تجري امتحانات شهادة البكالوريا هذا العام تحت أعين الكاميرات وإجراءات أمنية مشددة لمنع تكرار سيناريو الغش الذي حول بكالوريا 2016 إلى سباق على تسريب الأسئلة، الامتحان هذا العام اتخذت لإنجاحه استعدادات غير مسبوقة لم تهمل أدق التفاصيل بداية من أجهزة التشويش إلى أماكن الركن، لسد الطريق أمام من يريدون إفساد هذا المنعرج البيداغوجي المصيري، لإستعادة هيبته ومنح النتائج مصداقية كادت أن تعصف بها سلوكات استغلت التطور التكنولوجي وضعف إلمام المؤطرين بالحيل الإلكترونية، محاولة تعميم ثقافة الغش.الامتحان يعرف هذا العام أيضا تغيرات في بنية الأسئلة وعدد التمارين وتوزيع المواد على الأيام، كما أن إجراءه في شهر رمضان يعطيه خصوصية أخرى تم التكيف معها استعدادا لأي طارئ.النصر نقلت في هذا التحقيق كامل تفاصيل التحضير للامتحان ودخلت مراكز الامتحانات أين وقفت على آخر الاستعدادات، كما تطرقت إلى جوانب بيداغوجية وأخرى تنظيمية، وتوقفت عند ظاهرتي الغش و الدروس الخصوصية، ورصدت آراء مختصين حول الخضوع للإمتحانات في فترة الصيام و الظروف النفسية الواجب توفرها في محيط من هو مقبل على «الباك» تحقيق و تصوير : خالد ضرباني رئيس المركز الآمر الناهي أيام الامتحانات الحمل و المرض .. أعذار آخر لحظة للتملص من الحراسة التحقيق في كواليس التحضير والإشراف على تحضيرات البكالوريا لا يمكن أن يكتمل دون أن نعرج على الحلقة الأهم وهي، رؤساء المراكز وذلك للإلمام بآخر اللمسات بخصوص الاستعدادات لاستقبال المترشحين، و كذا توجيه تعليمات للأساتذة المؤطرين و إنهاء كل العمليات التنظيمية و الأمنية التي تسبق إجراء الامتحانات. تواجدنا يوم الخميس بمركز إجراء الامتحانات بمتوسطة شيهاني بشير بالخروب كعينة من هذه المراكز المسخرة، سمح لنا بالاطلاع على الاستعدادات الأخيرة التي تسبق إجراء الامتحانات، و بدخولنا إلى أمانة المركز بعد دقائق قليلة من انتهاء اجتماع رئيسه بالأساتذة المعنيين بالحراسة على مستوى هذه المؤسسة، لاحظنا حركية كبيرة داخل الأمانة بإشراف من الرئيس، و قد لاحظنا أن أعضاء الأمانة يسابقون الزمن بخصوص وضع كل الإمكانيات البيداغوجية في الخدمة، كتسليم برامج الحراسة للأساتذة المؤطرين، معاينة عمليات لصق أسماء المترشحين على طاولات اجتياز الامتحانات، و الحرص على وضع لافتات توجيهية لحجرات المترشحين وفقا لأرقام تسلسلية مضبوطة، و ذلك لتسهيل عملية استقبالهم و توجيههم يوم الامتحان. جلوسنا للحديث مع رئيس المركز، كشف لنا العديد من الجوانب التي يمكن أن تحدث في آخر السويعات، و التي يمكن أن تضع رؤساء المراكز باعتبارهم المسؤولين على عملية إجراء الامتحانات في حرج، حيث سجلنا في دقائق العديد من طلبات الأساتذة المسخرين للحراسة لإعفائهم من العملية لأسباب مختلفة، فهناك أساتذة هم أنفسهم مترشحون لاجتياز امتحانات «الباك»، و آخرون يتحججون بوثائق طبية تثبت معاناتهم من أمراض معينة كالقلب مثلا، فيما حاولت بعض النساء التملص من المهمة بسبب الحمل، و غيرها من الأعذار التي صادفناها خلال تواجدنا في المركز، حيث أكد رئيسه ، على أن مثل هذه الحالات يتم الفصل فيها على مستوى المديرية و ليس على مستوى المراكز، و قال بأنها أدت في كثير من الأحيان إلى تسخير أستاذين بدل 3 للحراسة في حجرات اجتياز الامتحانات، و الاستعانة بأعضاء الأمانة كحراس في حالات أخرى، متحدثا في هذا السياق، عن تسخير مراكز امتحانات برؤسائها و مؤطريها كمؤسسات احتياطية لا تجتاز فيها الامتحانات، بحيث يتم الاستعانة بأساتذتها في حالات تسجيل نقص في عدد الحراس الذين لا يسجلون حضورهم