مستقبل الثروة السمكية في حوض البحر المتوسط مهدّد بسبب ما تتعرض له من استنزاف توقّع رئيس اللجنة الوطنية للصيادين حسين بلوط أن تستمر أسعار سمك السردين في النزول إلى مستويات أدنى خلال الأيام المقبلة بسبب الوفرة الناتجة عن دخول أسراب كبيرة من السردين المهاجر، إلى حوض المتوسط، لكنه حذر في المقابل من أن الثروة السمكية مهددة في حوض المتوسط بسبب تعرضها إلى الاستنزاف على يد " لوبيات الصيد العشوائي". وأوضح حسين بلوط بأن الأسعار الحالية للسردين التي نزلت إلى 100 دينار في عدد من الولايات الساحلية للوطن، مرشحة لأن تتراجع إلى مستويات قياسية بسبب الكميات الكبيرة التي تم صيدها خلال الأيام الأخيرة التي قدرت بآلاف الأطنان. وتأسف المتحدث لعدم وجود غرف تبريد من شأنها استيعاب الكميات الزائدة عن الحاجة الإستهلاكية واستعمالها وقت الحاجة لضبط السوق على غرار ما هو معمول به بخصوص منتوج بعض الخضر والفواكه. كما تأسف حسين بلوط في الوقت ذاته لعدم وجود صناعة تحويل السمك في بلادنا، وقال إن غياب غرف التبريد وضعف صناعة تحويل وتعليب السردين في الجزائر، أدت ببعض الصيادين في بعض المناطق من الوطن إلى التخلص من كميات كبيرة من السردين برميها في البحر تحت مبرر خاطئ "حفاظا على استقرار الأسعار". وبعد أن وصف هذه الممارسات بالجريمة، قال رئيس اللجنة الوطنية للصيادين " إن لوبيات استنزاف الثروة السمكية، تحاول بكل الوسائل الإبقاء على أسعار السردين في ذروتها من خلال اللجوء في غالبية الأحيان إلى التخلص من كميات كبيرة، يعتبرها هؤلاء فائضا قد يسهم في تخفيض السعر حال تسويقها"، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة تشديد الرقابة على موانئ الصيد وفتح تحقيقات واسعة عبر 33 مركز تفتيش عبر الساحل الجزائري، لضبط الصيادين الذين يقومون بهدر الثروة السمكية بهذه الطريقة فضلا عن إحباط عمليات تسويق كميات من السردين قبل الأوان، الذي يقل طوله عن11 سنتيمترا، وقال إن أطنانا من السردين توزع على الأسواق ولم يبلغ طول السردينة الواحدة أحيانا 6 سنتيمتر معتبرا ذلك جريمة اقتصادية لا يمكن السكوت عليها. وفي رده عن سؤال متعلق حول الفيديو الذي تم تداوله فيما سبق، والذي يكشف عن رمي كميات كبيرة من السردين في البحر بميناء صلاماندر في مستغانم، أوضح، بلوط، أن ميناء هذه الولاية شهد في العديد من المرات مثل هذه الحادثة، مؤكدا بأن تحقيقا قد تم فتحه حول هذه الحادثة وأن الفاعلين قد أحيلوا على العدالة وأخذوا جزاءهم. وفي سياق ذي صلة يؤكد حسين بلوط بأن العديد من صيادي السمك في الجزائر ممن يسميهم " لوبيات استنزاف الثروة السمكية "، لا يحترمون الشروط القانونية والمعايير الدولية في الصيد، حيث يعمدون – كما قال إلى استعمال الديناميت، الذي له تبعات سلبية ويؤدي إلى القضاء على الحياة البحرية لمدة قد تصل إلى 50 سنة، بالإضافة إلى الشباك المحرمة دوليا وهي التي تتسبب في نفوق الأسماك الكبيرة مثل الدلفين والحوت، والأخطر من ذلك كله – يضيف " عدم احترام الصيادين للحياة البيولوجية للسمك والممتدة من مطلع شهر ماي إلى غاية 31 أوت، أين تلجأ الأسماك إلى وضع بيوضها تحسبا للمواسم المقبلة". وأكد المتحدث بهذا الخصوص بأن "عدم احترام فترات الراحة البيولوجية، يمثل خطرا كبيرا على ديمومة الانواع لأنه يتسبب في انقراضها تدريجيا كما يتم اصطياد الاسماك في فترة التكاثر و الابياض ، مضيفا بأن " كل هذه الأسباب إلى جانب حجم التلوث البحري المتزايد عن طرح النفايات السامة للمصانع والبواخر، جعلت الإنتاج المحلي في انخفاض مستمر، على مر السنوات الأخيرة"، محذرا من أنه في حالة استمرار استنزافها في ظل هذا الوضع فإن الثروة السمكية مهددة بالزوال في آفاق ال 50 سنة المقبلة.