تتوالى المواسم و تتشابه في البطولة الوطنية لكرة القدم، لكثرة «الممهلات» و العراقيل، التي تتكاثر على طريق تطورها و سموها إلى المستوى الذي يليق بالسمعة الكروية لبلد كروي بحجم الجزائر، و لما يخول بالمرة تسويقها خارجيا بالكيفية القادرة على ذر ملايين الدينارات على خزائن الأندية التي تئن تحت وطأة الأزمات المالية و شح الموارد. و لا يختلف متتبعان للشأن الكروي الوطني، على أن من أبرز أسباب تدني مستوى بطولتنا الوطنية، سوء برمجة مبارياتها و العشوائية التي تطبع عادة الرزنامة، ما يؤدي إلى تراجع الفرجة في الملاعب و معها الإقبال الجماهيري الذي يعتبر ملح « الطبق الكروي»، و الغريب في المشهد الكروي الوطني، أن الداء تفاقم منذ دخول كرتنا عالم الاحتراف، إلى درجة أن ساد الاعتقاد بأن البطولة الاحترافية يسيرها هواة لا يفقهون الكثير في أبجديات اللعبة، ما جعل الأمور تختلط على الفاعلين و معهم المحبين و المتتبعين، و بمجرد بلوغ قطار المنافسة مرحلة العد العكسي، تكثر محطات «التوقف» و تتكاثر المباريات المؤجلة بشكل يدعو إلى الحيرة وأحيانا إلى الريبة، و رغم أن القائمين على البرمجة و تسيير المنافسة يتذرعون في أحايين كثيرة بالتزامات الأندية خارجيا، من خلال المشاركة في مختلف المنافسات القارية للأندية، و يستحضرون في كل «مجلس» صعوبة التنقل في القارة الإفريقية، و استحالة ضبط مواعيد دقيقة للرحلات الجوية، و من ثمة عدم القدرة على الوفاء بالالتزام الذي فرضته الرابطة و حتى الفاف منذ مواسم بضرورة احترام الرزنامة، التي أصابتها تشوهات أفقدت اللعبة نكتها، و الأغرب أن بعض التقنيين رفعوا الراية البيضاء واعترفوا بصعوبة التحضير و الإعداد العلمي و المنهجي للمباريات، في ظل التقديم و التأخير و الإرجاء إلى موعد لاحق لمباريات البطولة الوطنية و معها المنافسة الأكثر شعبية، لأن لجنة تنظيم كأس الجمهورية، غرقت خلال المواسم الأخيرة في «فنجان» لعجزها عن برمجة مباراة واحدة، و آخر حلقات «المهازل الكروية» عدم معرفة تاريخ و مكان إجراء لقاء ربع النهائي بين شبيبة القبائل و اتحاد البليدة، رغم مرور أسبوع عن المواعيد المحددة سلفا لإقامة المقابلة، و في البطولة الوطنية تتأزم الأوضاع بشكل يدعو إلى التوقف عنده، نتيجة تطور الأمور إلى ما يشبه «العصيان الرياضي» بين فرق ترفض التقيد بالرزنامة وتصر على عدم التباري في المواعيد المبرمجة من قبل الرابطة، و أخرى تسعى بكل الطرق لفرض منطقها و لي ذراع الرابطة باختيار التواريخ التي تراها مناسبة للعب، أمر لا يشرف أبدا دوري احترافي ينشد الرقي والقدرة على تكوين و إنجاب لاعبين قادرين على تقمص الألوان الوطنية، و إعادة الاعتبار للمنتوج المحلي، ليمتد الأمر إلى الجماهير الشغوفة بالكرة، و التي صارت لا تدري توقيت و لا في أي يوم من أيام الأسبوع تلعب فرقها. و رغم أن حجة كثافة الرزنامة، في ظل اعتماد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم رزنامة منافسات الأندية (رابطة الأبطال و كأس الكاف) على مدار موسمين كرويين، علاوة على صعوبة تنقل أنديتنا خاصة إلى جنوب القارة السمراء، تبقى قائمة و من أكبر المعيقات للبرمجة السليمة، إلا أن الاكتفاء بتقديم المبررات لن يفيد كرتنا، و سيضع الكثير من العصي في العجلات، فالجمهور الجزائري المتابع لبطولات الليغا الإسبانية و البريميير ليغ الإنجليزية و باقي الدوريات العالمية، يقف أسبوعيا على كثافة رزنامة الأندية محليا و قاريا، و يمكنه بنقرة بسيطة أن يضبط ساعته على موعد كلاسيكو الأرض أو ديربي الغضب أو أي مباراة يود متابعتها بمجرد ضبط الرزنامة قبل بداية الموسم الكروي ! نورالدين - ت عمار بهلول (رئيس ديريكتوار الرابطة المحترفة) للنصر فوضى البرمجة مسؤولية مشتركة و لا يمكن التخلص منها بسبب الذهنيات اعترف رئيس الديريكتوار المكلف بتسيير شؤون الرابطة المحترفة لكرة القدم عمار بهلول بوجود نقائص كثيرة في مجال برمجة المباريات الرابطة المحترفة الأولى، و أكد على أن مشاركة النوادي الجزائرية في المنافسات القارية تبقى السبب الرئيسي و المباشر الذي يحول دون احترام التواريخ المضبوطة قبيل انطلاق كل موسم، لأن السعي لتوفير أحسن الظروف لممثلي الكرة الجزائرية على الصعيد الافريقي يدفع بالرابطة إلى تعديل البرمجة، مما ينجر عنها تراكم اللقاءات المتأخرة. بهلول و في حوار أجرته معه النصر أشار إلى أن المشاكل التي تطفو على السطح في منتصف كل موسم بشأن البرمجة ناتجة بالأساس عن دخول النوادي الجزائرية المنافسات الإفريقية، و لو أنه أقر في سياق متصل بأن التحلي بالصرامة في العمل كفيل بالتخلص من الفوضى التي تطبع البرمجة كل موسم، رغم أنه أكد بأن المسؤولية لا تتحملها الرابطة وحدها، بل أن «الخالوطة» تبقى بمشاركة كل الأطراف الفاعلة، انطلاقا من مسيري النوادي، وصولا إلى الهيئة المشرفة على تنظيم المنافسة. في البداية مع تعليقكم على الفوضى التي تطبع برمجة مباريات الرابطة المحترفة الأولى منذ تولي «الديريكتوار» مسؤولية تسيير الرابطة؟ شخصيا لا أشاطر كل من ينتقد برمجة مباريات البطولة في هذه المرحلة، لأن الرزنامة تصبح أكثر كثافة بمجرد انطلاق المنافسات القارية، و بالتالي فإن الرابطة تصطدم دوما بالرزنامة الاستثنائية التي يتم ضبطها للأندية التي تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل الكرة الجزائرية، رغم أن الإشكال ليس مطروحا بحدة هذا الموسم، في وجود 4 فرق تمثل الجزائر في دوري أبطال إفريقيا و كأس «الكاف»، و الإشكال الذي طرح يخص برمجة ربع نهائي الكأس، و لا علاقة له بقرارات اللجنة المؤقتة التي أسندت لها مهمة تسيير الرابطة، و الديريكتوار يبقى بصدد العمل على تجسيد برنامج العمل الذي كان مسطرا من قبل، سيما في شقه المتعلق بتنظيم المنافسة. لكن الجميع يشتكي من هذه البرمجة الاستثنائية؟ تواجد 4 ممثلين للجزائر في المنافسات الافريقية ألقى بظلاله على برمجة البطولة الوطنية، سيما و أن الكاف اعتمدت برمجة تقضي بالحسم في مصير تأشيرات التأهل إلى دور المجموعات مبكرا، مما أثر بصورة مباشرة على تنظيم المنافسة على الصعيد الوطني في هذه الفترة، و قد تزامن ذلك مع تولي اللجنة المؤقتة مهمة تسيير الرابطة المحترفة، و لو أننا لم نغيّر في الوضع شيئا، و لم يكن لنا اي تدخل في نشاط اللجنة، لأن تأجيل بعض المقابلات أمر حتمي و ضروري، كما أن الثلث الأخير من شهر مارس الجاري سيعرف اجراء المنتخب الوطني مقابلتين وديتين، و ذلك باستغلال تواريخ الفيفا، و من غير المعقول أن نهدر هذه الفرصة، و نترك اللاعبين تحت تصرف أنديتهم في هذه المرحلة، من أجل تمكين النوادي من الاستفادة من كامل التعداد، و لو أن هناك شيئا جد مهم لا بد من توضيحه.... تفضل ... ما هو؟ الأصوات التي تعالت مؤخرا بخصوص البرمجة لم تأخذ في الحسبان المصلحة العامة، لأننا و منذ انطلاق عهدة المكتب الفيدرالي الحالي سعينا إلى انتهاج استراتيجية عمل واضحة المعالم في جميع الجوانب، مع التأكيد على ضرورة اعفاء كل الفرق من المنافسة في فترة تواريخ الفيفا، على غرار ما هو معمول به في كل بلدان العالم، و الجميع يتذكر القبضة الحديدية التي كانت قد طفت على السطح مع الرئيس السابق للرابطة محفوظ قرباخ بشأن برمجة جولة من البطولة في نفس التاريخ المحدد لاجراء مباراة رسمية للنخبة الوطنية، و هو الإجراء الذي وضعنا أمام ساعة الحقيقة، لأن الركون إلى الراحة الإجبارية في الثلث الأخير من هذا الشهر سيبقي بعض الأندية دون منافسة رسمية لفترة طويلة، الأمر الذي دفع ببعض المدربين و رؤساء النوادي إلى المطالبة بتعديل البرمجة، و جعلها تراعي مصلحة أنديتهم. إلا أن القضية الأبرز تبقى مباراة الكأس بين شبيبة القبائل و البليدة، و التي اثارت زوبعة كبيرة؟ هذا الإشكال لا علاقة للجنة التسيير المؤقتة للرابطة به، لكنني و زميلي علي مالك نحوز على صفة العضوية في اللجنة الفيدرالية لتنظيم منافسة الكأس، و بالتالي فإننا على دراية بكامل الحيثيات، رغم أن الملف أصبح مطروحا للدراسة على طاولة رئيس الاتحادية شخصيا، لأن جوهر القضية لم يكن مكان إجراء اللقاء في حد ذاته، و إنما التمسك بملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو كمكان رسمي لاستقبال الضيوف، ولو أن ما حدث فعلا يؤكد على وجود «فوضى» في البرمجة، و هذا كله بسبب تعنت مسيري الفريقين، وهي واحدة من بين الحالات التي تؤثر على الرزنامة المضبوطة من طرف الرابطة، ببقاء مقابلتين على الأقل مؤجلتين إلى اشعار آخر، فضلا عن اقدام كل طرف على التهجم على الرابطة، وكأنها المسؤول الأول عن برمجة الكاس، رغم وجود لجنة فيدرالية مستقلة بذاتها في تسيير و تنظيم هذه المنافسة. وباعتباركم من أعضاء هذه اللجنة، كيف ترون المخرج من هذه الإشكالية؟ جوهر القضية لا يكمن في مكان اجراء اللقاء، و إنما كيفية اقتناع كل الأطراف بالقرار الذي سيتخذ، لأن كل جهة حاولت استغلال الظرف للعب ورقة الضغط على الفاف، بدليل أن اتحاد الحراش الذي لا علاقة له بالملف دخل مسيروه كطرف مباشر في هذا الإشكال، بعد التحفظ على قرار «ديريكتوار» الرابطة المحترفة، القاضي بتأخير مقابلة الجولة 22 من البطولة ضد شبيبة القبائل ب 24 ساعة، وهذا أبسط دليل على أن الإشكال القائم في المنظومة الكروية الوطنية هو «العقلية» التي تبقى بعيدة كلية عن الاحتراف، هذا فضلا عن انسياق مسؤولي النوادي وراء كل ما يتم الترويج له في مواقع التواصل الاجتماعي او في «بلاطوهات» مختلف القنوات التلفزيونية الوطنية، وكأن مختلف الهيئات تضرب بالنصوص القانونية عرض الحائط، رغم أننا منذ البداية حاولنا تنفيذ تعليمات المكتب الفيدرالي، بخصوص اختيار الملاعب لاحتضان لقاءات كأس الجمهورية، سعيا لتجنب الهفوات المرتكبة في سابق المواسم، غير أننا وجدنا أنفسنا أمام حاجز جديد في قضية مقابلة شبيبة القبائل واتحاد البليدة،والمخرج منها لن يكون إلا باتخاذ قرار صارم، والتعامل بكل جدية وحزم مع من يعارض الاجراء المتخذ، مهما كانت العواقب. وهذه القضية سيكون لها انعكاس مباشر على البرمجة في قادم الجولات من البطولة، أليس كذلك؟ نحن على مشارف نهاية الموسم الكروي، والمنافسة بلغت مرحلة جد حاسمة، والجميع على دراية بقرار برمجة جميع المباريات في نفس اليوم والتوقيت بداية من الجولة 26، مع مرعاة تعليمة الفيفا التي تلزمنا بانهاء الموسم قبل نحو شهر من موعد انطلاق المونديال، والحقيقة أن الطاقم المسير السابق للرابطة كان قد بادر إلى رسم خارطة طريق لتنظيم المنافسة، وبرمجة كل الجولات، وبالتالي فإننا نسعى لاحترام الرزنامة المضبوطة آنفا، والاكتفاء فقط بادخال بعض الروتوشات، الناتجة عن بعض الحالات الاستثنائية، سيما بعد نجاح 4 ممثلين للكرة الجزائرية في المرور إلى الدور الثاني من المنافسات القارية، لكن هذه القضية لن يكون لها تأثير على البرمجة في البطولة، لأن الدور نصف النهائي من المقرر اجراؤه في نهاية شهر مارس الجاري، وعليه فإنني أجزم بأن الموسم الكروي سينتهي في التاريخ المضبوط مهما كانت الظروف، حتى في حال انتخاب مكتب مسير جديد للرابطة. ولماذا لا يفكر المكتب الفيدرالي في حلول ميدانية ناجعة تخلص الكرة الجزائرية من هذه «الخالوطة»؟ كما سبق وأن قلت فإن «الذهنيات» تبقى السبب الرئيسي والمباشر في طفو مشاكل مقترنة بالبرمجة على السطح، وكل متتبع يدرك للوهلة الأولى بأن هذه القضايا يتم دوما تسجيلها مع تقدم منافسة كاس الجمهورية، أو بدخول النوادي أجواء المنافسة الإفريقية، وقد حاول المكتب الفيدرالي وضع بعض المقترحات الكفيلة بتجنب هذه الاشكاليات، من خلال القرارات المتخذة، والتي تلزم كل فريق معني بالمشاركة على الصعيد القاري باجراء مبارياته في البطولة الوطنية قبل 48 ساعة من تنقله إلى أدغال القارة السمراء، أو بعد نفس المدة من تاريخ العودة، كما أن رفع التعداد الاجمالي لكل ناد كان المسعى منه تفادي مثل هذه الاشكاليات، لكن دار لقمان تبقى على حالها، وعليه يمكن القول بأنه ومهما كانت النصوص القانونية فإن الوضع لن يتغير، واحترام الرزنامة المضبوطة قبيل انطلاق كل موسم لن يكون على أرض الواقع بسبب الذهنيات التي لا تراعي المصلحة العامة. حاوره: ص / فرطاس المدرب عزالدين آيت جودي اقترحت على الكاف تقسيم القارة إلى "شمال – جنوب" قال المدرب عز الدين آيت جودي أنه من أسباب الأجواء المشحونة في المباريات الأخيرة من نهاية كل موسم رياضي "البرمجة السيئة"، بسبب مشاركة أربعة أندية في المنافسات القارية، حيث تجد دائما الرابطة صعوبة بالغة في تحديد المواعيد التي تناسب جميع الفرق المنافسة، خاصة و أنها تتزامن أيضا مع إجراء الأدوار النهائية المتقدمة من مسابقة كأس الجمهورية. وأضاف آيت جودي أن المشكل لا يكون مطروحا في الجولات الخمس الأخيرة المصيرية، بسبب القوانين التي تشترط اللعب في نفس التوقيت، لتفادي حدوث أي نوع من "الكولسة" في ترتيب المباريات، و تحدث أن الجميع يتضرر من الأمر متذكرا التجارب السابقة التي عاشها في اتحاد العاصمة و وفاق سطيف و شبيبة القبائل و أخيرا مولودية العلمة، و صرح:" الجميع يتضرر من سوء البرمجة عند بداية الأدوار التمهيدية من المسابقات القارية، حيث تحاول الفرق التي تمثل الألوان الوطنية التنافس على أكثر من جبهة، لكنها تصطدم في النهاية بسوء البرمجة، ما يكون سببا في تعرض اللاعبين للإرهاق الذي ينجر عنه الإصابات"، وأردف قائلا: " الرابطة تجد صعوبة حقيقية في تحديد التواريخ المناسبة، و دائما ما تكون عرضة للانتقاد من قبل الجميع في نهاية الموسم". و كشف محدثنا أنه تعرض لكثير من الضغوطات عندما كان يشرف على الأندية التي شاركت في مختلف المنافسات القارية، بسبب " كثافة البرمجة " لأنه دائما ما يحاول التوفيق في ثلاث منافسات مختلفة في زمن واحد، و قال:" عشت ضغوطات كبيرة بسبب العدد الكبير من المباريات في مختلف المنافسات، و كنت دائما أحاول التوفيق من خلال العمل على تدوير التشكيلة، و ذلك لأن المناصر البسيط طموحه الأول و الأخير هو تتويج فريقه بالألقاب في نهاية الموسم". و يرى التقني الجزائري المتواجد في مقر إقامته في المغرب أن الحلول