خلال أيام الامتحانات، أو في حالات وقوع حرائق أو انهيارات أو أي حادث طارئ في مركز إجراء الامتحانات، حيث يتم نقل المترشحين إلى المراكز الاحتياطية التي تكون في حالة جاهزية لمثل هذه الظروف. خ/ض مديرة ثانوية أحمد باي مونية مريمش ترتيبات غير مسبوقة و غرفة الأسئلة خط أحمر وجهتنا كانت نحو ثانوية احمد باي بقسنطينة، كنموذج لمراكز إجراء امتحانات شهادة البكالوريا على مستوى الولاية، أين استقبلتنا مديرة المؤسسة مونية مريمش، و من خلال الأخذ و الرد مع مديرة الثانوية، تبين فعلا بأن هناك العديد من الترتيبات الجديدة التي ينتظر العمل بها خلال هذه الامتحانات، في إطار توفير الظروف الملائمة للتلاميذ من جهة، و تفادي كل ما يمكن أن يمس بمصداقية الشهادة كالتسريبات أو الغش، حيث ذكرت محدثتنا، بأن هذه السنة ستعرف بعض التغييرات في الجانب التنظيمي، ذكرت منها اعتماد 3 نواب لرئيس المركز، مع اشتراط بعض المعايير في تسخير هؤلاء النواب، كأن يكون النائب الأول إما مدير متوسطة، أو مفتشا، أو ناظر ثانوية، في حين يتم تسخير المسير المالي كنائب ثاني، و مستشار تربية كنائب ثالث، و هو الإجراء الذي كان يقتصر خلال المواسم الماضية على تعيين نائب واحد فقط لرئيس المركز، و تم تعديله لإضفاء مصداقية أكثر و التحكم في مجريات الامتحانات، كما تحدثت المديرة عن إقرار تعيين ملاحظ في الأمانة و هو ما لم يكن من قبل، و يشترط أن يكون الملاحظ مفتش مادة، و دوره مراقبة عملية فتح أظرفة الأسئلة و التأكد من مطابقتها مع عدد المترشحين لاجتياز الامتحان، مع إرسال تقرير يومي عن سيرورة العملية إلى مديرية التربية. و من بين الإجراءات الجديدة التي سطرتها وزارة التربية، و وجهت إلى كل المديريات و المؤسسات المخصصة ، هو منع رؤساء المراكز من ركن سياراتهم داخل المراكز لسد الطريق أمام احتمالات إدخال أو إخراج أغراض معينة، و هو نفس الإجراء الذي سيخضع له الأساتذة الحراس أو المؤطرون للامتحانات، مع تخصيص مؤسسات تربوية أخرى مجاورة للمراكز لركن سياراتهم الخاصة. أما في ما يتعلق بالإجراءات الجديدة الخاصة باجتياز الاختبارات، قالت مديرة ثانوية احمد باي، بأن المصالح المعنية هذه السنة ستستعين بترتيبات أمنية خاصة لمنع محاولات الغش أو تسريب المواضيع، كتسخير أعوان أمن مدعمين بأجهزة كشف المعادن، و أجهزة التشويش على الوسائل الاتصالية الحديثة كالهواتف النقالة الذكية و غيرها، و التي يمكن الاعتماد عليها من طرف التلاميذ في الغش، مثلما حدث الموسم الماضي، حيث ضبط العديد من المترشحين في وضعيات غش باستعمال هذه الأجهزة، و ذلك لرصد أي تجاوزات و احتوائها في حينها، كما تطرقت محدثتنا في هذا السياق، إلى بعض الإجراءات و التعليمات التي وجهها الوالي، كتسخير الدوائر لخدمة مراكز الامتحانات، كتوفير معدات طبع الأوراق مثلا، و كذا إعطاء أوامر بعدم قطع الكهرباء عن المؤسسات المعنية حتى و إن كانت مدانة. هكذا يتم تأمين نقل الأسئلة مديرة الثانوية، كشفت لنا عن جوانب أخرى خفية في تنظيم الامتحانات، حيث أن الغرفة التي توضع فيها خزانة الأسئلة تبين أنها العلبة السوداء للعملية برمتها، كون أوراق الأسئلة تخبأ فيها قبل توزيعها على المترشحين، و حسب الأوصاف التي قدمتها لنا المديرة، فإن الغرفة يتم تخصيصها من طرف إدارة المؤسسة ، و بموافقة رئيس المركز الذي له الحق في تغيير مكانها وفقا لما يراه مناسبا لحماية أظرفة الأسئلة بشكل سري و جد دقيق، حيث تضم خزانة حديدية يخول لرئيس المركز فقط فتحها رفقة بعض الأعضاء، و قالت المسؤولة أنه يتم تجهيز هذا الجزء من مراكز الامتحانات بكاميرا مراقبة