قررت لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة، إسقاط شباب عين فكرون إلى بطولة وطني الهواة، بحجة تصرفات لاعبيه وأنصاره كانت عواقبها مؤثرة بصورة مباشرة على نتيجة مباراته أمام جمعية الخروب، لحساب الجولة 30 والأخيرة لبطولة الرابطة المحترفة الثانية، فكما قررت إقصاء رئيس السلاحف حسان بكوش بالحرمان من تأدية مهامه بصفة رسمية لمدة سنتين، واقتراح إقصائه مدى الحياة، إضافة إلى تغريم فريقه بمبلغ 200 مليون سنتيم. قرار اللجنة جاء في بيان نشرته الرابطة مساء أمس على موقعها الرسمي، حيث تم الكشف عن نتائج التحقيق المعمق، الذي قامت به لجنة الإنضباط بالتنسيق مع نظيرتها المكلفة بالحرص على احترام أخلاقيات الرياضة على مستوى الفاف، بناء على تعليمات رئيس الإتحادية محمد روراوة، وهي القضية التي كانت بدايتها الفعلية من شريط الفيديو الخاص بلقطة الهدف الذي سجلته جمعية الخروب في مرمى شباب عين فكرون، والذي كان روراوة خلال إجتماع المكتب الفيدرالي ليوم 19 ماي المنصرم، قد اعتبره مساسا بسمعة كرة القدم الجزائرية، ويستوجب تحرك الفاف. و كشفت اللجنة المعنية في بيانها بأنها كانت قد إستمعت إلى أقوال الرسميين كل على حدى، في صورة الحكم براهيمي و كذا المحافظ خبوز، فكان تأكيد كل طرف على أن المباراة كانت قد سارت في ظروف عادية إلى غاية الدقيقة 94، حيث قام أنصار «السلاحف» بإجتياح أرضية الميدان من دون وجود أية حجة مبررة لهذا التصرف، الأمر الذي تسبب في توقيف المباراة لمدة 20 دقيقة، و لو أن الرسميين بحسب ما جاء في البيان « صرحوا بأن إقتحام أرضية الميدان كان المغزى منه معرفة النتائج النهائية لباقي المباريات، بغية التعرف على مصير باقي الفرق التي كانت معنية بالسقوط «. و في سياق ذي صلة أوضحت لجنة الانضباط و الطاعة أن الحكم براهيمي و المحافظ خبوز و عند الإستماع إلى أقوالهما بخصوص هذه القضية أجمعا على أن لاعبي شباب عين فكرون و عند إستئناف اللعب في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة أبدوا تساهلا كبيرا في اللعب، إلى درجة تشبه إنسحابهم من أرضية الميدان، «حيث كانوا حاضرين بأجسادهم فقط، مما سهل مهمة جمعية الخروب في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 96، بعدما كانت باقي المباريات قد إنتهت، فتغيرت معطيات السقوط». على صعيد آخر كشفت لجنة الإنضباط و الطاعة في بيانها بأن رئيس شباب عين فكرون حسان بكوش وعند إستدعائه للمثول أمامها صرح بأنه لم يتلق أي إتصال من أي مسير من جمعية الخروب، و هو التصريح الذي إعتمدته اللجنة لتبرئة ذمة «لايسكا» من هذه القضية، و تحميل كامل المسؤولية لأنصار «السلاحف» الذين تسببوا في توقيف المباراة في لحظاتها الأخيرة، و كذا لاعبيهم الذين تنازلوا عن أخلاقيات التنافس الرياضي النزيه بعد إستئناف اللعب بحسب ما تضمنه بيان اللجنة. و إنطلاقا من هذه المعطيات قررت اللجنة إعتماد سقوط شباب عين فكرون إلى وطني الهواة، رغم أنه كان قد أنهى بطولة الرابطة المحترفة الثانية للموسم المنقضي في الصف التاسع برصيد 39 نقطة، و القرار اتخذ طبقا للمادة 81 من قانون العقوبات، في حين تقرر حرمان الرئيس حسان بكوش من تأدية مهامه لمدة سنتين، و إقتراح إقصائه مدى الحياة من الساحة الرياضية، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 200 مليون سنتيم. الرابطة المحترفة الثانية ب 15 فريقا الموسم القادم على ضوء هذا القرار فإن بطولة الرابطة المحترفة الثانية للموسم القادم ستجرى ب 15 فريقا، لأن إسقاط «الفكرون» إداريا لم يقابله إنقاذ إتحاد الشاوية من السقوط إلى وطني الهواة، كون الفقرة 3 من المادة 82 من القوانين العامة للفاف تنص على أن كل فريق يسقط في نهاية الموسم لا يمكن إنقاذه، و بالتالي فإن الرابطة المحترفة رسمت سقوط إتحاد الشاوية برفقة كل من أولمبي أرزيو