إقبال ضعيف على التأمين ضد المخاطر الفلاحية بتبسة أوضح مدير الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بولاية تبسة، أن أغلب الفلاحين بالولاية تغيب عنهم ثقافة التأمين، رغم أهميته ضد الأخطار المناخية التي تهدد المحاصيل كالجفاف و التقلبات المناخية الفجائية، و مختلف الكوارث، و هو نفس الشيء بالنسبة للتأمينات الخاصة بالعتاد الفلاحي كالماكينات و الجرارات. المتحدث قال بأن الصندوق استقبل منذ انطلاق الموسم الفلاحي الجاري 15 فلاحا فقط، أمنوا ضد الأخطار المناخية، بينما وصل عدد الفلاحين الذين استفادوا من التعويضات خلال الموسم المنصرم 10 فلاحين فقط، بتعويض قدر بنحو 400 ألف دينار جزائري، و أضاف ذات المسؤول، أن الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، أدخل عدة تغييرات على هذه العملية للتأمين ضد مختلف الأخطار كالحرائق، كما أخذ المسؤولون على الصندوق في الحسبان مختلف هذه الجوانب خدمة للفلاح و الفلاحة، مناشدا الفلاحين الانخراط في الصندوق لحماية محاصيلهم الزراعية حتى لا تضيع جهودهم عبثا، لا سيما و أن ولاية تبسة تشهد من حين لآخر تقلبات مناخية، و حرائق تتسبب في كل مرة في إتلاف كميات معتبرة من المحاصيل الزراعية. وأكد ذات المسؤول أن الصندوق يسعى لتقديم تسهيلات غير مسبوقة للفلاحين، كي يتسنى لهم تأمين محاصيلهم عن طريق جدول يسمح لهم بدفع مستحقات الصندوق في ظروف ملائمة و مناسبة من الجانب المادي ، و ذلك بأخذ بعين الاعتبار أشغال و مداخيل كل الفلاحين ، كما يقدم للراغبين في التأمين الفلاحي كل التسهيلات بما في ذلك التسديد المتأخر في حالة عدم قدرة الفلاحين على الدفع المباشر، مشيرا إلى أن الصندوق كثيرا ما يتحمل نسبة عالية من التعويض على الضرر قد تصل في الكثير من الحالات إلى بين 80 إلى 100 بالمائة، داعيا الفلاحين إلى التقرب من مصالح الصندوق للاستفادة من مزاياه مهما كانت نوعية الخسائر و الأضرار الفلاحية. وقد أرجع بعض الفلاحين عزوفهم عن الاستفادة من مزايا التأمين الفلاحي لعدة أسباب، لعل أبرزها محدودية الإمكانات المادية التي تسمح بدفع التأمين للصندوق، فضلا عن كون أغلب الفلاحين ليست لديهم دراية بالتأمين الفلاحي، و هو الأمر الذي دفع بمسؤولي الصندوق المذكور إلى الانطلاق في عمليات تحسيسية و إعلامية للتعريف بنشاط و خدمات الصندوق الجهوي للتأمين الفلاحي. و قد كشفت موجة التقلبات المناخية التي شهدتها ولاية تبسة لاسيما تساقط الثلوج، مدى أهمية التأمين على المحاصيل الزراعية لاسيما الكبرى منها على غرار القمح بنوعيه الصلب و اللين و الشعير و أعلاف الماشية، و لم يعر معظم الفلاحين المحليين اهتماما لإجراءات التأمين على محاصيلهم، إلا بعد أن تكبدوا خسائر معتبرة، و ترتب عن رداءة الأحوال الجوية نقصا ملحوظا في مخزون الأعلاف لدى مربي الماشية بعديد جهات الولاية، خاصة بالمنطقة السهبية بجنوبها جراء تخوف الموالين من التصريح الإجباري بعدد رؤوس الماشية، و إخفائها عن عيون البيطريين خلال حملات التلقيح المختلفة.