يعاني لسنوات عديدة من ارتفاع نسبة الأوحال به والناتجة عن ما يجلبه واد مويلح القادم من المغرب، و قال أن الطرفين الجزائري والمغربي اتخذا إجراءات تطهير الواد ومنع تدفقه في السد، وهو ما سمح لسد بوغرارة بإسترجاع مهمته الأساسية. وكرر الوزير تصريحاته التي أدلى بها في خرجات سابقة بخصوص سعر الماء، حيث أكد أن الزيادة في سعر الماء غير مدرجة حاليا في جدول أعمال الحكومة، مشيرا إلى أنه لا توجد مناطق في الوطن تعاني من أزمة مياه الشرب بفضل تحويل المياه من المناطق التي لديها فائض في هذه المادة إلى المناطق التي تعرف عجزا في تزويد سكانها بمياه الشرب. على صعيد آخر، قال نوري أن هناك تنسيقا بين وزارة الموارد المائية ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية من أجل ضبط برنامج يرتكز على تقاسم الأعباء والوظائف لتحقيق برنامج رئيس الجمهورية المتمثل في إنجار مليون هكتار من الأراضي الفلاحية المسقية، كاشفا أنه يوجد حاليا 143 ألف هكتار في طريق الإنجاز، و25 ألف هكتار تم تجهيزها وسلمت للفلاحين ضمن هذا البرنامج. وفي ذات السياق، شدد وزير الموارد المائية والبيئة، اللهجة عند وقوفه أمس بوهران على وضعية تشغيل أكبر محطة لتطهير المياه المستعملة بمنطقة الكرمة، حيث ألح على ضرورة تدارك التأخر وإطلاق الشطر الثاني من المحطة المتمثل في تشغيل الخزانين الباقيين واللذين سيستقبلان 80 ألف متر مكعب من المياه المستعملة في انتظار إصلاح عطب الخزانين المتوقفين، علما أن هذه المحطة شهدت عدة توقفات منذ تدشينها، مما جعل الوزير يتساءل عن إمكانية تدارك هذا الخلل والحرص على الصيانة بما يسمح بتعجيل توجيه تلك المياه المستعملة لسقي سهل ملاتة بطافراوي على مساحة تقارب 8 آلاف هكتار، حيث من المرتقب أن تعود هذه المحطة للخدمة هذا الأسبوع بعد توقف دام أكثر من سنة إثر عطب في الأحواض ظهر مباشرة بعد التشغيل التجريبي لها منذ 4 أوت 2014. وطالب الوزير بتزويده بتقارير الخبرة التي أنجزت عن سبب الأعطاب وكيفية تداركها وتفاديها مستقبلا، لأن هذا المشروع الضخم إستهلك مبلغ 7 ملاير دج وكان من المفروض أن يكون نموذجيا على المستوى الوطني. كما عاين نوري بمنطقة عين الترك مساحة 500 هكتار من الأراضي الفلاحية المعنية ببرنامج السقي من محطة تصفية المياه المستعملة الموجودة بنفس المنطقة. وبخصوص وضعية قطاعه بوهران، قال نوري أنه في تحسن كبير بالنظر للمجهودات التي بذلت من طرف الدولة في إطار برامج التنمية المستدامة فيما تعلق بالموارد المائية، حيث أن وهران في زمن مضى كانت من الولايات المنكوبة مثلما أضاف الوزير، الذي أكد أن النتيجة المحققة اليوم عبر 26 بلدية هي فريدة من نوعها وطنيا سواء تعلق الأمر بالتزويد بالمياه الصالحة للشرب أو ربط المواطنين بشبكات التطهير و هي مكتسبات من الضروري كما قال الحفاظ عليها.