و إتحاد حجوط إلى وطني الهواة بالنظر إلى الترتيب النهائي. مصدر من الفاف أكد في اتصال هاتفي مع النصر عشية أمس بأن الرابطة المحترفة لا يمكنها تعديل صيغة المنافسة بين عشية و ضحاها، و أن القوانين المعمول بها تحتم على جميع الرابطات إحترام كيفيات الصعود و السقوط المضبوطة من طرف المكتب الفيدرالي قبيل إنطلاق كل موسم كروي، مضيفا في معرض حديثه بأن الفقرة 2 من المادة 82 من القوانين العامة للفاف تجبر الرابطة المحترفة على عدم إدراج الفرق التي يتم إسقاطها بقرارات إدارية ضمن قائمة النازلين في نهاية الموسم، و بالتالي فإن السقوط من الرابطة المحترفة الثانية إرتفع إستثنائيا هذا الموسم إلى 4 فرق، لكن من دون حيازة صلاحية تعويض شباب عين فكرون بفريق آخر، حتى لو تعلق الأمر بصاحب أحسن مركز ثاني في بطولة وطني الهواة، حيث أن الفصل في هذا الإشكال يبقى من صلاحيات المكتب الفيدرالي، و كيفيات الصعود و السقوط تضبط قبل بداية الموسم و ليس في نهايته، بغية توضيح الرؤية لجميع الفرق عند إنطلاق المنافسة في جميع المستويات. إدارة السلاحف تملك حق الطعن لدى المحكمة الرياضية بالموازاة مع ذلك أكد مصدر النصر بأن إدارة شباب عين فكرون تملك حق الطعن في القرار المتخذ لدى المحكمة الرياضية الجزائرية، و ذلك وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 100 من دليل العقوبات، لأن قرار إسقاط الفريق بحجة إدارية يخول لمسيري النادي التقدم بطعن أمام المحكمة الرياضية الوطنية في مهلة لا تتجاوز 5 أيام، و إذا تم تأييد الحكم الإبتدائي يكون «طاس» لوزان آخر محطة يمكن لإدارة «الفكرون» اللجوء إليها، و هي نفس الإجراءات المعمول بها في عقوبة رئيس الشباب حسان بكوش، كون إقصاؤه لمدة سنتين قد يعرضه لعقوبة الشطب النهائي من الساحة الرياضية، لأن مثل هذه الإجراءات العقابية تبقى من صلاحيات المكتب الفيدرالي، الذي يقترح العقوبة على وزارة الشباب و الرياضة. صالح فرطاس حسان بكوش (رئيس شباب عين فكرون) للنصر "فريقنا ضحية مؤامرة " إعتبر رئيس شباب عين فكرون حسان بكوش قرار الرابطة إجحافا في حق فريقه، و أكد بأن الحجج التي إستندت إليها لجنة الإنضباط و الطاعة لتبرير موقفها تعد بمثابة «مهزلة» قانونية، لأن الأمر كما قال « ما هو سوى مجرد مخطط مدروس نسجت خيوطه من أجل التضحية بفريقنا على حساب باقي الأندية التي كانت طرفا في القضية». بكوش و في إتصال هاتفي مع «النصر» أبدى الكثير من الإستغراب لمحتوى البيان الصادر عن لجنة الإنضباط و الطاعة، و تساءل عن دوافع الإستناد إلى تصرفات أنصار شباب عين فكرون و الإتخاذ منها كحجة رئيسية لتبرير موقف غير منطقي لأن الرابطة حسبه « كانت قد عالجت القضية في إجتماعها يوم 11 ماي 2016، و قررت معاقبة جمهورنا بالحرمان في 4 مباريات الموسم القادم، لكنها عادت إلى نفس القضية و اتخذت من إجتياح الأنصار سببا رئيسيا في السيناريو الذي عرفته المقابلة في دقائقها الأخيرة، و هو أمر لا يمكن تقبله، لأن الرابطة بررت قرارها بتصريحات الحكم و المحافظ رغم أنهما لا يحوزان على سلطة التمييز بين أنصار الفريقين في تلك الظروف». إلى ذلك تساءل بكوش عن سر عدم إدراج الطرف الثاني في القضية ضمن القرارات العقابية الصادرة عن لجنة الإنضباط، لأن جمعية الخروب كانت حسبه « معنية بنتيجة هذه المقابلة، و ما إنجر عنها من إنعكاسات على حسابات السقوط إلى وطني الهواة، لأننا كنا نتواجد في نفس الكفة مع «لايسكا»، و قرار الإسقاط كان من المفروض أن يمس الفريقين سويا في حال توفر اللجنة المختصة على دليل مادي». و أشار بكوش بأن «السلاحف» راحوا ضحية «مؤامرة»، لأننا كما أضاف « لعبنا بنزاهة، و لو كانت لنا نية في التنازل عن النقاط لفائدة جمعية الخروب لما إنتظرنا إلى غاية الوقت بدل الضائع لمعايشة ذلك «السيناريو»، حيث أننا كنا معفيين من جميع الحسابات، و