أكد عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية، مساء أول أمس بتونس، أن الجزائر التي تابعت عن كثب التطورات الهامة التي عاشتها تونس، قد آلت على نفسها أن تحترم وتدعم خيارات الشعب التونسي بكل مكوناته. وأوضح خلال تدخله في أشغال الدورة ال 15 للجنة متابعة التعاون الثنائي الجزائري-التونسي، أن هذه الدورة تنعقد في ظرف استثنائي يشهد ميلادا جديدا للجمهورية التونسية التي تعيش هذه الأيام مرحلة حاسمة من تاريخها الحديث معربا عن أمله في أن تقود المرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس الى "إرساء دعائم نظام ديمقراطي تعددي يستجيب لتطلعات الشعب التونسي التواق لمزيد من الحرية والعدل والمساواة". وأكد السيد مساهل، أن واجب التآزر الذي يمليه واقع الجوار وتفرضه وحدة الانتماء الحضاري والثقافي والديني ووحدة المصير- يجعل الجزائر "تتقاسم انشغالات وتطلعات الأشقاء في تونس وتتضامن معهم في هذه الظروف الصعبة ". وبخصوص التعاون بين البلدين أوضح أن أوجه التعاون "متعددة ومتنوعة بتنوع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والبشرية" التي تجمع البلدين والتي تحتاج الى المزيد من المبادرات والتفعيل "طالما أن الإرادة السياسية متوفرة". واعتبر أن أشغال هذه الدورة تشكل فرصة سانحة لإعطاء ديناميكية جديدة للتعاون بين البلدين وإعادة تحريك آلياته في مختلف المجالات لتحقيق الأهداف المشتركة وإرساء دعائم اقتصاد قوي وتكامل بين البلدين بما يعود بالمنفعة على مصالح الشعبين الجزائريوالتونسي أخذا بعين الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكلا البلدين وكذا ما يشهده المحيط الجهوي والدولي من أزمات وتغيرات . وبعد أن لاحظ الوزير أن وتيرة التعاون بين البلدين عرفت بعض التباطؤ خلال الأشهر القليلة الماضية "لأسباب موضوعية" أوضح أن أشغال الدورة ال15 تعد فرصة مواتية لتقييم مجمل برامج التعاون التي سطرت من قبل ورسم الملامح الأولى للمزيد من مشاريع العمل المشترك في المستقبل المنظور . وفي معرض حديثه عن السبل الكفيلة بدعم علاقات التعاون في شتى المجالات، استعرض السيد عبد القادر مساهل القطاعات الهامة التي تستقطب الاهتمام ومنها على الخصوص استكمال إجراءات المصادقة على ملاحق قواعد المنشأ التابعة للاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين البلدين . كما ركز على قطاعات الطاقة والمناجم والاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والسياحة والصحة والتعليم التي اعتبرها قطاعات تتطلب العناية بها وايلائها الاهتمام البالغ لما لها من أهمية في تجسيد التعاون والتكامل بين البلدين. و قد استقبل مساهل أمس من طرف الوزير الاول في الحكومة التونسية الانتقالية الباجي قائد السبسي على هامش أشغال هذه الدورة ، و حضر المقابلة عن الجانب الجزائري عبد الحميد شبشوب مدير الشؤون العربية بوزارة الشؤون الخارجية ومحمد بن حسين سفير الجزائربتونس و حضرها عن الجانب التونسي رضوان نويصر كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية. وتم التطرق خلال هذا اللقاء الى آفاق دعم وتوثيق علاقات التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والنتائج التي تمخضت عنها هذه الدورة . كما تم التطرق خلال المقابلة الى الأوضاع المستجدة في المنطقة على ضوء الأحداث التي تشهدها ليبيا حيث برز تطابق في وجهات نظر الجانبين حول ضرورة إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة واحترام طموحات وتطلعات الشعب الليبي. ق.و