أقدمت مجموعة من أنصار ترجي قالمة مساء أول أمس، على مهاجمة الحافلة التي كانت تقل اللاعبين في طريق العودة من أم البواقي، لأنهم لم يهضموا الهزيمة التي مني بها الفريق، فحاولوا اعتراض مسار الحافلة على مستوى بلدية عين ببوش، ليتكرر نفس المشهد وبحدة أكبر عند مدخل بلدية مجاز عمار، ما استدعى تدخل وحدات الدرك الوطني، لكن الغضب بلغ ذروته عند وصول الفريق إلى قالمة، بعد رشق الحافلة بالحجارة، مع محاولة الاعتداء جسديا على بعض العناصر، الأمر الذي أدخل المسيرين في حالة طوارئ قصوى لتوفير الحماية اللازمة للاعبين.وعلى خلفية هذه الأحداث لوح الرئيس المؤقت للترجي رضا حزام بالاستقالة، مؤكدا بأنه لا يمكن أن يتحمل مسؤولية الوضع الراهن للفريق، خاصة بعدما تعدت الأمور الخطوط الحمراء، ما جعله يرمي بالكرة إلى معسكر السلطات المحلية، على أمل إيجاد حل للأزمة المتعددة الجوانب التي يتخبط فيها السرب الأسود. وأشار حزام في هذا الصدد في دردشة مع النصر بأن اعتراض الأنصار للحافلة كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس: «الفوضى السائدة وسط محيط الفريق انعكست سلبا على التسيير، مادام غضب الأنصار على اللاعبين وصل حد محاولة الاعتداء، ولو أن جوهر الإشكال لا يكمن في الهزيمة أمام إتحاد الشاوية، بل لعدم القدرة على إيجاد حلول كفيلة بإخراج الترجي من هذه الأزمة». وأوضح محدثنا في سياق متصل: «الخلاف القائم بين أعضاء اللجنة المؤقتة، ألقى بظلاله أيضا على الوضعية الراهنة للفريق، مادامت هناك بعض الأطراف مافتئت تطالب بعقد جمعية عامة عاجلة، رغم أننا كنا نبحث عن الاستقرار الإداري، بدليل أن هذه القضية كانت السبب المباشر الذي كاد أن يكلف الترجي الشطب النهائي من الرزنامة قبيل انطلاق الموسم، لكن استقالة محمداتني بعد جولتين من مرحلة الإياب، عادت بالفريق إلى نقطة الصفر، والبحث عن الشرعية تزامن ودخول التشكيلة في دوامة». من هذا المنطلق أكد محدثنا: «أشعرت الديجياس صبيحة أمس بالوضعية الحرجة التي يتخبط فيها الترجي، خاصة قضية الحساب البنكي، المتواجد تحت رحمة التجميد، تنفيذا لأحكام قضائية صدرت لفائدة بعض الدائنين، ما حال دون سحب مبلغ يقارب 2 مليار سنتيم، وتعنت كل طرف سيتسبب في سقوط الفريق، وهذه الإشكالية لن يجد حلا إلا بتدخل السلطات أو جلوس الأطراف المتخاصمة على طاولة واحدة، ووضع الخلافات الهامشية جانبا، مع تنصيب مصلحة السرب في المقام الأول في هذه الفترة الحرجة».وختم حزام حديثه بالقول أنه طلب من أعضاء المكتب الإسراع في إعداد الحصيلتين المالية والأدبية، لعقد جمعية عامة استثنائية في غضون الأسبوع الجاري، من أجل دراسة استقالة عمر محمداتني وأعضاء اللجنة المؤقتة: «لم أعد قادرا على تحمل المسؤولية، وحتى استقالة المدرب يسعد جاءت في وقت غير مناسب، وبالتالي فإن مصير الفريق سيوضع على طاولة التشريح أمام أعضاء الجمعية العامة، دون فسح المجال لا للتحسر ولا لنشر الغسيل والعزوف عن حمل مشعل التسيير كان السبب الرئيسي في طفو خلافات حادة بين عديد الأطراف، ليكون الترجي ضحية حسابات شخصية».