تمت ظهيرة أمس عملية تسليم المهام على مستوى الرابطة المحترفة لكرة القدم مع تنصيب لجنة التسيير المؤقتة التي عينها المكتب الفيدرالي، و التي أسندت لها مسؤولية تسيير شؤون البطولة الوطنية بقسميها الأول و الثانية لفترة انتقالية تمتد إلى غاية تنظيم جمعية عامة انتخابية للرابطة المحترفة، و لو أن السيناريو الذي سارت على وقعه عملية استيلام المهام توحي بأن حلقات هذا المسلسل لن تتوقف عند هذه المحطة، و مرشحة للتواصل لفصل آخر، في ظل طفو قبضة حديدية على السطح، بخصوص شرعية الإجراء المتخذ من طرف الفاف. و لعل ما يجسد تواصل الصراع بين مسؤولي الهيئتين موقف الأمين العام للرابطة المحترفة سيد علي يحياوي صبيحة أمس، لما رفض إخلاء مكتبه، و اشترط الحصول على مراسلة رسمية من الاتحادية تكشف فيها عن الأسباب الحقيقية و القانونية التي دفعت بالمكتب الفيدرالي إلى سحب تفويض تسيير البطولة من الرابطة، و هو الموقف الذي جاء تماشيا مع البيان الذي نشرته الرابطة سهرة أول أمس الأحد عبر موقعها الرسمي، و الذي رفضت من خلاله الاعتراف بقرار الفاف، مع اشتراط تلقي وثيقة رسمية من الفاف تحدد أسباب اللجوء إلى هذا القرار. رفض يحياوي تسليم مكتبه لأعضاء اللجنة المؤقتة تزامن مع حضور بعض الوجوه الرياضية البارزة على الصعيد الوطني بمقر الرابطة، في صورة رئيس وفاق سطيف حسان حمّار، و ممثل اتحاد الحراش نصر الدين بغدادي، إضافة إلى المناجير العام السابق لمولودية الجزائر عمر غريب، و هو الثلاثي المحسوب على قرباج، و قد حاول كل واحد منهم تبرير سبب حضوره إلى مقر الرابطة، و لو أن غريب أعرب عن دعمه اللامشروط لمكتب الرابطة برئاسة قرباج، بينما طالب بغدادي بضرورة الحصول على إجازات اللاعبين المستقدمين في اتحاد الحراش خلال الميركاتو الشتوي. بالموازاة مع ذلك فقد كانت الاتحادية ممثلة في هذه العملية بعضوي المكتب الفيدرالي حكيم مدان و رشيد قاسمي، إضافة إلى لمين العبدي بصفته من المكلفين بالجانب الإداري، هذا فضلا عن تركيبة «الديريكتوار» بقيادة عمار بهلول و رؤساء الرابطات الثلاثة علي مالك، يوسف بن مجبر و رشيد أوكالي، لكن موقف يحياوي حال دون القيام بعملية تسليم المهام في موعدها المحدد، مع تسجيل بعض المناوشات الكلامية على مستوى مقر الرابطة بين ممثلي الفيدرالية و المحسوبين على جناح قرباج. هذه الوضعية استوجبت تدخل رئيس الفاف خير الدين زطشي الذي تنقل شخصيا إلى مقر الرابطة في حدود الثانية زوالا من أجل تهدئة الأوضاع، و التكفل بالعملية، و هذا في غياب رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج الذي رفض الحضور، لينوب عنه الرجل الثاني في الهيئة التنفيذية فوزي قليل الذي تكفل بعملية تسليم الماهم لأعضاء لجنة التسيير المؤقتة، و لو أن زطشي استغل الفرصة لتوضيح الرؤية من الناحية القانونية بخصوص الاجراءات المتخذة، إذ أكد على أن سحب التفويض الخاص بتسيير البطولة الوطنية من الرابطة المحترفة تم طبقا للمادة 20 من الاتفاقية المبرمبة بين الفاف و مجلس إدارة الرابطة، كما أن الفقرة 3 من المادة 7 من القانون الأساسي للرابطة المحترفة تنص على أن سحب التفويض يجمد أوتوماتيكيا مهام كل أعضاء مكتب الرابطة، و يضعهم تحت طائلة العقوبة، مما يعني استحالة مواصلة كل الطاقم لمهامه، في ظل الافتقار للشرعية، في الوقت الذي تمنح فيه المادة 17 من القانون الأساسي للرابطة الحق لرئيس الاتحادية باستدعاء أعضاء الجمعية العامة للرابطة المحترفة لدورة استثنائية، تخصص بالأساس لوضع الترتيبات المقترنة بتنظيم الانتخابات. تنصيب «الديريكتوار» و الذي جاء بعد مخاض عسير نتيجة تعنت مسؤولي الرابطة في تسليم المهام، لا يعني بأن الفاف قد وضعت نقطة النهاية لهذه الاشكالية، لأن مجلس إدارة الرابطة سيعقد ظهيرة اليوم اجتماعا طارئا يخصص لدراسة تطورات هذه القضية، مع رسم خارطة الطريق تحسبا للخطوات القادمة التي يعتزم قرباج و طاقمه القيام بها للطعن في الإجراء المتخذ من طرف الفاف.