كإجراء استثنائي لإضفاء رقابة أكثر على عملية توزيع أسئلة الامتحانات انطلاقا منها، و تكون محل رقابة أمنية و بيداغوجية كبيرة طيلة أيام إجراء الامتحانات. و فيما يتم الاعتماد على كاميرات المراقبة في توثيق كل عمليات إدخال و إخراج الأسئلة من تلك الغرفة ، مع تعريف كل المسؤولين الذين يقومون بذلك، يكلف أعضاء الأمانة بجمع أوراق الأجوبة من الأقسام دون غيرهم من الأساتذة المؤطرين، و الذين يشرفون فقط على حراسة التلاميذ خلال إجرائهم للامتحان. و حسب ما تلقيناه من شروحات، فإن تلك «العلبة السوداء» مكان ممنوع على كل شخص الاقتراب من محيطه إلى غاية انتهاء الامتحانات، باستثناء رئيس المركز، المسؤول الأول على المكان ، و الذي يكون دائما تقريبا مرفوقا بعناصر أمنية لتأمين عملية نقل الأظرفة. خ/ض مفتشو التربية الوطنية إعادة النظر في بناء الأسئلة و الابتعاد عن الحفظ و الاسترجاع الإجراءات الجديدة لم تشمل الأمور التنظيمية و أجهزة الرقابة فقط، بل تعدتها هذه السنة إلى محتويات أوراق الأسئلة و كذا برمجة الامتحانات في بعض المواد، و هو ما اطلعنا عليه من خلال حديثنا مع بعض المفتشين الذين أكدوا على الترتيبات الجديدة المتبعة من قبل الوزارة الوصية. و أوضح غزالي بوحجر مفتش التربية الوطنية في مادة اللغة العربية و الآداب، بأن بكالوريا 2017 ستعرف إعادة النظر في طريقة بناء أسئلة المواد، من خلال تكييف الامتحان مع المحتويات، و قال بأن الأسئلة ستتركز هذه المرة على اختبار المستويات العليا لفهم التلميذ، حيث ينتظر أن تبتعد عن الحفظ و الاسترجاع، و تسلط الضوء على مدى قدرة المترشح على التطبيق و التحليل و التقويم و كذا الفهم، و حتى بالنسبة لمادة اللغة العربية التي تقرر تحديد عدد البيوت الشعرية في الامتحان الخاص بها، ب12 بيتا فقط، و 18 سطرا بالنسبة للسند النثري، عكس الامتحانات السابقة أين كانت محتويات أسئلة المادة تتجاوز هذا الكم من الأسطر، في حين تم تحديد عدد الأسئلة في البناء الفكري ب6 أسئلة بدل 7 أو أكثر، و في البناء اللغوي ب5 أسئلة، و أكد المفتش في هذا السياق، على أنه تقرر الإبقاء على الحجم الساعي القديم، و ذلك مراعاة لاجتياز امتحان «الباك» خلال شهر الصيام، مشيرا إلى تغيير برنامج إجراء امتحان مادة اللغة العربية، و التي أبقي عليها خلال اليوم الأول من الامتحانات بالنسبة للشعب العلمية المشتركة، فيما يجتازها الأدبيون في اليوم الثاني بخلاف السنوات الماضية، متوقعا أن تكون الأسئلة موافقة لدليل الاختبارات في جميع الشعب و جميع المواد، معتبرا هذا الامتحان بالعادي، «فقط هناك بعض الإجراءات المتعلقة بالتأطير و جلوس التلميذ بشكل فردي»، مؤكدا على أن هناك بعض الامتحانات الفصلية تكون أسئلتها أصعب من أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، و قال بأن قضية التسريبات لا تقتصر على الجزائر فحسب، مركزا على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على مصداقية الشهادة، و كشف عن التفكير في توحيد امتحانات البكالوريا التجريبية على مستوى الولاية مستقبلا، من أجل تحضير المترشحين نفسيا، من خلال وضعهم في نفس الظروف التي تجتاز فيها امتحانات «الباك». تقليص في عدد التمارين وتقديم لامتحان الفيزياء من جهته مفتش التربية الوطنية في مادة العلوم الفيزيائية نوري يحي، قال بأن عدد التمارين سيتقلص هذه المرة من 5 إلى 3 في العلوم التجريبية، و من 6 إلى 4 في الرياضيات و التقني رياضي، مضيفا بأنه تم تغيير برنامج إجراء امتحان مادة الفيزياء التي كانت تجرى في اليوم الخامس، ب24 ساعة من خلال برمجتها في اليوم الرابع، و