مختصون يطالبون بإدماج الأطفال المصابين بمتلازمة داون في المدارس العادية أثار مختصون مشكلة الإدماج للأطفال مرضى تريزوميا 21 أو متلازمة داون بقسنطينة، التي تعاني من التهميش، بالرغم من أن القانون الجزائري يمنحها الحق في التمدرس و الاندماج مع باقي التلاميذ العاديين في المدارس النظامية، مطالبين بتكوين متخصصين لتدريسهم. المتدخلون أجمعوا أمس الأول خلال يوم تحسيسي نظمته الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والمهني للأطفال الحاملين للتريزوميا 21 أمير، بمدرسة هاشمي محمد الصالح بحي الدقسي عبد السلام، بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين، بأن هؤلاء الأطفال بإمكانهم مواصلة دراستهم بصفة عادية و القيام بمختلف الأنشطة الذهنية و اليدوية، لأنهم قادرون على القراءة والكتابة، مشيرين إلى أن مديرية التربية بالولاية أصدرت قرارا في سنوات سابقة يصنف التلاميذ المصابين بتريزوميا 21، كتلاميذ نظاميين.المختصون أشاروا أيضا إلى أن القانون أنصفهم بمنحهم جملة من الحقوق من بينها الحق في الاستفادة من الرعاية الصحية و التسجيل في رياض الأطفال، لكن القرار الذي سبق ذكره و بعض القوانين تبقى حبرا على ورق و لا يتم ، حسبهم، تطبيقها في أرض الواقع، و هذا ما هو حاصل على مستوى ولاية قسنطينة مثلا، حيث أكدت رئيسة الجمعية بأنه يوجد قسم واحد فقط في مدرسة هاشمي محمد الصالح بحي الدقسي على مستوى ولاية قسنطينة ككل،مخصص لتعليم هذه الفئة، و يضم 11 طفلا، بالإضافة إلى 22 خارجيين يتم التكفل بهم داخل هذه المؤسسة التربوية، تحت إشراف الجمعية، بالتعاون مع مديرية النشاط الاجتماعي. الأمينة العامة للجمعية ليلى مريمش، شددت على ضرورة تكوين مؤطرين مختصين في تعليم هذه الفئة، باعتبار أنها تلقى صعوبة في الاستيعاب و بطء في الفهم في المرحلة الأولى من التعلم، فيتم تخصيص سنتين، بدل سنة واحدة في القسم التحضيري لهؤلاء الأطفال، لكن بمجرد تجاوز هذه المرحلة يصبح بإمكانهم التعلم و الحفظ بشكل سريع، كما أنهم، تضيف المتحدثة، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض طوال حياتهم، لهذا يتوجب تكوين أساتذة مختصين، حتى في الجانب النفسي، من أجل التكفل بهم و تدريسهم، كونهم بحاجة إلى رعاية نفسية، مشيرة إلى أن إدماجهم في المحيط التعليمي مع التلاميذ العاديين يساعدهم نفسيا، و يجعلهم ينخرطون مع أترابهم بصفة مباشرة، كما يساهم في تكوين مواطنين فعالين يعطي إضافة للدولة أكثر مما تمنحه. و أكدت المتحدثة بأن أطفال تريزوميا 21 ، غير عدوانيين، كما يروج له، لأن العدوانية مكتسبة من المحيط العائلي و ليس لها أية علاقة بالمرض، فهذه الفئة تتميز بالطيبة و الحنان و الشعور بالآخر، متحدثة في سياق آخر عن الهدف الذي تسعى الجمعية لتحقيقه و المتمثل في التكفل على المدى القريب بفتح قسم أو قسمين في كل مدرسة لهؤلاء الأطفال، أما على المدى البعيد، فهدفها إدماجهم في سوق الشغل. الدكتورة بن يدير نصيرة، طبيبة عامة، اعتبرت في مداخلتها أن مرضى متلازمة داون بحاجة إلى رعاية صحية مستمرة، لأن الطفل المصاب، معرض أكثر من غيره للإصابة بمختلف الأمراض، و التكفل به يقلل من خطورة و مضاعفات الإعاقة، موضحة بأن الأولياء لا يعطون أهمية للأمراض الجانبية بقدر ما يركزون على المرض في حد ذاته، وهذا يعتبر خطأ جسيما، حسبها، لأن عدم التكفل بالأمراض الأخرى يمكن أن يؤدي إلى الوفاة أكثر من تريزوميا 21. من بين الأمراض التي تعاني منها هذه الفئة، كما بينت الطبيبة، نقص الإدراك السمعي والبصري، ضعف الحواس، مشاكل في الجهاز الهضمي، ضعف العضلات و نقص المناعة، لهذا يجب إخضاعهم لفحوصات دورية، خاصة في بداية تشخيص مرضهم.