تكمن في "التنسيق" بين الاتحادات المحلية و الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مشيرا أنه تقدم سابقا بمقترح لدى مصالح "الكاف" يتمثل في تقسيم القارة الإفريقية إلى قسمين " شمال- جنوب "، و تجرى الأدوار التمهيدية بين فرق كل منطقة إلى غاية دوري المجموعات، حيث قال أنه لا يعقل أن يلعب ممثل الجزائر أو تونس مع منافس ينتمي لدولة تقع في جنوب القارة دون وجود رحلات جوية مباشرة. و في سؤالنا حول رأيه في موقف مدرب متصدر البطولة حاليا شباب قسنطينة عبد القادر عمراني رفضه لعب لقاء الجولة القادمة من البطولة أمام شباب بلوزداد، إلى غاية تسوية جميع المباريات المتأخرة خاصة التي تخص الأندية المشاركة في المسابقتين القاريتين، فإن المدرب السابق لنادي مولودية وجدة المغربي أجاب:" نعم أوافق عمراني في رفضه لعب مباراتين مقدمتين عن باقي المنافسين، و ذلك دفاعا عن مصلحة فريقه من حدوث أي تلاعبات في النتائج، قد تكون سببا في تضييع نيل اللقب عند نهاية الموسم"، مضيفا: " لو كنت في مكان عمراني سأرفض لعب مباراتين مقدمتين عن باقي المنافسين". أحمد خليل الدكتور رشيد محيمدات للنصر على الرابطة الاستعانة بالتقنيين وأخشى العصيان الرياضي كشف الدكتور و المدرب رشيد محيمدات بأن البرمجة من المفروض أن تضبط قبل انطلاق أي موسم كروي، من أجل تسهيل مهمة المدربين، معتبرا في حواره مع النصر ما يحدث حاليا على مستوى بطولتنا فوضى بأم عينها، كما قدم محيمدات نصيحة للقائمين على شؤون الرابطة بضرورة الاستعانة بالتقنيين، من أجل الإسراع في الإفراج عن برنامج الجولات المتبقية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. كيف ترى تأثير البرمجة على عمل المدربين بصفة خاصة و الأندية بصفة عامة؟ أي تخطيط في منهجية التدريب يبنى على البرمجة، حيث يضع المدربون برنامج العمل وفق تاريخ محدد، و في حال أي تغيير فإن النتائج تكون سلبية مائة بالمائة على اللاعبين و المدربين وعلى اللجنة المسيرة للفريق. وحتى الأندية التي لديها ارتباطات مع المنافسات القارية تتأثر كثيرا، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، يجب وضع برمجة مسبقة بسنة، مثلما يحدث في جميع البطولات العالمية، حيث يكون المدرب على دراية بموعد لعب مباريات شهر فيفري، خلال شهر أوت، على الرغم من أن الكونفدرالية الإفريقية تضع برنامج المباريات مسبقا، يعني أن المشكلة تكمن في البرمجة المحلية على مستوى الرابطة الوطنية، أين توجد عشوائية كبيرة في البرمجة "خبط عشواء"، تؤثر بشكل كبير على عمل المدربين، و حتى اللاعبين. وكيف يكون تأثير البرمجة على اللاعبين؟ هناك ما يعرف تقنيا بأعلى فورمة رياضية لدى اللاعب، و عدم ضبط رزنامة واضحة، و معروفة مسبقا يؤثر على المدرب من أجل وضع اللاعبين في أحسن أحوالهم من الناحية البدنية، لأن حجم العمل يختلف عندما يتعلق بقرب موعد المنافسة، أين يقوم المدرب بتخفيض حجم الحمولة، و هو ما يعرف بمنحنى الحجم الساعي للتدريبات الأسبوعية، و التي تختلف في حال برمجة مباراة رسمية من عدمه، و هذا من بين عواقب سوء البرمجة، التأثير على البرمجة الحينية فما بالك بالبرمجة على المدى البعيد. نفهم من كلامك بأن البرمجة تعتبر من بين أسباب تدني مستوى البطولة الوطنية أم ماذا؟ بطبيعة الحال هذا العامل لديه تأثير على مستوى البطولة الوطنية، و حتى على المدربين و اللاعبين و المسيرين، الذين لديهم تحضيرات أيضا بخصوص المباريات، عندما تلعب داخل الديار أو خارج القواعد، سيما عندما يكون خارج الديار، أين يكون المسيرون مجبرين على القيام بالحجز في الرحلات الجوية و حتى مقر الإقامة. هناك من يرى بأنه من الضروري وجود مديرين فنيين أيضا على مستوى الرابطة، ما رأيك؟ نعم أشاطر هذا الرأي، فالرابطة لا تحتاج فقط لإداريين، بل من الضروري تواجد فنيين، يكونون على دراية بمنهجية التدريب للمساهمة في ضبط البرامج على المديين القريب و البعيد. و كيف ترى ما يحدث حاليا في البطولة الوطنية، حيث بقيت حوالي تسع جولات عن إسدال الستار عنها، لكن الأندية لا تعلم موعد لعب المباريات المتبقية؟ هي الفوضى بأم عينها، و عندما تتحدث مع مدرب فريق أوروبي أو المختصين يقولون لك بأن هذه جريمة رياضية بكل المقاييس، فعلى سبيل المثال في إسبانيا، و رغم كثرة التزامات الأندية خارجيا، إلا أننا نعرف موعد لعب كلاسيكو الأرض بين البارصا و الريال شهر أوت، و من غير المعقول أن نقوم بمخططاتنا من دون الدراية بالبرنامج السنوي المسطر مسبقا قبل إجراء أول حصة تدريبية لك. لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة طلبات تقديم و تأخير المباريات، ما تعليقك؟ صحيح، لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أندية ترفض اللعب في تاريخ محدد، و أخرى تطالب بتقديم أو تأجيل المباريات، و هو ما يؤكد العشوائية في البرمجة، و يجب شد العزم و الهمم قبل فوات الأوان، مع استعمال الشفافية و الوضوح. وما هي الرسالة التي توجهها للرابطة في هذا الخصوص؟ الأمر يسير تدريجيا إلى ما لا يحمد عقباه، أو ما يسمى بالعصيان الرياضي، وهو ما قد يتسبب في حدوث أمور اجتماعية قد تضر أكثر مما تنفع، خاصة و أن كرة القدم التي تسمى أفيون الشعوب، هي وسيلة من المفروض للترويح عن النفس بالنسبة للمناصر، لكن ما يحدث حاليا من سوء البرمجة قد يأخذ بنا إلى أمور لا تحمد عقباها دون أن نشعر، و عليه يجب على مسؤولي الرابطة حاليا الإسراع بجلب فنيين، من أجل وضع رزنامة علمية واضحة إلى غاية نهاية الموسم، يأخذ فيها بعين الاعتبار مصالح جميع الأندية ودون المساس بأي فريق. حاوره: بورصاص.ر تدابيرها تتحول إلى مجرد حبر على ورق الرابطة ... الحلقة الأضعف رغم أن البطولة الوطنية تخوض الموسم الثامن في عهد الاحتراف، إلا أن فوضى البرمجة التي تعرفها المنافسة، تبقى أبرز دليل على أن الحديث على الاحتراف في الكرة الجزائرية، يقتصر فقط على الاجراءات الإدارية، و كذا على الرواتب الخيالية التي تتقاضاها الأطراف الفاعلة في محيط النوادي، على اختلاف المهام، لكن من دون بلوغ التسيير مستوى التطلعات، سواء في النوادي أو على مستوى الهيئة المشرفة على تنظيم المنافسة. و لعل سيناريو الموسم المنصرم مازال راسخا في أذهان المتتبعين، لأن البطولة الجزائرية كانت الأطول من حيث المدة الزمنية، و برمجة 30 جولة امتدت على مدار 299 يوما، بعد قرار الرابطة القاضي باعتماد فترة راحة اجبارية لمدة 53 يوما، من أجل تسوية الرزنامة قبل دخول المنافسة منعرجها الأخير في آخر 6 جولات من المشوار، و ذلك كله على خلفية تراكمات تأجيل عدد من اللقاءات، بسبب انشغال بعض الفرق بالمشاركة في المنافسة القارية. هذا الأمر لم يختلف كثيرا عن باقي المواسم، لأن الرابطة تضطر في كل مرة إلى اتخاذ تدابير استثنائية تسعى من ورائها إلى توفير الظروف التي تساعد ممثلي الكرة الجزائرية في القارة الإفريقية، لكن انعكاسات ذلك تكون سلبية على البرمجة على الصعيد الوطني، بدليل أن المؤشرات الأولية لتكرار نفس السيناريو قد بدأت تلوح في الأفق في المرحلة الراهنة من الموسم الجاري، بتأجيل بعض لقاءات البطولة، تزامنا مع خوض 4 أندية للمنافسة القارية. و الملفت للإنتباه في هذه القضية أن الفوضى في البرمجة تأخذ أبعادا مغايرة بمجرد ارتفاع عدد المقابلات المتأخرة، رغم أن الرابطة تعمد مع بداية كل موسم إلى ضبط تواريخ جميع جولات البطولة، و نشر الرزنامة الرسمية على الموقع الإلكتروني، لكن ترك باب التحفظ مفتوحا يلقي بظلاله على التطبيق الميداني، لأن تلك الرزنامة تتحول إلى مجرد مشروع يتم اقتراحه، لكن بعض الحالات الطارئة تجبر الرابطة على التعديل في كل مرة. يحدث كل هذا في الوقت الذي عمدت فيه الاتحادية إلى وضع نصوص قانونية قد تكون بمثابة السلاح الذي تلجأ إليه الرابطة للتعامل مع القضايا الشائكة التي كثيرا ما تطفو على السطح، لأن التحفظ على البرمجة من طرف مسيري النوادي و حتى المدربين يكون دوما بالتحجج إما بكثافة الرزنامة، أو بالبقاء لفترة زمنية طويلة بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية، رغم أن المادة 28 من القوانين العامة للفاف، الخاصة ببطولة الرابطة المحترفة واضحة و صارمة، و تلزم جميع الفرق بضرورة احترام الرزنامة المضبوطة من الهيئة المشرفة على تنظيم المنافسة، كما أن الفقرة الثانية من هذه المادة تجبر الأندية المعنية بالمشاركة في المنافسات القارية و الإقليمية على تقديم تعهد كتابي قبل انطلاق الموسم تلتزم بموجبه بالموافقة على لعب مباريات مقدمة أو مؤجلة تسبق اللقاءات التي تخصها خارج التراب الوطني، لكن ما حدث الموسم المنصرم مع مولودية بجاية أثر سلبا على تنظيم البطولة، بعد تأجيل 7 مقابلات كاملة لهذا الفريق، قبل أن يصطدم برزنامة مراطونية بعد انتهاء مغامرته الافريقية، في حين أن المادة 29 من نفس القوانين تخص الأندية التي يتواجد منها لاعبان على الأقل في المنتخب الوطني، و دوافع تأجيل مبارياتها. ص / فرطاس البرمجة السيئة لا تسمح بتسويق البطولة الوطنية تسعى جميع البطولات العالمية في كل موسم رياضي إلى تطوير الأرقام المالية من خلال رفع مداخيل البث التلفزيوني، ولا يكون ذلك إلا من خلال وضع البرمجة الجيدة من خلال اختيار التواريخ والمواقيت المناسبة، وأبرز مثال على ذلك ما حدث مؤخرا، عندما تعمد الاتحاد الإسباني لكرة القدم برمجة «كلاسيكو الأرض» بين