هي كلها تغييرات تدخل في إطار الإجراءات الجديدة المتبعة من قبل الوزارة لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة، و قال بأن هناك تفاؤلا بخصوص قضية عدم تكرار التسربيات التي وقعت العام الماضي، حيث أكد محدثنا على نجاعة الترتيبات المعتمدة خاصة الأمنية منها، كتنصيب أجهزة التشويش على الوسائل الاتصالية الحديثة، و التي يمكن أن يستخدمها المترشحون، مؤكدا على ضرورة تعامل المؤطرين بطريقة سلسة مع المترشحين، و توفير كل الظروف الملائمة لاجتياز الامتحانات. خ/ض تحولت من وسيلة دعم إلى مدرسة موازية أقسام داخل مستودعات ومكبرات صوت لتقديم دروس خصوصية أرجع كل من تحدثنا إليهم من أساتذة و مستشارين و مفتشين و مدراء مؤسسات، أسباب العزوف المبكر لدى تلاميذ الأقسام النهائية، إلى استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية، و قالوا بأنه لا توجد ضوابط قانونية تفرض على التلميذ الاستمرار في تلقي الدروس إلى غاية نهاية الموسم الدراسي، كاشفين أن الظاهرة أخذت منحى مقلقا خلال السنوات الأخيرة، و هو ما أدى إلى ظهور بوادر العزوف عن الدراسة منذ شهر جانفي من كل سنة تقريبا، بخلاف السنوات الماضية أين كانت هذه الظاهرة تقتصر على الأسابيع القليلة الأخيرة التي تسبق الامتحانات، متهمين الأولياء بغض الطرف عن عواقب تفضيل التلاميذ لتلقي دروس خصوصية بمقابل، عوض أخذ الدروس في الأقسام النظامية.و دق بيداغوجيون ناقوس الخطر بسبب استفحال ما أسموه «بالتعليم الموازي»، خاصة و أن الدروس الخصوصية أصبحت حتمية بالنسبة لفئة واسعة من التلاميذ، يتنقلون بالأفواج بين المستودعات و الشقق سعيا للظفر بمقعد في « مدارس موازية»، تقدم دروسا بأثمان باهظة و في أجواء من الحشو و الاكتظاظ لا تساعد على الفهم ، حيث أكد لنا مفتشون، على أن هناك أشخاصا يقدمون دروسا خصوصية في مستودعات تضم أكثر من 60 تلميذا دفعة واحدة، فيما يلجأ آخرون، حسبهم، إلى الاعتماد على مكبرات الصوت داخل هذه الأماكن بسبب الضغط، كما قال مفتشون، بأن ظاهرة العزوف تصعب عملية تحليل النتائج و ضبط التوقعات بالنسبة للنجاح و ترتيب المؤسسات، مضيفين بأن هناك العديد من الأشخاص الدخلاء على القطاع، يقومون بإعطاء دروس خصوصية رغم عدم صلتهم بما يدرس في المقرر الدراسي، و همهم الوحيد هو الجانب المادي فقط، فيما يقوم آخرون باعتماد أسعار خاصة بتقديم الدروس الخصوصية خلال أيام عطل نهاية الأسبوع و غيرها. و برر بعض التلاميذ المقبلون على اجتياز امتحانات الشهادة تلقيهم للدروس الخصوصية، بالحجم الساعي غير الكافي لفهم الدروس جيدا داخل الأقسام، و قالوا بأن الدروس الموازية تمنح مجالا أوسع لحل التمارين و الاستيعاب، مضيفين بأن هناك مواد تتطلب تحليلا و شروحات أوسع، و هو ما تتيحه هذه الفضاءات التعليمية الموازية. خ/ض تراجع في نتائج المواد العلمية التلاميذ يفضلون الإنجليزية على الفرنسية والفلسفة بعبع الممتحنين لا يمكن التطرق إلى البكالوريا دون الحديث عن مستوى التلاميذ المترشحين لاجتياز امتحان الشهادة في مختلف المواد، و خاصة الأساسية منها، و بشهادة أساتذة و مستشاري توجيه، تبين بأن نتائج «الباك» تراجعت بشكل ملحوظ في المواد العلمية كالرياضيات و الفيزياء، و كذا اللغات، فيما يؤكد أساتذة الفلسفة، على أن غالبية التلاميذ الذين تم توجيههم إلى هذه المادة، اختاروها مرغمين بسبب انخفاض معدلاتهم، و بأنهم لا يرغبون في دراستها. و قالت مستشارة توجيه شهرزاد بوفكر، إنه من خلال الخبرة و تحليل نتائج البكالوريا طيلة السنوات الأخيرة، سجل تراجع في نتائج مواد الرياضيات و الفيزياء