استغرب رئيس شباب ميلة حمزة بلوصيف التحركات التي تقوم بها مجموعة المعارضة في الأيام القليلة الماضية، وأكد على أن قطع «السيبيام» خطوتين في رحلة استعادة الأمجاد الضائعة، أزعج كثيرا بعض الأطراف، التي تعودت على الصيد في المياه العكرة. حاوره: صالح فرطاس بلوصيف، وفي حوار خص به النصر أمس، اعتبر خرجة المعارضة مجرد زوبعة في فنجان، كما أوضح بأنه سيواصل عمله على رأس النادي إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية بعد سنتين، مع المراهنة على مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، لكنه ربط الحديث عن الهدف المسطر الموسم القادم بحجم الإعانات المالية، التي ستقدمها السلطات المحلية. نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن جديد شباب ميلة الصاعد الجديد لقسم ما بين الرابطات؟ شخصيا اعتبر هذا الحديث سابقا لأوانه، لأننا لم نشرع بعد في التفكير في الموسم القادم، وذلك بسبب اشكالية الدعم المالي الذي سيستفيد منه الشباب، حيث أن الرؤية بخصوص هذا الجانب تبقى غامضة، ولا يمكننا رسم خارطة الطريق دون اتضاح المعالم الأولية، ولو أن الصعود إلى قسم ما بين الرابطات أزعج بعض الأطراف، التي تصنف في خانة المعارضة، بدليل التحركات التي بادرت إلى القيام بها في الأيام القليلة الماضية، والتي قد تنعكس بالسلب على تسيير الفريق. قطعنا الطريق أمام من أسقطوا الفريق بسبب سوء التسيير وما سر ظهور الجناح المعارض رغم الانجاز المحقق؟ الحديث عن المعارضة يفتح الباب على مصراعيه، لأن موافقتي على تولي رئاسة النادي كان بنية المساهمة في نفض الغبار عن أمجاد «السيبيام»، خاصة وأن الفريق تدحرج إلى الجهوي الثاني، وأصبح يتواجد على عتبة الشطب النهائي، بسبب مشكل المال، لكن المشروع الذي سطرناه منذ شروعنا في العمل مع بداية العهدة الأولمبية الجارية، يتخالف مع السلوكات التي كانت منتهجة في التسيير خلال المواسم المنصرمة، والجناح المعارض يتشكل من مجموعة من الأشخاص كانت تنصب نفسها وصية على شؤون «السيبيام»، ولم يساعدها الخروج بالشباب من الجهوي، لأن هذه المجموعة هي المتسببة في سقوط الفريق إلى أدنى المستويات، وكانت تفضل البقاء في نفس الوضعية لتحقيق مصالحها الشخصية، سيما في الشق المادي، وذلك بتحويل شطر من الاعانات الموجهة للنادي إلى جيوبهم. هذه اتهامات خطيرة جدا، فهل من توضيحات أكثر؟ الجميع في ميلة على دراية تامة بتحركات هذه المجموعة، لكن وبصفتي رئيس النادي، أجزم بأن إشكالية سوء التسيير هي السبب الرئيسي في سقوط الشباب إلى الجهوي الثاني، وهذا المشكل ليس حكرا على فريقنا فقط، بل أن المنظومة الكروية الجزائرية تعاني من مسيريها، والخوض في متاهة التلاعب بالمال العام تستوجب المحاسبة الدقيقة، لأن هناك من مسيري النوادي من ينتظرون ضخ اعانات السلطات العمومية ليتم تقاسمها فيما بينهم، وتواجدنا على رأس شباب ميلة قطع الطريق أمام هذه المجموعة من أشباه المسيرين، فكان رد فعلها بمحاولة افتعال المشاكل، ولو أن هناك شيئا مهما يستحق التوقف عنده في هذا الشأن. تفضل ... ما هو؟ ما تقوم به هذه المجموعة لم يزعجني اطلاقا، لأنه يبقى بالنسبة لي مجرد زوبعة في فنجان، لن يكون لها أي تأثير على الاستراتيجية التي ننتهجها في تسيير النادي، رغم أن بعض الأطراف من داخل محيط الفريق انساقت وراء هذه المناورات، فتم استغلها كواحدة من الأوراق، والدليل على ذلك افتعال أحد مدربي الأصناف الشبانية لقضية عدم تلقي مستحقاته الخاصة بالموسم المنصرم، رغم أنني كرئيس أقدمت على تسوية مستحقات كل اللاعبين والمدربين عن آخرها، وتواجدي على رأس الشباب لم يكن لمعالجة مثل هذه التفاهات، لأنني لست متفرغا لتسيير شؤون النادي، لكننا نبحث عن الأجواء التي تشجعنا على مواصلة العمل، وذلك بتلقي الدعم المعنوي اللازم من كل الأطراف الفاعلة في المحيط. وماذا عن المشروع المستقبلي الذي تتحدثون عنه والأهداف المسطرة؟ النجاح في تحقيق الصعود في موسمين متتاليين ليس بالأمر الذي يسهل تجسيده ميدانيا، لكن البرنامج الذي سطرناه عند تسلمنا مقاليد تسيير الفريق في صائفة 2016 كان يهدف إلى ذلك، لأن «السيبيام» لا تستحق البقاء في الأقسام السفلى، وكان لزاما علينا توفير الظروف الكفيلة باستعادة جزء من الأمجاد الضائعة، لأن الشباب كان ينشط في الرابطة الثانية، وطموحتنا تصب في هذا الأساس، شريطة تلقي الدعم المالي الكافي، وهو العامل الذي جعلنا نؤجل الحديث عن أهدافنا المسطرة للموسم القادم، إلى حين الحصول على صورة واضحة بخصوص اعانات السلطات المحلية، وباب التفاؤل بشأن مستقبل الشباب لا بد أن يبقى مفتوحا على مصراعيه. أشخاص على رأس بعض النوادي همهم الوحيد تبذير المال العام وكيف هي الوضعية المالية للفريق بعد النجاح في الخروج من الجهوي؟ الصعود من الجهوي الأول إلى قسم ما بين الرابطات كلفنا قرابة 4,2 مليار سنتيم، لأن التنافس على اللقب ظل متواصلا إلى غاية آخر لحظة من عمر البطولة، والمعطيات انقلبت رأسا على عقب في الجولة ما قبل الأخيرة، بعد صراع شديد مع كل من جمعية عين كرشة وترجي تاجنانت وكذا نجم بني ولبان، حيث كنا نراهن على تحفيز اللاعبين ماديا، بتسوية وضعيتهم عن آخرها، رغم أن النادي لم يتلق سوى إعانة من البلدية بقيمة 700 مليون سنتيم، إضافة إلى نصف مليار سنتيم كان عبارة عن مكافأة منحها الوالي للشباب في حفل الصعود، وهو ما يبقي حصة الأسد من المصاريف من مالي الخاص، وكذا رئيس فرع كرة القدم صابر بن حمادة، وقد قمنا بتسديد إجمالي مصاريف الموسم، لكننا لا نستطيع المغامرة بالانطلاق من الوضعية الحالية بديون عالقة تقارب 3 ملايير سنتيم، لأن طموحاتنا كبيرة.