يجتاز اليوم أزيد من 797 ألف تلميذ امتحانات شهادة التعليم الابتدائي، وفي ظل تحضير شرعت فيه وزارة التربية الوطنية منذ بداية العام الدراسي، وتجنيد عدد هام من المؤطرين والمصححين، على أن يتم الإعلان عن نتائج هذه الامتحانات يوم 6 جوان المقبل. وستعطي وزيرة التربية نورية بن غبريط إشارة انطلاق هذه الامتحانات الرسمية من ولايتي غرداية وورقلة، التي سيشارك فيها 797.812 تلميذا، بزيادة تقدر بحوالي 4.8 مقارنة بالموسم الماضي، وسيمتحن التلاميذ ليوم واحد فقط في ثلاث مواد أساسية وهي اللغة العربية والرياضيات في الفترة الصباحية، ثم اللغة الفرنسية في الفترة المسائية، و سيتم احتساب المعدل السنوي بالنسبة للتلاميذ الذين يحصلون على معدل أقل من 5 على عشرة في شهادة التعليم الابتدائي، بغرض تمكينهم من ولوج الطور المتوسط، في وقت تنظر الوصاية إلى هذه الشهادة على أنها محطة لتقييم الإصلاحات التربوية، بغرض إضفاء تحسينات عليها في حال الوقوف على بعض الخلل، فضلا عن السماح لتلميذ المرحلة الابتدائية من خوض تجربة جديدة في إطار مساره الدراسي، تؤهله للانتقال إلى الطور المتوسط. وترفض الوزارة بشدة الضغط على الممتحنين من قبل المحيط الأسري، وجعلهم يشعرون وكأنهم مقبلون على موعد مصيري، مما قد يؤثر على تركيزهم ومستوى أدائهم، كما تعتزم الوصاية تخصيص برامج جديدة للتكييف والمجانسة بداية من السنة الدراسية المقبلة، لتهيئة التلاميذ للانتقال إلى الطورين المتوسط والثانوي، بغرض تقليص نسبة الرسوب في السنة الأولى لهاتين المرحلتين، والناجم في أغلب الحالات عن التغيرات التي تطرأ على مضمون المناهج الدراسية وكذا طريقة التدريس، التي تجعل التلميذ لا يتكيف بسهولة مع هذه المستجدات. وسيتم توزيع التلاميذ الممتحنين على مراكز الإجراء الموزعة عبر كافة الولايات، مع تمكين المناطق النائية والجنوبية من كافة الوسائل الضرورية، سيما ما تعلق بالنقل والإطعام وأجهزة التكييف، ويتم التنسيق مع قطاعات وزارية مختلفة، على رأسها وزارة الداخلية لضمان السير العادي لهذه الامتحانات، حيث تم تجنيد أزيد من 31 ألف عون شرطة سيوزعون على جميع مراكز الإجراء، وسيمتحن التلاميذ على مستوى المؤسسات التعليمية التي يدرسون بها، بعد أن كانوا يحولون في سنوات سابقة إلى مؤسسات مجاورة، ويهدف الإجراء إلى ضمان الراحة النفسية للممتحنين بالنظر إلى صغر سنهم، سيما وأن هذه الامتحانات تعد طريقة لتقييم مستوى أداء التلاميذ خلال الطور الابتدائي، ومعرفة نقاط الضعف بغرض تداركها في الطور المتوسط، وذلك ضمن مساعي وزارة التربية الوطنية لبلوغ مدرسة نوعية. ومن أجل ضمان شفافية هذه الامتحانات، تعمد الوزارة إلى تحويل الأساتذة إلى مؤسسات أخرى غير تلك التي يعملون بها، ويندرج ذلك ضمن برنامج محكم تضعه الوصاية سنويا لتأمين الامتحانات الرسمية من كافة المحاولات التي قد تؤثر على مصداقيتها، في وقت يحرص الأولياء على الإعداد النفسي والبيداغوجي لأبنائهم، عن طريق مرافقتهم طيلة السنة الدراسية، وخلال يوم الامتحانات، نظرا لما أضحت تحتله هذه الشهادة من أهمية لدى الأسر، إلى درجة أنها أصبحت تقريبا تحتل نفس مستوى شهادتي التعليم المتوسط والثانوي لدى الكثير من الأولياء، الذين يحرصون على افتكاك أبنائهم أعلى المعدلات في هذه الشهادة.