في امتحانات الشهادة، و هو ما أثر سلبا، حسبها، على نسبة النجاح و الرتبة على مستوى الثانويات، وهو نفس الإشكال مع مادة الإنجليزية و الفرنسية رغم تسجيل تحسن في المستوى، و بالرغم من تقديم دروس دعم للتلاميذ طيلة الموسم الدراسي في المواد التي يعانون من تراجع النتائج فيها. و قالت أستاذة العلوم الطبيعية حياة شايب، بأن غالبية التلاميذ يعتمدون في اجتياز امتحانات البكالوريا على المواد الأساسية فقط، اعتقادا منهم بأن الحصول على نقاط جيدة في هذه المواد يمكنهم من النجاح، حتى و إن تحصلوا على نقاط ضعيفة في المواد الأخرى، مشيرة إلى إشكالية عدم فهم الأسئلة بطريقة جيدة من قبل المترشحين، و أضافت بأن الحجم الساعي غير كاف لتدريس المواد في الأقسام، و لذلك يعتمد، حسبها، التلميذ على الدروس الخصوصية خاصة في حل التمارين. فيما أكدت أستاذة الهندسة الكهربائية شهرة حريش، على أن مشكل الدروس الخصوصية يقل حدة في هذه المادة مقابل غيرها، و ذلك بسبب نوعية النتائج المقبولة فيها من جهة، و عدم وجود عدد كبير من الأساتذة الذين يدرسون هذه المادة، و هو ما يدفع بالتلميذ إلى التحكم الجيد في الدروس التي تقدم داخل القسم، و الاكتفاء بما يقدم من المقرر الدراسي، معترفة بتواضع مستوى تلاميذ هذه الشعبة في مادتي الرياضيات و الفيزياء. و قالت أستاذة الإنجليزية إيمان بوحالة، بأن غالبية التلاميذ يفضلون دراسة هذه اللغة على حساب الفرنسية، و يعتبرونها أسهل مقارنة مع اللغة الثانية التي يتحصلون غالبا على نقاط ضعيفة فيها. و ذكرت أستاذة الفلسفة نجوى بطاط من جهتها، بأن تلاميذ هذه الشعبة لديهم نقص في استعمال اللغة العربية، و قالت بأن العلميين يستوعبون المادة أحسن من الأدبيين بالرغم من دراستهم لها في السنة النهائية، و ذلك لكونها تعتمد في كثير من الأحيان على التحليل العلمي الذي لا يتوفر لدى الكثير من الأدبيين، كاشفة بأن مادة الفلسفة هي آخر خيار توجيه يؤشر عليه التلميذ، و بأن غالبيتهم يوجهون لها مرغمين، ما يخلق كرها بالنسبة لدراسة هذه المادة، حتى من جانب الأولياء الذين يتجنبون توجيه أبنائهم لدراسة الفلسفة. و تحدث أستاذ الفرنسية أسامة بوخدنة، عما أسماه بالعقدة التاريخية الراسخة في أذهان الكثير من التلاميذ بالنسبة لدراسة هذه المادة، و هو ما يبرر، حسبه، تراجع نتائج هذه المادة و عدم التحكم الجيد فيها، و خاصة لدى فئة الأدبيين، عكس العلميين الذين يهتمون نوعا ما بجميع المواد، و قال بان هناك فئة واسعة من التلاميذ الذين يفضلون دراسة الإنجليزية على الفرنسية، فيما تطرقت أستاذة هندسة الطرائق أسماء بوستة، إلى مشكل الدروس الخصوصية التي أصبحت قناعة راسخة لدى التلاميذ، و قالت بأن ضعف الوعي لدى الأولياء شجع الدروس الموازية، واصفة الجيل الحالي «بالكسول» الذي يبحث عن الجاهز السهل فقط.و أرجع أستاذ التاريخ و الجغرافيا محي الدين خياط استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية إلى عدة عوامل، ذكر منها، ضغط البرنامج الدراسي و ضيق الحجم الساعي للتدريس، و هو ما يدفع حسبه بالتلاميذ إلى التركيز على المواد الأساسية فقط خلال العام الدراسي، و ترك باقي المواد غير الأساسية إلى آخر الفترات، ثم يصطدم بعدم فهم الكثير من دروس هذه المواد، داعيا إلى إعادة الاعتبار للبطاقة التركيبية لفرض الحضور إلى المؤسسة و تجنب العزوف المبكر للتلميذ، و كذا تفعيل التواصل بين الأولياء و الفاعلين في المؤسسات التربوية. خ/ض بعد الأقلام والنظارات والعدسات اللاصقة عمليات زرع البلوتوث وسيلة أخرى للغش الحديث عن البكالوريا يحيلنا حتما إلى حادثة تسريب