نحضّر أكبر ملف لتصنيف أضرحة ملوك نوميديين ضمن التراث العالمي كشف مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان و التاريخ البروفيسور سليمان حاشي، أن وزارة الثقافة و من خلال المركز الذي يترأسه، يحضّران لأكبر ملف ليقدم لاحقا إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلم و الثقافة اليونسكو، من أجل تصنيف عدد من الأضرحة الملكية النوميدية الواقعة في ولاية تيبازة و إيمدغاسن في ولاية باتنة، و كذا جدار في ولاية تيارت، ضمن التراث العالمي،و بذلك تضاف إلى سبعة معالم أثرية مصنفة ضمن اتفاقية سنة 1972 مع اليونسكو، صادقت عليها الجزائر و ترمي إلى الحفاظ على التراث المادي و حماية التراث الثقافي العالمي والطبيعي، و تضم إلى غاية اليوم 195 دولة، حسب مسؤول المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و في علم الإنسان و التاريخ. وقال البروفيسور حاشي لدى استضافته في القناة التلفزيونية الرابعة، ضمن حصة «لدزاير نواسا» أو «الجزائر اليوم»، أنّ قرار تحضير ملف لتصنيف هذه المعالم الأثرية ، اتخذه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، لحماية هذه الكنوز التاريخية من الإهمال ونفض غبار النسيان عنها. وفي هذا الإطار، أكّد المتحدث أنّ المحافظة على التراث المادي واللامادي الجزائري، يكون من خلال استرجاعه و تبنيه من طرف المجتمع حتى تعترف به منظمة اليونسكو وتصنفه عالميا، مضيفا أن المحافظة على التراث الثقافي الجزائري، هو حماية لثقافتنا وهويتنا وممتلكاتنا، مشيرا إلى أنّ عدة ملفات تمت المصادقة عليها من طرف اليونسكو وتم تصنيف أهاليل قورارة و الشدة التلمسانية و ركب سيدي الشيخ لولاية البيض وعيد السبيبة وسبوع تيميمون و إمزاد الآلة الموسيقية التقليدية التي تستعملها نساء التوارق، والتي سجلها المركز مع مالي والنيجر، في انتظار انضمام بوركينافاصو و ليبيا للتسجيل لدى اليونسكو، لأن هذه الآلة الموسيقية تستخدمها أيضا نساء التوارق بهذين البلدين. من جهة أخرى، وحسب ذات المتحدث، يحضر المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان والتاريخ ، ملفا مشتركا بين بلدان المغرب العربي، يضم تونس وليبيا وموريطانيا والمغرب والجزائر، لتصنيف الكسكسي ضمن التراث العالمي الإنساني العالمي. و قال سليمان حاشي، أنّ الكسكسي كان الغذاء الرئيسي لسكان شمال إفريقيا و بلاد الأمازيغ منذ آلاف السنين، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا العثور على حبة قمح داخل مغارة ، تقع بين بلدية آقبو وآث حمزة في ولاية بجاية، و تعود إلى خمسة آلاف سنة، ما يدل، حسب المتحدث، على علاقة سكان هذه البلدان بالقمح والشعير الذي يصنع منه الكسكسي. وأكّد سليمان حاشي، أنّ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي راسل وزراء الثقافة لهذه البلدان الأربعة، من أجل بعث خبراء إلى الجزائر لإجراء اجتماعات ومشاورات تهدف إلى البحث عن كيفية تقديم ملف مشترك بين بلدان المغرب العربي لدى منظمة اليونسكو، من أجل اقتراح تصنيف الكسكسي ضمن التراث الإنساني العالمي، وسيتم الانتهاء من تحضير هذا الملف المهم بعد سنة أو سنتين. وبخصوص الملتقيات التي ينظمها المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، أعلن ضيف «الدزاير نواسا» عن تنظيم ملتقى مع المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لولاية وهران، و المعهد الوطني للبحث في التربية، و وزارات الثقافة، و التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية الوطنية، و قال أنّ اجتماعا سيعقد نهاية الشهر الحالي من أجل التحضير لهذا الملتقى الذي سينظم في شهر أكتوبر القادم، تحت عنوان «التراث والمؤسسة التعليمية». كما كشف عن ملتقى آخر خلال شهر ديسمبر المقبل، تخليدا للذكرى 101 لميلاد الكاتب و الأنثروبولوجي الراحل مولود معمري، و يكون موضوعه «كيف نفهم معمري» ، دون أن يعطي تفاصيل أكثر حول الملتقى.