سهرة اليوم على الساعة (20:00سا) يلتقي سهرة اليوم المنتخبان البرتغالي والفرنسي في نهائي غير مسبوق للنسخة الخامسة عشر من اليورو، أين يسعى النجم كريستيانو رونالدو إلى ترصيع قميص منتخب بلاده بنجمة أولى عجز سابقوه عن الحصول عليها، وتراهن فرنسا على ورقتي الأرض والجمهور لمعانقة اللقب وتجسيد مبدأ لا اثنتان دون ثالثة. ورغم أن التكهنات تصب في رصيد الديكة المتعودة على التألق في «خمها»، بعد أن أبقت لقب يورو 1984 كأس العالم 1998 داخل حدودها بمناسبة احتضانها نهائيات المنافستين، وامتلاك كتيبة الناخب ديدييه ديشان عديد الأوراق الرابحة في مثل هذه المواعيد الكبيرة، وأبرزها الهداف أنطوان غريزمان قاهر الألمان في المحطة قبل النهائية، إلا أن برازيليي أوروبا لا يؤمنون بهذا الطرح وقد بلغوا مرحلة اللا رجوع، وتبدو الفرصة مواتية اليوم لرونالدو ورفاقه لرفع أول لقب قاري، وطرد النحس الذي لازمهم أمام فرنسا منذ أربعة عقود، وبالمرة التأكيد على أن اللعب داخل الديار لا يعني التتويج وهم الذين ذاقوا مرارة الإخفاق قبل 12 سنة، أمام منتخب اليونان الذي دخل دورة 2004 في ثوب ضيف الشرف. وبعيدا عن الترشيحات والتكهنات التي كثيرا ما يسقطها البساط الأخضر في الماء، يملك كل طرف إمكانات تجسيد أهدافه وتحويل حلمه إلى حقيقة، فالمنتخب الفرنسي الذي غاب عن منصات التتويج في العقد الأخير وعانى الخيبات منذ نهائي مونديال 2006 أمام إيطاليا الذي وضع نقطة نهاية جيل ذهبي بقيادة زيدان، يأمل في استعادة الأمجاد بجيل شاب يقوده المتألق غريزمان صاحب الفضل في بلوغ فرنسا المحطة النهائية بأهداف حاسمة خاصة أمام أيرلندا وألمانيا، لكن الملعب لن يكون كله من نصيب الديكة، على اعتبار أن المنتخب البرتغالي يدرك جيدا أنه أمام فرصة العمر لكتابة صفحة مشرقة بأحرف من ذهب في سجله الكروي الخالي من التتويجات، كما أن نجمه الأول «صاروخ ماديرا» قد لن يستفيد من فرصة ثانية لحصد لقب مع البرتغال، وهو الذي استهل مشواره الدولي بخسارة نهائي ولا يريد إنهائه بنفس الطريقة. مشوار متباين و العبرة بالخواتيم وقبل قمة اليوم تباين مشوار الطرفين، فتلاعبت فرنسا بمشاعر وأعصاب جمهورها في مستهل الدورة أين كانت تنتظر اللحظات الأخيرة لخطف النقاط وحصد انتصارين عسيرين أمام رومانيا وألبانيا، واستمر الحال في ثمن النهائي أين خلصها غريزمان من مخالب الأيرلنديين، وبعد استعراض للعضلات أمام «الصغيرة» أيسلندا وتجاوز منعرجها بالسرعة الخامسة، لعبت الديكة أفضل مباراة أمام بطل العالم حيث عرفت كيف تقارع الألمان وتدفعهم نحو بوابة الخروج بثنائية استهلها المنقذ غريزمان. وبالمقابل تقدمت البرتغال في صمت وعانت الأمرين، حيث تأهلت في مجموعة ثالثة «سهلة» دون فوز وبرصيد ثلاث نقاط نتاج ثلاثة تعادلات أمام أيسلندا والنمسا والمجر، وانتظر رفقاء الهداف كواريزما الدقيقة السابعة عشرة بعد المائة لتخطي عقبة كرواتيا التي كانت الطرف الأفضل في ثمن النهائي، كما احتاج البرتغال إلى الحظ في ضربات الترجيح للتأهل إلى نصف النهائي على حساب بولونيا، لتجد» السيليساو» في نجمها الأول رونالدو قشة النجاة، حيث سجل هدفا وصنع آخر ليضع منتخب بلاده في النهائي، الذي سيضع المنتخبين على المحك، فصاروخ ماديرا يسعى لصناعة مجد بلاده، وديشان يراهن على قمة اليوم لإهداء بلاده اللقب مدربا بعد أن رفع الكأس لاعبا مطلع الألفية.