ريال مدريد أمام برشلونة في ملعب «البرنابيو» في فترة الظهيرة، وذلك بهدف متابعة مئات الملايين من المتابعين الآسيويين، حيث يبقى ضمان المداخيل من البث مرتبطة بشكل وثيق مع البرمجة الحسنة، حيث قلما نسجل احتجاجات من قبل الأندية العالمية، مادام أن البرمجة النهائية تضبط بصورة مدققة في بداية الموسم. وبخصوص ما يحدث عندنا في البطولة المحلية فإن الموضوع «يختلف تماما»، وأبسط مثال ما حدث نهاية الأسبوع الماضي، وذلك عندما برمجت الرابطة المحترفة ثلاث مباريات مقدمة من الجولة الثانية والعشرين من بطولة القسم الأول، وهو نفس الموعد الذي اختارته اللجنة المنظمة لمنافسة كأس الجمهورية لتنظيم مباراتين في الدور الربع النهائي، وهو ما خلق نوع من «الدربكة» في البث التلفزيوني العمومي، حيث يؤكد خبراء اقتصاديات الرياضة أن مثل هذه البرمجة السيئة، لا تسمح إطلاقا بتسويق البطولة، وهذا على عكس ما يحدث في الدوريات العربية التي استغلت التطور الحاصل في البث الفضائي في السنوات الأخيرة، من أجل بيع حقوق البث لكثير من القنوات العربية، وهذا مثلما هو حاصل مع الدوري التونسي، ونجد مثلا الدوري السعودي الذي يبث في «باقة خاصة» مقابل تسديد اشتراك سنوي. أحمد خليل تعديلات الفاف لم تقض على المشاكل فراغات قانونية تتسبب في «خالوطة» برمجة مباريات كأس الجزائر أصبحت كأس الجمهورية المنافسة التي تشهد فوضى كبيرة في برمجة مباريات، ببلوغ أدوار جد متقدمة من التصفيات، و قضية مباراة شبيبة القبائل و اتحاد البليدة للموسم الجاري ما هي سوى «سيناريو» مستنسخ لاشكاليات مماثلة كانت قد سجلت خلال السنوات الثلاث المنصرمة، الأمر الذي يقذف بالكرة في مرمى الفاف، كونها تبقى عاجزة عن سن نصوص قانونية صارمة كفيلة بتخليصها من القبضة الحديدية التي تكون لها دوما مع النوادي، بخصوص برمجة لقاءات الكأس، سيما و أن الاتحادية هي الهيئة المشرفة مباشرة على تنظيم هذه المنافسة. هذه القضية لم تكن لتطفو على السطح لولا تراخي اللجنة الفيدرالية المكلفة بتنظيم منافسة كأس الجزائر برئاسة نورالدين بكيري في تطبيق القوانين منذ البداية، لأن كل فريق معني بتنشيط الدور 32 يقوم بارسال استمارة معلومات شاملة إلى الفاف، تتضمن الملعب المقترح لاحتضان لقاءات الأدوار الثلاث الأولى من المرحلة التصفوية الوطنية، و كذا المكان المحدد لاجراء ربع النهائي، و ذلك تماشيا مع التعديل الذي أدخله المكتب الفيدرالي على قانون تنظيم المنافسة، و الذي دخل حيز التطبيق مع بداية الموسم الكروي الجاري. استمارة المعلومات المودعة لدى الفاف كانت مجرد وثيقة تم تقديمها إلى الهيئة المشرفة على تنظيم المنافسة، من دون أن يكلف أعضاء اللجنة أنفسهم عناء الاطلاع على مضمونها، حتى مع تقدّم الأدوار، و لو أن إشكالية الملاعب المقترحة و عدم استيفاء الشروط الجديدة كانت قد سجلت في الدور 32، و أجبرت على إثرها جمعية عين مليلة على الاستقبال بملعب عابد حمداني بالخروب 3 مرات متتالية، بسبب عدم اعتماد ملعب الإخوة دمان دبيح لاحتضان لقاءات الكأس، و كذلك الحال بالنسبة لملعب حمام عمار بخنشلة، بحجة أن طاقة استيعاب مدرجاته لا تصل إلى الحد الأدنى المطلوب (8 آلاف متفرج)، رغم حلول لجنة معاينة من الفاف، ليضطر شباب قايس و نجم بوجلبانة على اللعب خارج إقليم الولاية. الإشكالية الإدارية في هذه القضية تنطلق من الاستمارة الخاصة بشبيبة القبائل، لأن إدارة النادي اكتفت بتسجيل ملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو كمكان وحيد مقترح لاجراء كل مباريات الكأس، إذا ما وضعت القرعة «الكناري» يستقبل داخل الديار، و هو الجانب الذي لم تأخذه اللجنة بعين الاعتبار، لتصطدم بمشكل عويص في البرمجة، كونها لم تشرع منذ البداية مسؤولي الشبيبة بعدم مطابقة الملعب المختار للشروط المطلوبة، خاصة و أن الملف الإداري المودع لدى الرابطة و الفاف على حد سواء يتضمن معلومات رسمية بشأن طاقة استيعاب ملعب 1 نوفمبر. نفس الاجراء كان من المفروض أن تقوم به اللجنة مع اتحاد الزاوية، لأن هذا الفريق كان في سابق الأدوار يستقبل بملعب الاخوة براكني بالبليدة، إلا أن اللجنة أرغمته على استضافة جمعية عين مليلة بملعب تشاكر، و لو أن الاستمارة الرسمية لم تتضمن اطلاقا هذا الاجراء، فضلا عن كون مسيري الشباب لم يحلموا اطلاقا بالتأهل إلى ربع النهائي، لكن فريقهم أصبح ضلعا بارزا من أضلاع المربع الذهبي. اصطدام اللجنة الفيدرالية لكأس الجمهورية بفراغ قانوني ناتج بالأساس عن اهمال محتوى استمارة الانخراط في المنافسة أبقى دار لقمان على حالها بالمقارنة مع السنوات الماضية، رغم أن المكتب الفيدرالي الحالي كان قد بادر في أوت المنصرم إلى