والي قسنطينة يأمر بتوقيف ورشة الترامواي داخل علي منجلي يعرف مشروع توسعة خط الترامواي إلى المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، اختلالات وتأخرا كبيرا، إذ لم تتجاوز نسبة الأشغال 25 بالمائة، في الوقت الذي رفضت فيه السلطات الولائية الآجال التي قدمتها مؤسسة «ميترو الجزائر»، بتسليم الشطر الأول الرابط بين زواغي و مدخل علي منجلي في 2019، حيث أمر الوالي، أمس، بالتركيز على هذا الشطر وتوقيف الورشة بداخل المدينة. و رغم مرور أزيد من 20 شهرا على انطلاق الأشغال وانقضاء أزيد من 60 بالمائة من الآجال التعاقدية المحددة للمشروع الذي من المقرر تسليمه في 36 شهرا، إلا أن نسبة الإنجاز لم تتجاوز 25 بالمائة، بحسب تأكيد المدير الجهوي لمؤسسة «ميترو الجزائر» المشرفة عليه، إذ لم تنطلق إلى حد الساعة الأشغال في الجسور والمنشآت الفنية الكبرى بالمشروع، المخصص له غلاف مالي يقدر ب 34.7 مليار دينار، والذي يعلق عليه سكان المدينة آمالا كبيرة، للتخلص من أزمة النقل اليومية. و ذكر مصدر مسؤول بمؤسسة «ميترو الجزائر» للنصر، بأنه من غير الممكن أن يسلم المشروع قبل 2019، إذ أن مدة تشييد الجسر الذي سينجز فوق الطريق السيار لن تقل عن 12 شهرا في حال عدم حدوث أية مفاجآت، سواء تلك المتعلقة بالأحوال الجوية أو نقص مواد البناء، فضلا عن النفق المخصص لسكان المدينة الذي ما يزال هو الآخر يراوح مكانه و من الممكن، كما أكد المصدر ذاته، أن تصادف عملية إنجازه العديد من المشاكل، باعتبار أن علي منجلي تفتقد إلى المخططات، مشيرا إلى أن أشغال تحويل الشبكات قد عرفت اختلالات لذات المشكلة، وهو ما أدى إلى تأخر العملية. وأكد ذات المصدر بأن الأشغال لا تقتصر على وضع السكة، بل تتعداها إلى تهيئة المسار وإنجاز قطب التبادل عند مدخل المدينة، فضلا عن مرحلة التجارب والربط بالشبكة الكهربائية، وكل ذلك «يستغرق وقتا»، كما لفت إلى أن مؤسسة «كوسيدار «قادرة على إنجاز المشروع، لكنها لا تملك الخبرة اللازمة التي تتوفر عليها المؤسسات الأجنبية، مؤكدا عدم تسجيل أي مشكل مالي في المرحلة الحالية، فيما لاحظنا بموقع المشروع وجود عدد قليل من العمال والآليات، كما أن أشغال تحديد المسار قد انتهت وتم وضع طبقات الخرسانة وقطع من السكة ببعض المقاطع. وتحدث المدير الجهوي لمؤسسة ميترو الجزائر خلال زيارة التفقد التي قام بها الوالي عبد السميع سعيدون يوم أمس، عن وجود ندرة في فولاذ الخرسانة ذات القطر 32، الأمر الذي أخر عملية الإنطلاق في النفق وإنجاز أعمدة الدعم التي يتجاوز عددها 700، حيث أكد بان شركة كوسيدار تحصلت على رخصة استيراد لهذه المادة، ومن المنتظر أن يتم جلبها بعد 15 يوما، أما فيما يخص آجال التسليم، فقد أكد تسليم الشطر الأول من زواغي إلى مدخل المدينة في الثلاثي الأول من 2019 و جميع المقاطع إلى غاية جامعة عبد الحميد مهري في نهاية السنة نفسها. ورفض الوالي بشدة الآجال المقترحة، حيث أمر بالتوقف عن جميع الأشغال بداخل المدينة والتركيز على الشطر الأول فقط لتسليمه شهر جويلية على أقصى تقدير، كما شدد على ضرورة تدعيم الورشة بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، والانطلاق في المقاطع المتعثرة، حتى يتم إطلاق هذا الخط أولا، ومن ثم التفكير في إنجاز الشطر الثاني، كما دعا جميع الفاعلين إلى عقد اجتماع لإعداد مخطط للأشغال وتحديد المسؤوليات والآجال النهائية للتسليم. جدير بالذكر أن مشروع تمديد خط الترامواي نحو علي منجلي، أسند بعد إجراء مناقصة دولية، إلى مؤسسة «كوسيدار»، و كذا «ألستوم» الفرنسية و «كورزان» الإسبانية التي تخلت عن حصتها بعد إفلاسها قبل أشهر، ليتم بعد ذلك تحويل تلك الحصة إلى كوسيدار العمومية.