أسئلة امتحان الشهادة العام الماضي، و هي القضية التي هزت القطاع العام الماضي وحركت الوزارة، ما أدى إلى اتخاذ إجراءات عقابية حينها من طرف وزارة التربية و الحكومة، و التي طالت العديد من إطارات القطاع التربوي، و بعض الأشخاص الذين اشتبه في كونهم وراء التسريبات. و بالرغم من وضع ترتيبات أمنية و بيداغوجية جديدة لاجتياز امتحانات «الباك» هذه السنة، في إطار المحافظة على مصداقية الشهادة، إلا أن هاجس الغش و التسريبات لا يزال يخيم على ظروف اجتياز هذا الامتحان المصيري، و هو ما لمسناه لدى مسؤولي المؤسسات و المستشارين و الأساتذة المرشحين لتأطير عملية إجراء الامتحانات، حيث تطرقت مديرة ثانوية إلى جملة من العراقيل و المشاكل التي يصادفونها خلال أيام الامتحانات، ذكرت منها اصطحاب بعض المترشحين لأكثر من هاتف ذكي دون توضيح أسباب ذلك، و هو ما يستدعي حسبها استغراق وقت و جهد طويلين في تفتيش التلاميذ و منعهم من إدخال هذه الأجهزة إلى حجرات إجراء الامتحانات، دون اتخاذ إجراءات عقابية في حقهم بالرغم من تصنيفها من بين وسائل و محاولات الغش، على حد قولها، و قالت بأن امتحانات «الباك»، تتخللها كل سنة حالات إغماء في أوساط المترشحين، ناهيك عن التوتر و حدوث اضطرابات للضغط الدموي و السكري لدى الكثير من التلاميذ، و قالت بأن الكثير منهم يفطرون في رمضان بسبب هذه الحالات التي تحدث بشكل مفاجئ خلال إجراء الامتحانات.و تحدث أساتذة و بعض مسؤولي الثانويات، عن أساليب جد متطورة تستعمل في الغش، كاقتناء أقلام و نظارات و حتى عدسات لاصقة ذكية تعمل بواسطة «البلوتوث»، و ذهبوا بعيدا من ذلك، حينما كشفوا عن عمليات جراحية لزرع «البلوتوث»، قالوا بأنها أصبحت متاحة في تونس، فيما يقوم مترشحون آخرون بإخفاء هذه الأجهزة داخل الألبسة عن طريق خياطتها بإحكام، و أبدوا اندهاشهم لتطور أساليب و حيل الغش. أما بخصوص إمكانية حدوث حالات تسريب للأسئلة في هذه الامتحانات، حذر المتحدثون من استغلال «الفايسبوك»، كون التسريبات التي سجلت العام الماضي، حسبهم، جرت كلها عن طريق الفضاء الأزرق، و بالرغم من تشديد الإجراءات و اعتماد ترتيبات تنظيمية جديدة في بكالوريا 2017، إلا أن كل من تحدثنا إليهم من عمال القطاع، أبدوا تخوفاتهم حيال إمكانية تكرار محاولات الغش و التسريبات. خ/ض أساتذة الإبتدائي والمتوسط الأكثر تساهلا «الباك» مغامرة للأحرار و مترشحون يهددون المؤطرين عملية استلام المراكز تتم عادة في آخر يوم عمل يسبق إجراء الامتحانات، و الذي تصادف برمجته يوم الخميس من كل سنة تقريبا، و هو ما يسمح لرؤساء المراكز بإنهاء الترتيبات الأخيرة للعملية التنظيمية. و عن يوم إجراء الامتحانات و جلب الأسئلة، قال رئيس مركز متوسطة شيهاني بشير بالخروب يوسف شويط، بأن العملية تنطلق من مقر مديرية التربية صبيحة كل يوم امتحان، حيث يتم جلب الأسئلة في حدود الرابعة صباحا، و تكون سيارات رؤساء المراكز مرفوقة بسيارات مصالح الأمن، و يتم إيصال أظرفة الأسئلة تباعا إلى المراكز المعنية، و التي تكون محروسة من طرف 4 عناصر أمن ليلا و نهارا إلى غاية استكمال الامتحانات، موضحا بان الأسئلة توضع في خزانة حديدية داخل غرفة مزودة بكاميرات، لا يسمح بدخولها سوى من طرف رئيس المركز و أعضاء الأمانة بحضوره. و عن المشاكل و حالات الغش التي يمكن أن تحدث خلال أيام الامتحانات، تحدث رئيس المركز عن مصادفة حالات في مشواره التعليمي تتعلق بتساهل بعض الأساتذة مع المترشحين بخصوص الحراسة، و هو ما يفتح مجال الغش و حدوث تجاوزات داخل حجرات الامتحانات، و قال بأن الظاهرة تنتشر أكثر لدى أساتذة