"سلالم الظلمة " غوص في الصراع الأبدي بين المثقف و السياسي استمتع أول أمس الجمهور القسنطيني بآخر إنتاج لمسرح قسنطينة الجهوي، و هي مسرحية « سلالم الظلمة» للمخرج الشاب كمال الدين فراد، الذي شرح خلال ساعة من الزمن، واقع العلاقة بين المثقف و السياسي و اختلاف نظرة كل واحد منهما للقضايا الاجتماعية و المصيرية، ما أفرز ديمقراطية مبتورة، سببها هو سقوط الاختلاف في فخ الخلاف. العمل يعد أول تجربة إخراجية للشاب كمال الدين فراد، و قد عرفه بأنه «دراما اجتماعية ساخرة، تتضمن حكايات ملونة من زمن الأبيض و الأسود، تناقش جدلية الصراع الأزلي بين الفكر والسياسة ، من خلال الغوص في تشريح مواقف و ردود أفعال تبرز التناقضات الإنسانية و تصنع التميز والفرح و تحفز على التقدم والتحدي. كما أنه تركيب سمفوني بين التاريخ والحاضر ومزج لمعزوفات الفكر الإنساني منذ البدء».و قد استمتع الجمهور بهذه التوليفة الركحية و تفاعل معها، فصفق كثيرا و ابتسم أكثر، فكانت الأمسية فسحة و مرحا مع الفكر، و سفرا إلى حقب زمنية مختلفة، تحث على تحرير الفكر و الانطلاق به، للتخلص من واقع تعيشه اليوم كل الدول العربية دون استثناء، وهو واقع قزمت فيه المبادرات الحرة و أصبحت المعارضة تلعب دور المساندة و تخفي موالاتها تحت غطاء التعدد.نص العمل تميز بلغته الذكية الساخرة و فكرته المختلفة، التي أبدع في إيصالها إلى الجمهور مسرحيون شباب من أمثال المخرج الذي ارتدى أيضا قبعة الممثل في «سلالم الظلمة»، محمد دلوم ، سرحان داودي، موني بوعلام، نجلاء طالبي، نبيل مساهل، محمد العايب، سيف الدين بوكرو، صلاح الدين بن زرقو، وهي وجوه شابة أعطت للركح نفسا جديدا و ديناميكية كبيرة.