احتلت ولاية قسنطينة الرتبة الخامسة على المستوى الوطني في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2011 بنسبة نجاح تقدر ب75.29 % ، متجاوزة الرتبة الثامنة التي حققتها العام الماضي بنسبة 70.14 %، وقبلها الرتبة 17 بنسبة 43.50 % ،فازت فيها تلميذتان بملاحظة / الإمتياز / بمعدل أكثر من 18 ، و275 تلميذا بتقدير بتقدير جيد جدا ، و1187بتقدير جيد ، و2835 بتقدير قريب من الجيد ، بمجموع 4299 تلميذا فازوا بتقدير ، وذلك لأول مرة في تاريخ امتحان هذه الشهادة الحلم التي تمثل تأشيرة المرور إلى مقاعد الجامعة والإلتحاق بأهم التخصصات المرتبطة بالمعدلات العالية . احتلت خلالها ثانوية الحرية الرتبة الأولى للمرة الخامسة على التوالي ، والرابعة على مستوى الشرق ، والثانية على المستوى الوطني ، مما جعل وزارة التربية الوطنية ترقي مديرها إلى رتبة مستشار .كما حصدت الولاية المزيد من الأرقام المشرفة التي مست جميع مراحل التعليم ،حيث انتقلت من نسبة نجاح تقدر ب75 % سنة 2010 إلى 79 % في شهادة التعليم الإبتدائي هذا العام ، فازت خلالها 50 مدرسة بنسبة نجاح 100 % ، و تفوق 10 تلاميذ احتلوا الرتبة الأولى بمعدل 9.80 . وقفزت من نسبة نجاح 67 % في 2010 إلى 77 % في شهادة التعليم المتوسط ، فاز فيها 114 تلميذا بمعدل يفوق 18 بملاحظة / الإمتياز/ ، وجاءت متوسطة زيغود يوسف في المرتبة الأولى بنسبة 96.26 % والعربي بن موسى بحي الفج في الرتبة الثانية بأكثر من 95 % ومحمود فيلالي بحي بكيرة في الرتبة الثالثة بفارق طفيف عن الثانية . وفازت الإناث بحصة الأسد كما هو الحال في السنوات الأخيرة، وهن يتوجن بمعدلات الإمتياز والتفوق ، و يكتسحن قوائم الناجحين حيث تشير الأرقام إلى نجاح 5091 تلميذة في شهادة البكالوريا مقابل 2330 تلميذا . صفية /ب متفوقو البكالوريا بقسنطينة متفوقو البكالوريا بقسنطينة بورغود ريان تحلم بالطب العسكري التلميذة بورغود ريان فازت بشهادة البكالوريا بتقدير امتياز بحصولها على معدل 18.45 في شعبة العلوم التجريبية من ثانوية طارق بن زياد . اعترفت لنا بأنها كانت تتمنى الحصول على معدل جيد ، لكن المعدل الذي حققته أفرحها « تاع الصح» حسب تعبيرها. كما أنها لم تتوقع أن تفوز بالمرتبة الأولى على مستوى الولاية، رغم اجتهادها ومثابرتها على الدراسة والمراجعة. وأن ابتهاجها بالفرحة التي أدخلتها لقلب والديها لاتضاهيها أي فرحة ، ولا تجد الكلمات لوصف هذا الإحساس الذي شعرت به فيوم إعلان النتائج ، خاصة أمام مشهد والدتها التي بكت من الفرحة ، فكانت أجمل هدية قدمتها لها ولوالدها. حلمها أن تدرس الطب العسكري، وهي ابنة والدين يمارسان مهنة الطب، حتى وإن كانا ضد اختيارها لهذا التخصص مفضلين كما قالت التحاقها بمجالات البحث، ذلك لأن المجال العسكري يجذبها رغم كونها أنثى. والتلميذة ريان متخوفة من عدم قبولها في الطب العسكري بسبب قرارها ارتداء الحجاب بعد فوزها في البكالوريا بمعدل مشرف جدا شكرا لله على هذا التوفيق ،وإذا ما تعذر عليها تحقيق هذا الحلم فإنها ستكتفي بالإلتحاق بالطب المدني . وريان تلقت كالعديد من تلاميذ النهائي دروسا خصوصية في ثلاث مواد أساسية هي الرياضيات والعلوم والفيزياء رغم أنها لا تجد صعوبة في فهم ما يقدمه لها