الابتدائي و المتوسط، مضيفا بأن غالبية المترشحين الأحرار يعتمدون على أساليب الغش أكثر من النظاميين، خاصة و أن الكثير منهم، حسبه، يجتاز «الباك» كمغامرة و ليس لديه ما يخسره في حالات إقصائه مثلا، فيما تم تسجيل عديد الحالات المتعلقة بتحدي الحراس و تهديدهم من قبل المترشحين من الجيل الحالي، على حد قوله، و قال بأن العديد من حالات الغش نجحت بسبب عدم تحكم العديد من المؤطرين في الاستعمالات الحديثة لوسائل الاتصال كالهواتف و البلوتوث و غيرها، مرجحا نجاح الإجراءات الأمنية المعتمدة هذه السنة من قبل الوزارة في الحد من الغش و التسريبات. خ/ض للحفاظ على مصداقية الإمتحان أئمة يطلقون حملة «لا للغش» ساعات قبل انطلاق الامتحانات أطلق عدد من أئمة المساجد حملة واسعة لمحاربة الغش في البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للحفاظ على مصداقية الامتحان المصيري ، و تمكين التلاميذ المجتهدين من إجراء امتحاناتهم في ظروف جيدة بعيدا عن الفوضى التي عادة ما تتسبب في إرباك الممتحنين وتفقدهم التركيز. الدكتور كمال العرفي أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وإمام مسجد عقبة بن نافع ببئر العاتر، احد المشرفين على الحملة، اعتبر الغش في الامتحانات المدرسية من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي ، وأوسعها تأثيرا على حياة الطالب والمجتمع ، وأضاف في دروس رمضان ،أن الغش حلقة من متلازمة ثلاثية معروفة تتكون من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، فالغش، كما يؤكد خيانة للنفس وخيانة للآخرين ، وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة ، وإعتبره ظاهرة خطيرة وسلوك مشين وقال أن له صورا وأشكالا متنوعة مشيرا أن الظاهرة ليست مقتصرة على طور معين بل تطال كل مراحل التعليم لاسيما في شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا وصولا إلى الجامعة ، «فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا اسمه على غلافه ، وكم من طالب قدم مشروعا ولا يعرف عما فيه شيئا» ،وقد تعجب الإمام من انتكاس الأخلاق عند بعض الطلبة فأصبح يرمي من لم يغش بأنه معقد ومتخلف وجامد ،و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعد على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة ولا التعاون . وشدد الدكتور كمال على خطورة ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية التي يراها سلوكا انحرافيا ، يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية ،وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم ،مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ،ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ، مستغربا تفسيرات البعض من باب اضطرار الفرد إلى اللجوء إلى الغش بسبب أو لآخر ، في حين يفسره آخرون، كما يقول المتحدث ، بأنه محاولة الفرد التخفيف من الضغط الذي يواجهه تجنبا للآثار التي تنتج عن فشله في الامتحان ، ويلقي البعض هذا السلوك على نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته ،بينما يلقيها البعض الآخر على النظام التعليمي. المتحدث اتهم بعض الأولياء بالسلبية في متابعة أبنائهم وترك الحبل على الغارب لإدارة المدرسة لتتحمل التربية مع التعليم والحقيقة، يقول الأستاذ كمال العرفي، هي أن هؤلاء الآباء لا يشعرون بالخطر الحقيقي الناجم عن سلبيتهم إلا بعد حدوث أضرار تمس الأبناء سواء كانت انحرافات سلوكية أو رسوبا دراسيا متكررا، والغريب في الأمر يقول المتحدث أن أصابع الاتهام ، تشير في المقام الأول