اللقاء سيلعب على جزئيات والتحكم في الأعصاب ضروري أعرب الوافد الجديد إلى صفوف المنتخب الوطني المدافع الأيمن لنادي نيم الفرنسي، مهدي مصطفى عن إرتياحه الكبير للأجواء السائدة وسط " الخضر " قبيل المباراة الهامة و المصيرية المقررة هذا الأحد ضد المغرب، و أكد في هذا الصدد في حوار أجرته معه " النصر " بأنه إندمج بسرعة مع المجموعة، في ثاني تربص يشارك فيه مع المنتخب، لأن اللاعبين ساعدوه على كسر الحاجز النفسي، و لم يحس لحظة واحدة بأنه عنصر جديد في التعداد، و لو أن مهدي مصطفى إعترف مجددا بأنه لم يكن يتصور التجاوب الجماهيري مع التشكيلة الوطنية بهذه الدرجة، لأن الصور التي شاهدها منذ وصوله إلى عنابة ستبقى راسخة في ذهنه إلى الأبد، و تدل على تعلق الشعب الجزائري بالألوان الوطنية و المنتخب، بعدما كان قد إكتفى بمشاهدة صور مماثلة عبر شاشة التلفزيون خلال تصفيات المونديال الأخير، الأمر الذي جعله يؤكد بأن الفوز سيكون أبسط هدية يمكن تقديمها للأنصار في هذه المواجهة. * نود أن نبدأ بتعليقك على أجواء الاستقبال الجماهيري الذي حظي به المنتخب في عنابة ، فماذا يمكن أن تقول ؟ لن أكون مبالغا إذا قلت بأنني لم أكن أتوقع مثل هذه الأجواء على الإطلاق، لأنني إندهشت من التوافد الجماهيري القياسي على الملعب لمشاهدة المنتخب في أول حصة تدريبية، على إعتبار أنها المرة الأولى التي أشارك فيها في تربص للنخبة الوطنية بالجزائر، بعدما كان أول ظهور لي مع منتخب بلادي في شهر نوفمبر الفارط بمناسبة اللقاء الودي ضد لوكسمبورغ، لكن ما عايشته سيبقى راسخا في ذاكرتي إلى الأبد، لأنني أحسست حينها بأنني أصبحت بطلا قوميا في لمح البصر، مادام أبناء بلدي قد خصوني بإستقبال حار، بعدما كنت قد شاهدت عبر شاشة التلفزيون إحتفالات الشعب الجزائري بالإنجازات التي حققها المنتخب في المباريات التأهيلية التي سبقت المونديال، و هي الصور التي كانت قد حفزتني على ضرورة بذل قصارى الجهود من أجل كسب ثقة الطاقم الفني، رغم أنني تمنيت المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا. *و كيف وجدت الأجواء داخل المنتخب في أول تربص تشارك فيه بالجزائر ؟ كل شيء على أحسن ما يرام، و حفاوة الإستقبال جعلت اللاعبين يدخلون مباشرة في صلب الموضوع، و ذلك بالتركيز الجيد لهذه المقابلة، و محاولة صنع أفراح هذا الجمهور الوفي، لأننا مجموعة منسجمة و متكاملة، نعمل بجدية من أجل هدف وحيد، و هو السعي لتحقيق الإنتصار، و الحقيقة أنني إندمجت بسرعة كبيرة مع التعداد، و لم أحس و لو لحظة واحدة بأنني عنصر جديد في المنتخب، على إعتبار أن الزملاء ساعدوني على كسر الحاجز النفسي، و الأجواء السائدة وسط المجموعة تجعلك تحس بأنك بين أفراد الأسرة، و لا يوجد أي فرق بين عنصر محلي و محترف، أو لاعب جديد و آخر قديم. *لكن التجاوب الجماهيري قد ينعكس بالسلب على اللاعبين، و يزيد من درجة الضغط النفسي المفروض عليكم ؟ هذا طرح غير سليم، لأننا قصدنا الجزائر تحت تأثير ضغط نفسي رهيب، ليس خوفا من المنتخب المغربي، و لكن بحكم وضعيتنا الراهنة في ترتيب المجموعة التصفوية الرابعة، حيث أننا مجبرون على تحقيق الفوز و لا شيء سواه للإبقاء على حظوظنا في التأهل قائمة، و الإستقبال الحار الذي خصتنا به آلاف الجماهير جعلنا نحس بأننا لم نفقد ثقة أنصارنا الأوفياء، و أننا سنحظى بدعم الجماهير في اللحظات العصيبة في مباراة هذا الأحد، و بالتالي يمكن إعتبار رد فعل الأنصار بمثابة دافع بسيكولوجي من شأنه أن يعطينا المزيد من الإرادة لتحقيق الفوز الذي نحن مطالبون به. *و المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب مغربي يضم في صفوفه ترسانة من المحترفين ؟ كما سبق و أن قلت فإننا مجبرون على الظفر بالنقاط الثلاث، لذا فإننا لا بد أن نتسلح بالإرادة و لا نخشى أي منافس مهما كانت قوته، لكن الحقيقة أن المنتخب المغربي ليس بالمنافس الذي يستحق التضخيم إلى الدرجة التي تعاملت بها مختلف وسائل الإعلام، لأنه خصم عادي و قد تعادل في ملعبه أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، و كاد أن يتلقى الهزيمة، كما أن عودته بفوز من تانزانيا كان من ضربة حظ، لأنه لم يقدم الشيء الكثير في تلك المواجهة، و مع ذلك فنحن مجبرون على إحترام أي منافس، و تفادي ما وقع في اللقاء الأول ضد تانزانيا. *هل لديكم نظرة عن المنتخب المغربي و طريقة لعبه ؟ لقد أتيحت لي فرصة مشاهدة إحدى مباريات المنتخب المغربي ضد تانزانيا عبر الشاشة، كما أنه لدي العديد من الأصدقاء المغاربة الذين ينشطون في الدوري الفرنسي، و الحقيقة أن هذا المنتخب يضم في صفوفه لاعبين ممتازين يمتلكون مهارات فردية عالية، لكن من دون الإنقاص من إمكانيات اللاعبين الجزائريين ، و بالتالي فإن اللقاء سيكون صعبا، و يلعب على جزئيات صغيرة، و الأكثر تحكما في الأعصاب هو الذي سيفوز، رغم أنني واثق بأننا سنكون في مستوى تطلعات أنصارنا. *و ما مدى جاهزيتك للمشاركة كأساسي في مباراة هذا الأحد ؟ الحقيقة أن كل عنصر في المجموعة على أهبة الإستعداد للمشاركة في المقابلة، لأننا ننتظر على أحر من الجمر هذا الموعد للتحرر من الضغط النفسي، سيما و أن المنتخب الوطني سجل إنطلاقة متعثرة في بداية التصفيات، لذا فإنني أؤكد بأن أملي كبير في التواجد ضمن التشكيلة الأساسية، و أبذل قصارى جهودي في التدريبات في محاولة لكسب ثقة الطاقم الفني، كما أنني متحمس جدا للعب أمام جمهور قياسي و المساهمة في صنع فرحة كل الشعب الجزائري، و عليه فإنني تحت التصرف، و أحترم قرارات المدرب، لأن المهم هو النجاح في إحراز النقاط الثلاث، دون مراعاة من لعب كأساسي أو بقي في الإحتياط.