أساتذتها في الثانوية كما أكدت ، وذلك من أجل الحصول على المزيد من التمارين التي تمكنها من تحقيق التفوق ، حيث نجحت في مسعاها وهي تتوج بالإمتياز ، وبتكريمات ستخلد هذه المناسبة ، تلقت من بينها مبلغ 10 مليون سنتيم من والي الولاية ، ومن رحلة إلى تركيا هدية من رئيس الجمهورية . شمس الهداية بن عباس عينها على جراحة القلب التلميذة شمس الهداية بن عباس نجحت في شهادة البكالوريا بتقدير / امتياز/ بحصولها على معدل 18.14 من ثانوية هواري بومدين ببلدية أولاد رحمون ، اعترفت هي الأخرى بأن طموحها كان يصل إلى حدود معدل 17 لكن معدل 18 كانت نتيجته بعيدة نوعا عما تمنت تحقيقه ، رغم أنها وفي جميع مراحل التعليم التي مرت بها كانت لا ترضى إلا بالرتبة الأولى ، حيث فازت في شهادة التعليم المتوسط بمعدل 17 وفي السيزيام ب9.20 . وقد كان تفوقها في شهادة البكالوريا مفاجأة رائعة تحمد الله كثيرا على تحقيقها لهذه النتيجة المشرفة جدا ، التي قالت أن والدها كان يتوقع أن تفوز بها تبعا لإجاباتها يوم الإمتحان . حلمها أن تتخصص في جراحة القلب ، ليس فقط بسبب حصولها على هذا المعدل ، وإنما لأنها تجد متعة كبيرة في دراسة الطب ، وممارسة مهنة إنسانية تنقذ بها حياة أشخاص في خطر ، حتى وإن كانت هذه المهنة قد التصقت في ذهنها منذ الصغر وهي تسمع والديها يرددان باستمرار أمامها بأنها ستصبح طبيبة في المستقبل . وقد اضطرت إلى تلقي دروسا خصوصية في المواد العلمية الأساسية لأن أساتذة الثانوية ليس لديهم الوقت الكافي للرد على جميع أسئلتها وتصحيح كل التمارين التي تقوم بحلها بمفردها ، فكان لزاما عليها الإستنجاد بدروس الدعم لتحقيق طموحها في التفوق . وعكس التلاميذ الذين يرهقون أنفسهم بالليالي البيضاء والسهر ساعات طويلة للمراجعة قالت شمس الهداية أن سر تفوقها يكمن في ثقتها بنفسها التي مهدت لها طريق النجاح ، بالإضافة إلى إتباعها نظاما مريحا في المراجعة ، بحيث لا تسهر كثيرا ولا تنهض مبكرا ، وفي الأيام الأخيرة من المراجعة العامة المحددة بمدة 15 يوما كانت تنهض على الساعة السادسة صباحا وتنام على الساعة لتاسعة ليلا . والرحلة إلى تركيا التي أهداها لها رئيس الجمهورية للمتفوقين من أمثالها تعني لها زيارة عاصمة الدولة العثمانية التي قرأت عنها في كتب التاريخ ، والوقوف على أثارها المهمة خلال هذه الزيارة الخاصة التي لا ترتبط لديها بأي نجم من المسلسلات التركية المدبلجة التي أكدت لنا بأنها لم تشاهد طيلة حياتها ولو عملا واحدا منها ، وأنها لا تعرف أبطالها . جندلي أميمة تفوقت رغم مرضها وانقطاعها عن الدراسة التلميذة جندلي أميمة حالة خاصة اخترنا تقديمها لقرائنا بسبب إصرارها على النجاح رغم المرض الذي فاجأها في منتصف الموسم الدراسي وأقعدها الفراش ، حيث اضطرت إلى الإنقطاع عن الدراسة منذ شهر فيفري إلى غاية شهر ماي تاريخ مشاركتها في الإمتحان الأبيض بثانوية خزندار شعبة علوم تجريبية لمعرفة مدى قدرتها على خوض امتحان البكالوريا . قالت بأنها أصيبت بشلل نصفي أقعدها عن الحركة وجعلها غير قادرة علو مواصلة الدراسة، وقد زارها مدير الثانوية والأساتذة وزملائها لتشجيعها أثناء فترة العلاج. وهي تشكرهم على هذه الإلتفاتة الطيبة التي ساهمت في التخفيف من آلامها الجسمية