سن نصوص قانونية جديدة تلزم الفرق باحترام البرمجة في منافسة الكأس، مع محاولة وضع شروط صارمة تقضي على الإشكاليات السابقة، لكن يبدو أن الاتحادية لم تستخلص العبر جيدا من تجارب الماضي القريب، في ظل تواصل القبضة الحديدية بشأن برمجة إحدى مباريات ربع النهائي، لأن هذا الإشكال كان قد تسبب الموسم المنصرم في تأخير مقابلتي نصف النهائي، على خلفية «التعنت» في اختيار مكان إجراء اللقائين، لترضخ اللجنة في نهاية المطاف إلى مطالب كل من مولودية الجزائر و شباب بلوزداد، بالاستقبال في ملعبي بولوغين و 20 أوت بالعاصمة، و ذلك باستغلال النصوص القانونية، التي كانت تمنح الحق للفرق الذي يسحب أولا في عملية القرعة باختيار الملعب الذي يستقبل فيه، من دون تحديد طاقة الاستيعاب، و مكتب زطشي بادر إلى إدراج الشرط المتعلق بالمدرجات و عدد الجماهير، لكن الإشكال في البرمجة مازال قائما، رغم أن الفقرة 3 من المادة 15 تجبر كل فريق على اختيار الملعب الذي سيستقبل فيه رسميا مباشرة بعد 24 ساعة من عملية سحب القرعة، و في حال مخالفة هذا الإجراء تتكفل الفاف باختيار أي ملعب، و القرار المتخذ غير قابل للطعن، كما أن المادة 21 تتضمن عقوبات تتعلق برفض لعب مقابلة رسمية في الكأس، و تتمثل أساسا في الاقصاء الاوتوماتيكي، و خصم 3 نقاط من الرصيد النقطي في البطولة، إضافة إلى غرامة مالية بمبلغ 100 مليون سنتيم، مع حرمان الفريق من منحة التأهل، فضلا عن المنع من المشاركة في المنافسة لمدة سنتين، و هي الإجراءات العقابية التي لم تبادر اللجنة إلى الحرص على تطبيقها. من هذا المنطلق يمكن القول بأن «خالوطة» البرمجة تبقى شاملة على كل المنافسات الكروية على الصعيد الوطني، و كأس الجمهورية تبقى حقل التجارب الذي أثبت عدم قدرة مختلف الطواقم التي تعاقبت على تسيير الاتحادية في إيجاد حلول ميدانية ناجعة لهذا الاشكال، لأن هذه المنافسة انطلقت بتجربة البرمجة في ملاعب محايدة، و لو أن ذلك لم يمنع من احتواء المشاكل، و التحجج بعدم مراعاة معيار «الحياد» النموذجي في تعيين مكان اجراء المباريات، كما أن الفاف و حاولت اللعب على وتر المتابعة الجماهيرية باعتماد النظام الذي يعطي أفضلية اللعب داخل الديار لمن يتم سحبه أولا، غير أن القبضة الحديدية بلغت الذورة. ص / فرطاس مدرب السنافر عبد القادر عمراني للنصر نحن أكبر المتضررين من البرمجة عبر مدرب شباب قسنطينة عبد القادر عمراني عن غضبه الشديد اتجاه البرمجة الحالية، خاصة و أنه أصبح يجد صعوبة كبيرة في ضبط برنامج التدريبات، كما كشف في حديثه مع النصر بأن البرمجة أصبحت هاجسا كبيرا بالنسبة له، حث قال:» أصبحت البرمجة تشكل لنا عائقا كبيرا، حيث نجد أنفسنا مطالبين بالبحث و الاستفسار عن مواعيد لعب المباريات أكثر من البحث و التحري عن المنافسين المقبلين، و هو ما يؤثر علينا كثيرا من أجل ضبط برنامج التدريبات، و مدة الراحة التي سنمنحها للاعبين، حيث قبل كل مباراة نتفقد موقع الرابطة، لكننا لا نجد برنامج المباراة المقبلة، و هو ما يجعلنا نطلب من المسيرين الاتصال مباشرة بمسؤولي الرابطة، عكس ما يحدث في البلدان المتطورة، أين يكون المدرب مطالبا بالتركيز على الجانب الرياضي و فقط، و ضرورة تحضير لاعبيه، حتى يكونون في الموعد يوم المباراة، لكن ما باليد حيلة و عدنا لا نريد الحديث كثيرا في الموضوع ما قد يكلفنا العقوبة». و أضاف محدثنا:» لقد عانينا كثيرا من البرمجة هذا الموسم، حيث كان لها تأثير كبير على تعرضنا للنتائج السلبية، بالنظر إلى أننا وجدنا أنفسنا في عديد المناسبات مجبرين على الركون للراحة لسبب أو لآخر، وهو ما انعكس سلبا على مردود الفريق بصفة عامة، حيث لا يمكننا المحافظة على نفس المردود». كما تطرق عمراني إلى موضوع الكواليس، حيث قال:» من المفروض البرمجة تكون واضحة من البداية، حتى تسلم الرابطة من الانتقادات، ويتم تفادي لعبة الكواليس، التي شئنا أم أبينا موجودة في بطولتنا، و نبقى نحن المدربون و اللاعبون و الأنصار ضحية كل هذا، و اليوم فريقي شباب قسنطينة أكثر المتضررين من البرمجة، حيث سنجد أنفسنا مجبرين على لعب مباراتين مقدمتين عن باقي منافسينا وهو أمر غير معقول». وفي السياق ذاته أكد عمراني على ضرورة تعامل الرابطة بعقلانية و بكل احترافية و شفافية مع البرمجة، حيث قال:» الجولات الأخيرة ستكون مصيرية و على ضوء نتائجها سيحدد المتوج بلقب البطولة و الأندية التي ستمثل الجزائر قاريا الموسم المقبل، كما ستتضح هوية الأندية التي ستسقط إلى أقسام سفلى، و عليه يجب الكشف من الآن عن برنامج الجولات المقبلة، مع العمل على توحيد الجولات الأخيرة». بورصاص.