تسلمت الفريق في مرحلة صعبة و أريد البقاء - ليس من السهل على مدرب أن يقود فريقا جريحا يعيش على أمل الصعود. محمد تبيب اختار أن يكون واحدا من الذين يشاركون في صنع هذا الحلم حتى يتحول إلى حقيقة. فالقدر قاد ابن قسنطينة إلى عاصمة الأوراس ليقود قافلة شباب باتنة نحو بر الآمان، حيث استطاع رغم ركوبه القطار وهو يسير أن يعيد الكاب إلى مكانته الحقيقية، ولو أن الأمر لم يكن بالسهولة التي قد يتصورها البعض، بالنظر- كما قال- لبعض المتاعب التي صادفت فريقه منها النقص النوعي في التعداد، وغياب مهاجمين ذوي خبرة، إلى جانب لعنة الإصابات التي لاحقت ثلة من الركائز، بغض النظر عن المزاحمة الشديدة من لدن بعض الفرق. في هذه العجالة يوضح المدرب تبيب كيف حقق هذا المكسب، مميزات تشكيلته، إلى جانب نقاط ومحطات أخرى. *ركوبك القطار وهو يسير لم يمنعك من تحقيق الصعود مع الكاب هل يمكن اعتبار ذلك بالإنجاز الكبير؟ لا ليس بهذه الدرجة، لكن أعتقد بأننا بلغنا الأهداف المسطرة، فالشاق في نظري هو كيفية الحفاظ على المكسب المحقق وليس الاكتفاء به فقط، حيث أن الأصعب في انتظار الفريق الذي عاني في سالف الأعوام من ركوب المصعد بفعل عجزه عن ضمان البقاء كلما حل بمصاف قسم الكبار. *الأكيد أن الرحلة لم تكن سهلة؟ بالطبع لم نجد الطريق مفروشا بالورود. فالمشوار كان شاقا وصعبا نظرا لتعدد الفرق الطموحة التي ما فتئت تكشف عن نواياها وقدراتها، وهو ما أعطى للمنافسة نكهة خاصة، وجعل مؤشر التنافس على التذاكر الثلاث المطروحة يأخذ منحى تصاعدي مع مرور الجولات. غير أن إصرارنا الكبير على إنهاء الموسم ضمن ترويكا المقدمة، مكننا من اجتياز عديد العقبات وإحراز انتصارات اعتبرت حاسمة في مسار الفريق. *برأيكم ما هو أصعب شيء عندما تلعبون من أجل الصعود؟ أعتقد بأن الصعب هو جمع النتيجة وحسن الأداء. فخلال إشرافي على الفريق في الثلث الأخير من البطولة بعد أن حملت المشعل في ظروف صعبة وفترة عويصة كان يمر بها الكاب، حاولت مواصلة العمل الذي قام به المدرب السابق(بوفنارة)والتركيز على الجانب النفسي لاستعادة الثقة المفقودة، والروح التضامنية. كما سعيت لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط وعدم استصغار أي منافس مهما كان حجمه مع محاولة البقاء في الكوكبة الأمامية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل كادت أن تؤثر على المجموعة منها الضغط الكبير الممارس على اللاعبين وتصرفات جانب من الجمهور تجاه بعض العناصر، فضلا عن العقوبات التي شملت الملعب ولعنة الإصابات التي لحقت بالعديد من الركائز. *وهل راودكم الشك خلال هذا المشوار؟ أبدا مهنة المدرب تتطلب الدراية الكاملة بما يحيط به إلى جانب الرزانة مع ضرورة الإيمان بإمكانيات وقدرات فريقه. فثقتي كانت منذ البداية في اللاعبين لتحقيق الوثبة المطلوبة رغم إدراكي بصعوبة المهمة، والعقم الصارخ الذي ظل يلازم الخط الأمامي. لكن التجنيد الكبير وراء الفريق و مجهودات الإدارة في توفير الشروط التحفيزية وظروف العمل، عوامل ساعدت على بلوغ الهدف المنشود. *ألا ترون بأن نتائج الكاب خارج الديار كانت حاسمة في السباق النهائي؟ فعلا، فريقي يحسن التفاوض خارج القواعد بدليل أنه حقق نتائج مرضية بعيدا عن أسوار ملعب أول نوفمبر. عكس بعض خرجاته في حديقته التي كانت مخيبة بفعل الضغط الذي تتعرض له المجموعة ، وحالة الخوف والشك التي سكنت اللاعبين خاصة أمام المدية و مروانة، وهو ما يجعلني أثني على رجولية اللاعبين خارج الديار. *ما هي مميزات فريقكم؟ الكاب قبل أن يكون فريقا فهو مجموعة متكاملة، قوتها تكمن في تضامنها الذي يعد محرك آلتها فضلا عن العزم الكبير للاعبين في صنع القرار والمساندة القوية للأنصار والعمل الإيجابي للطاقم المسير. وفي المقابل، فإن نقطة الضعف تكمن في عقم القاطرة الأمامية التي تجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى الشباك. *وهل تبيب راض عما قدمه لشباب باتنة؟ كيف لا أكون راضيا وأنا حققت الأهداف المسطرة وشرفت التزاماتي. فخلال إشرافي على الفريق في 12 مباراة، لم نسجل فيها سوى هزيمة واحدة بملعب بن حداد أمام رائد القبة، ومع ذلك لا أنكر بأنني صادفت العديد من المشاكل والعراقيل ولو أنها لم تؤثر كثيرا على عمل الجهاز الفني. لو نعد إلى البطولة كيف تقيمون مستواها الفني العام؟* صراحة، لم نتابع مقابلات ذات مستوى فني كبير، باعتبار أن النتيجة الفنية كانت الهاجس الأكبر لجل الفرق. فعدا أربعة أو خمسة فرق كانت تتنافس على الصعود وأظهرت استعدادات طيبة وإمكانيات لا يستهان بها منها الرائد شباب قسنطينة، فإن حضور البقية كان من أجل المشاركة لا غير. وأتأسف للمستوى الباهت لنصف تركيبة المجموعة في أول بطولة احترافية ببلادنا. *وماذا عن مستقبل تبيب في الكاب؟ لا يجب استعجال الأحداث، وكل شيء بالمكتوب. فالمدرب هو "رحالة"، وشخصيا أجهل ما سيحدث بعد نهاية الموسم الجاري ولو أنني مرتاح في شباب باتنة. كما أنني لست مدربا لفرق القسم الثاني فقط، بل بإمكاني قيادة أندية القسم الأول بفضل كفاءتي وخبرتي الواسعة.