والنفسية ، لكونها كانت الأولى في امتحان الفصل الأول بمعدل 15 . ومعدل 16.77 وبتقدير جيد جدا الذي تحصلت عليه يعود إلى النقاط التي أخذتها في المواد العلمية الأساسية / 18 في الفيزياء و19في الرياضيات و17 في العلوم الطبيعية / هذه المادة الأخيرة التي كان بإمكانها حصد علامة كبيرة فيها لولا إصابتها أيضا في قاعة الإمتحان بتوقف يدها عن الحركة ، مما استدعى الإستعانة بطبيبة في مركز الإمتحان للتغلب على هذه المشكلة ومواصلة الإجابة على الأسئلة ، بالإضافة إلى عدم حفظها للمواد الأدبية التي قالت بأنها أثرت على معدلها . وهي تنوي الإلتحاق بالطب أيضا الذي تعلقت به منذ كانت طفلة صغيرة . وتصر اليوم أكثر من أي وقت مضى على دراسة هذا التخصص بسبب المرض الذي عانت منه، لتخفف عن الآخرين آلامهم. و تشكر جدها الذي شجعها على عدم تفويت فرصة النجاح لثقته الكبيرة فيها . كما اعترفت أيضا بأنها لم تتوقع الحصول على هذا المعدل ، وإن كانت تعرف بأنها وفقت في الإجابة على أسئلة الإمتحان . داودي إيمان لا ترضى بأقل من الرتبة الأولى التلميذة داودي إيمان الأولى على مستوى الولاية في شهادة التعليم المتوسط تحصلت على معدل 19.33بتقدير / الإمتياز/، قالت بأنها فرحت كثيرا بهذه النتيجة التي كان من الصعب توقعها، حيث كان يكفيها أن تكون الأولى على مستوى متوسطتها عمر المختار ببلدية عين سمارة بمنطقة /حريشة/. وقد أكدت بأنها لم تتلقى أي دروس خصوصية ، لأنها لم تكن بحاجة إليها ، وهي دائما متفوقة في مدرستها منذ التعليم الإبتدائي ، فقط ساعدتها أختها التي تدرس في التعليم الثانوي . تهدي نجاحها لأسرتها التي شجعتها على أن تكون من المتفوقين. رميشي شبيلة تسكنها رغبة الكتابة والأسفار في عالم الصحافة التلميذة رميشي شبيلة تحصلت على معدل 19.18 بتقدير / الإمتياز/ أيضا في شهادة التعليم المتوسط ، وجاء ترتيبها الثالثة على مستوى الولاية . قالت أنها كانت تتوقع هذا المعدل لكن ليس لدرجة الرتبة المشرفة التي احتلتها على مستوى الولاية بعد رتبتها الأولى في متوسطة عبد المومن. لجأت إلى تلقي دروس خصوصية في مادة الفيزياء من أجل تدعيم حظها في التفوق. حلمها أن تصبح صحفية ، لأنها تهوى الكتابة والأسفار التي تتيحها لها هذه المهنة مستقبلا . بوشلوخ أسامة يحلم بالطيران وبالتخلص من كرسيه المتحرك التلميذ بوشلوخ أسامة عبد الله حالة خاصة أيضا، نجح في قهر مرض الشلل العضلي الذي أقعده عن الحركة وهو يحقق التفوق في الدراسة. حضر إلى قصر الثقافة مالك حداد من على كرسي متحرك ليتوج بالرتبة الأولى إلى جانب تسعة تلاميذ آخرين فازوا بنفس النتيجة على مستوى ولاية قسنطينة في شهادة التعليم الإبتدائي ، بحصولهم على معدل 9.80 وبتقدير / الإمتياز/. فرحته بالرتبة الأولى أنسته عذاب التنقل إلى مدرسته ، خاصة في غياب الممرات الخاصة بأمثاله من المعوقين حركيا ، إلا من مساعدة طاقم مدرسته زرداني بلقاسم الذين يوجه لهم شكره الكبير كل باسمه الخاص . حلمه أن يصبح طيارا ليحقق حلم التنقل إلى مسافات طويلة ، ويعانق هذا الفضاء الواسع الذي يسكن أحلامه ، دون حاجة إلى كرسيه المتحرك ، الذي يحلم بأن ينجح الطب في إبعاده عنه ، ليستعيد طفولة اغتالها مرض عجزت الأبحاث العلمية إلى حد الآن عن إيجاد علاج له.