كان بإستطاعتنا تسهيل مهمة المنافس منذ البداية، كما فعلت فرق أخرى من نفس القسم في صورة أولمبي المدية ضد أمل بوسعادة، هذا فضلا عن قرار معاقبتي دون أي سبب، و كذا الغرامة المالية الخيالية». حاوره: ص / فرطاس الرجل الثاني في فريق السلاحف نوادي التيوة للنصر على لجنة الانضباط التحلي بالانضباط والسلاحف ذهبوا ضحية الكواليس أبدى الرجل الثاني في إدارة فريق شباب عين فكرون نوادي التيوة أسفه لقرار لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة، والقاضي بإسقاط فريقه إلى بطولة وطني الهواة، مطالبا لجنة الانضباط التحلي بالانضباط في قراراتها كاشفا بأن الأخيرة تخدم فقط أندية معينة، وعادة ما تكون عاصمية بامتياز. التيوة وفي حديث خص به النصر عشية أمس، قال بأن الشارع الرياضي بمدينة عين فكرون تحت الصدمة، بسبب قرار لجنة الانضباط، مبينا بأن كرة القدم في بلادنا تخدم فقط مصالح أندية الوسط، وأن فريق شباب عين فكرون عليه ألا يلعب الموسم القادم في بطولة المهازل، في إشارة إلى تجميد نشاط الفريق، من خلال الانسحاب من المنافسة مهما كانت الدرجة التي سيلعب فيها. وفي ذات السياق قال محدثنا: "فرضا أن التهمة ثابتة على فريق شباب عين فكرون، فلماذا لم تعاقب اللجنة الطرف الآخر في المقابلة جمعية الخروب؟. لايسكا لديها من يحميها. جهيد زفزاف هو الذي يرعى مصالحها". هذا و وصف التيوة قرار لجنة الانضباط بالمفاجئ والمحير، والذي لم يكن ينتظره أحد، مشيرا إلى أنه هو شخصيا وكل سكان مدينة عين فكرون تحت الصدمة. وعاد التيوة ليهاجم ما وصفها ب "كرة القدم الجزائرية"، في إشارة منه إلى المنظومة الكروية، حيث قال: "كرة القدم عندنا تخدم فقط فريقي مولودية الجزائر واتحاد الجزائر وأندية عاصمية. لماذا لم يتحركوا لإيقاف مهزلتي الحراش والمدية، ومهزلة مولودية الجزائر ووفاق سطيف.... هم تحركوا فقط لمعاقبة شباب عين فكرون الذي لن يسكت على هذا القرار". أحمد ذيب رئيس اتحاد الشاوية ياحي مجيد للنصر إسقاط الفكرون وحده طعن لمنطقة الشاوية ولا يعقل معاقبة الراشي دون المرتشي قال أمس رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي أن قرار لجنة الانضباط بالرابطة المحترفة لكرة القدم القاضي بإسقاط شباب عين فكرون، يعد بمثابة "وصمة عار"، متسائلا :"كيف يتم معاقبة الفريق الذي رتب اللقاء ولا يعاقب الفريق الذي استفاد من ترتيب المباراة؟"، مطالبا بمعاقبة "الراشي والمرتشي" في نفس الوقت، واعتبر ياحي القرار "طعن لمنطقة الشاوية ككل وليس لفريق السلاحف والشاوية فقط"، مؤكدا بأنه سيدافع عن حقوق فريقه على أعلى المستويات. ياحي وفي حديثه للنصر قال بأن لجنة الانضباط وفي حال احتكامها للمادة 81 من القوانين العامة للفاف، فهي بالمقابل لم توضح قرارها و جانبت الصواب، مشيرا إلى أن قرار إسقاط فريق شباب عين فكرون اعتراف ضمني بأن الفريق رتب المقابلة لصالح جمعية الخروب، وتساءل محدثنا:"لماذا يعاقب فريق شباب عين فكرون ولا تعاقب الجمعية؟" وحسبه فالقرار جاء ليستهدف منطقة الشاوية، وتعجب محدثنا لمعاقبة لجنة الانضباط "الراشي وترك المرتشي ينشط ضمن بطولة الاحتراف"، مطالبا بمعاقبة الطرفين اللذين تسببا في إسقاط فريقه، فمن غير العدل –يضيف ياحي- أن تبرأ ساحة من استفاد من ترتيب اللقاء. رئيس اتحاد الشاوية وصف ما حدث ب"العار" مشيرا إلى أنه من غير المعقول إسقاط شباب عين فكرون لوحده، مؤكدا بأن مصير اتحاد الشاوية بين يديها وقرار لجنة الانضباط بوجود ترتيب للقاء، قرار ستطعن فيه إدارة اتحاد الشاوية و تدافع عن حقوقها لأبعد المستويات، وستتوجه ل"الفاف" وحتى المحكمة الرياضية الجزائرية، وإذا اقتضى الأمر ستلجأ إدارة الشاوية ل"الفيفا". وبين ياحي بأنه سيعقد ندوة صحفية يكشف فيها كل النقاط وكيف أن قرار لجنة الانضباط جاء ليضرب منطقة الشاوية فقط دون غيرها.