والأخير إلى إهمال المدرسة ،وعدم رعايتها الكاملة للأبناء ،متناسين دورهم المهم في التربية والرعاية والتواصل مع المؤسسة التعليمية . وواصل الإمام حديثه قائلا " إن ممارسة الطالب لسلوك الغش في الاختبارات لا يعد مظهرا من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية وحسب بل إفسادا لعملية القياس وتلويثا لنتائج الاختبار ، وبالتالي عدم تحقيق أهداف التقويم في مجال التحصيل الدراسي ، وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط ، بل قد يتعداها إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية ،حيث إن أولئك الذين يتعودون على الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم ، مضيفا أن المدرسة باختلاف مستوياتها هي المؤسسة التربوية التي تعنى ببناء شخصيات الطلبة وتطويرها في كل نواحيها ،بما يجعلهم قادرين على التوافق الاجتماعي والانفعالي فضلا عن إكسابهم المعرفة ، ودعا في الأخير إلى التصدي لهذه الآفة بكل حزم و إنجاح الحملة التي بادر أئمة من بئر العاتر بإطلاقها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى " لا ...للغش " وهي مفتوحة لكل الأئمة من مختلف ربوع الوطن. ع.نصيب الدكتور أمين خوجة محمد ياسين لا خوف على المترشحين من الصيام و الراحة مطلوبة أكد الدكتور رئيس قسم الاستعجالات و طبيب منسق بمستشفى البير في قسنطينة، أمين خوجة محمد ياسين، على ضرورة تجنب المترشحين لاجتياز «الباك» الإرهاق و السكريات، و قال بأن إتباع هذه النصائح، يسمح باجتياز الامتحانات أثناء الصيام بشكل جد عادي.و أوضح المختص، بأنه يجب أخذ قسط كبير من الراحة خلال الثلاثة أيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات، و النوم ل5 ساعات متتالية على الأقل كل ليلة لإعطاء الجسم طاقة و حيوية طيلة يوم الصيام، مع تناول ما بين لتر و نصف و لترين من الماء خلال الفترة الممتدة من الإفطار إلى السحور، مؤكدا على ضرورة تجنب السكريات لتفادي العطش الذي قد يشعر به المترشح خلال إجرائه للامتحان، و هو ما قد يجنبه التفكير أو التركيز بشكل جيد، و قال بأنه من الأفضل تناول المواد التي تحتوي على سكريات بطيئة الفعالية، كالتمر و العنب المجفف «الزبيب» و كذا الموز لاحتوائها على نسبة عالية من «المغنيزيوم» المفيد جدا لحيوية الجسم، محذرا من تناول الأطعمة التي تباع في الشوارع، لتجنب الإصابة بتسممات أو اضطرابات في الجهاز الهضمي خلال هذه الفترة. خ/ض الأخصائي في علم النفس التربوي عبد الحميد بوعرورة الثقة في النفس والدعم العائلي يجنبان التوتر اعتبر الأخصائي في علم النفس التربوي عبد الحميد بوعرورة امتحان شهادة البكالوريا بالعادي، كون أسئلته لا تخرج عن إطار المقرر الدراسي، و قال بأن هناك بعض الإجراءات فقط غير المعتادة لدى التلميذ، كاجتياز هذه الامتحانات في مؤسسات مغايرة، و الحراسة و أجواء التحضيرات و جلوس كل مترشح في طاولة لوحده، و غيرها، و هي إجراءات قال المختص بأنها و رغم تأثيراتها السلبية على نفسية المترشحين، إلا أنه يجب على التلميذ عدم الاكتراث لها أكثر من اللزوم لتجنب الارتباك و تشتيت التركيز. و أضاف بوعرورة، بأن أفضل وسيلة لتجنب المترشح التوتر و الضغط خلال أيام اجتياز الامتحانات، هي التركيز على الثقة في النفس و القدرات الذاتية للتلميذ، و كذا العمل أكثر على التحصيل و تنظيم أوقات المراجعة، مع ضرورة مراعاة الأسرة لظروف أبنائها المقبلين على اجتياز هذه الامتحانات، و ذلك من خلال مساندتهم و عدم الضغط عليهم بتوفير ظروف ملائمة للمراجعة و الراحة في أوقات الفراغ، و خاصة تجنب الإرهاق.