ر دعوات «للكاف» لإعادة النظر في تنظيم المسابقات القارية يعود السبب الرئيسي لتعمد الرابطات والاتحادات المحلية في بلدان شمال القارة الإفريقية إلى تأجيل عدد من المباريات في الجولات الأخيرة من الدوريات، إلى ارتباط بعض الأندية في المسابقتين القاريتين: رابطة الأبطال و كأس الاتحاد الإفريقي (الكاف)، وهو ما يطرح إشكالا حقيقيا في ضبط التواريخ بدقة، خاصة في الثلث الأخير من البطولات، حيث يكون ذلك سببا في ارتفاع و تطور الاحتجاجات من قبل الأندية المتضررة من البرمجة، و هذا مثلما هو واقع حاليا مع متصدر البطولة الجزائرية شباب قسنطينة الذي يرفض خوض مباراة متقدمة من الجولة المقبلة، إلى غاية تسوية جميع المباريات المتأخرة من الجولات الماضية. و تعالت أصوات الكثير من التقنيين و المختصين من بلدان شمال إفريقيا الداعية إلى إعادة النظر في طريقة تنظيم المنافسة في مسابقتي رابطة الأبطال و كأس «الكاف»، وذلك من خلال الدعوة للاقتداء بالاتحاد الأسيوي لكرة القدم، حيث و نظرا لشساعة القارة الآسيوية فإن الاتحاد القاري هناك تعمد إلى تقسيم القارة إلى نصفين شرق-غرب، و كل منطقة تجري الأدوار التمهيدية و حتى دوري المجموعات داخل حدود المنطقة، و هذا لضمان وجود ممثل من شرق القارة و ممثل من غرب القارة في المباراة النهائية، و نشط نهائي النسخة الماضية من مسابقة رابطة الأبطال الهلال السعودي و اورارو الياباني. البرمجة السيئة من دوافع المطالبة بتغيير نظام المنافسة من الدوافع الرئيسية لمؤيدي فكرة تغيير نظام المنافسات القارية من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وقوع الرابطات المحلية في بلدان شمال القارة في حرج كبير في برمجة المباريات الأخيرة من الموسم، و تحديد التواريخ المناسبة، و ذلك مثلما يحصل حاليا مع الرابطة الجزائرية التي لم تحدد بعد تاريخ إجراء مباريات الجولة القادمة، و تعمد دائما إلى فكرة التقديم أو التأخير بهدف خدمة مصالح الأندية المشاركة، مادام أنها تمثل الألوان الوطنية في المحافل القارية. و تكمن المشكلة أساسا أن بطولات بلدان شمال القارة عند انطلاق الأدوار التمهيدية من مسابقتي رابطة الأبطال و كأس الاتحاد الإفريقي، التي عادة ما تبدأ في شهر فيفري فإن الدوريات المحلية في الجزائر و تونس و مصر و المغرب تكون على موعد لعب الجولات الأخيرة أي الثلث الأخير من الموسم، على عكس بطولات بلدان جنوب القارة التي تنطلق مواسمها الجديدة في الأشهر الأولى من كل سنة. النقل الجوي متخلف مقارنة بالقارة الأوروبية و يرى كثير من المدربين ممن مروا على تجربة المنافسة القارية، أنه من الأسباب التي تجعلهم يؤيدون فكرة تغيير طريقة نظام المنافسة من قبل «الكاف» النقل الجوي المتخلف في القارة السمراء مقارنة بالقارة الأوروبية، حيث وعلى سبيل المثال قضى وفد وفاق سطيف أكثر من عشرين ساعة رحلة سفر قبل الوصول إلى عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي، حيث لا توجد رحلات جوية مباشرة من بلدان الشمال نحو بلدان جنوب القارة، و تعمد دائما إلى التوقف «ترانزيت» في مختلف مطارات العالم، قبل تكملة الرحلة نحو البلد المقصود، وأبسط مثال على هذا ما حدث لمولودية العلمة عند مواجهتها قبل ثلاث سنوات نادي سانت جورج الإثيوبي ضمن الدور التمهيدي الأول من مسابقة رابطة أفريقيا، حيث ونظرا لغياب الرحلات الجوية المباشرة فإن الحل الوحيد الذي كان أمام إدارة «البابية» آنذاك، هو الذهاب عبر وجهة دبي الإماراتية، و دامت الرحلة ذهابا وإيابا أربعة أيام كاملة. الرابطة تعجز عن أخذ «رضا الجميع» ودائما ما تعجز الرابطة المحترفة عن الحصول على «رضا الجميع»، عند برمجة الجولات الأخيرة من نهاية كل موسم رياضي، حيث تحاول تحديد التواريخ التي تناسب الفرق الممثلة قاريا لتسجيل أفضل النتائج للمرور إلى الأدوار المتقدمة من مسابقتي رابطة الأبطال وكأس الإتحاد، في حين أنها تصطدم دائما برفض الأندية الأخرى للتواريخ التي تضبطها خوفا من حدوث أي تلاعبات في نتائج المباريات، وهو ما جعل رئيس المكتب الفيدرالي السابق محمد راوراوة يشترط قبل أربع سنوات على الأندية الراغبة في تمثيل الجزائر في المنافستين القاريتين الإمضاء في بداية الموسم على تعهدات بعدم طلب التقديم أو التأجيل في مباريات الدور المحلي، و هو ما جعل آنذاك نادي اتحاد الحراش يعلن عن انسحابه من المشاركة في مسابقة «الكاف»، واضطر آنذاك نادي شباب قسنطينة إلى خوض «تجربة ستظل راسخة في الأذهان»، وذلك عندما لعب مباراتين في منافستين مختلفتين في يوم واحد، حيث قابل نادي «الأسود الحمراء» في ليبيريا ضمن الدور السادس عشر من مسابقة «الكاف» ومولودية العلمة ضمن الجولة الواحدة والعشرين من البطولة المحلية في ميدان مسعود زوغار.