استنجدت، أمس، مختلف المصالح المتدخلة لإخماد الحريق الذي اندلع منذ يوم، الاثنين الماضي، بغابة الدولة بجبل بوعريف بباتنة، بالسلطات العليا لتوفير المد الجوي لتطويق ألسنة النيران و إخمادها بعدما اصطدمت بمعوقات قوة الرياح، و صعوبة التضاريس للتحكم في الحريق الذي اندلع منذ ثلاثة أيام دون أن يتم التحكم فيه. و حسب ما أكده مصدر مسؤول بمحافظة الغابات لولاية باتنة في تصريح ل»النصر»، فإن الحريق الذي اندلع منذ يوم الاثنين الماضي، لم يتم التحكم فيه بعد، نظرا لعوامل أعاقت تطويق انتشار الحريق، خاصة ما تعلق بقوة الرياح وارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التضاريس الجبلية وانعدام المسالك. و أضاف ذات المصدر، بأن الوسائل المتاحة المستخدمة لمحاصرة النيران و إخمادها غير فعالة، بالنظر لحجم الحريق، مؤكدا على ضرورة توفير المد الجوي في مثل هكذا حرائق للتحكم فيها بسرعة. ذات المصدر، أوضح بأن عدة مصالح تدخلت لإخماد النيران، تتكون من فرق محافظة الغابات و وحدات الحماية المدنية، مدعومة بالرتل المتنقل لمكافحة الغابات، والمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، و حتى مصالح بلدية فسديس و جموع من المواطنين. و ذكر محدثنا، بأن الحريق و إلى غاية صبيحة أمس، تم التحكم فيه بنسبة 90 بالمائة، قبل أن تهب الرياح في منتصف النهار للتوسع مرة أخرى دائرة الحريق، ما صعب من مأمورية إخماده. و قال المسؤول أيضا، بأن الفرق المتدخلة تعمل على محاصرة النيران في أوقات الصباح وحتى الليل، في حين تعذر عليها التدخل في أوقات ما بعد منتصف النهار، بسبب هبوب الرياح وصعوبة التنقل وسط تضاريس جبلية تنعدم بها المسالك. و كشف المسؤول عن إحصاء تلف أزيد من 300 هكتار من الغطاء الغابي، من جراء الحريق الذي أتى على أنواع من الثروة الغابية كالصنوبر و البلوط و العرعار و حشائش يابسة. و أشار مسؤول الغابات، إلى احتمال وقوف مربي النحل وراء اندلاع الحريق، أو مرتادي الغابة من متعاطي الكحول الذي يشعلون النار لإعداد الشواء دون الوعي بخطر إشعال الحرائق في الغابات، مؤكدا على أن إخماد الحريق بات يتطلب الدعم الجوي. من جهتها، أعلنت مصالح الحماية المدنية في بيان لها، أمس، عن استنفار 7 وحدات للتدخل هي الوحدة الرئيسية بكشيدة، حملة، سريانة، المعذر، عين جاسر، مروانة، عين التوتة بتعداد 35 متدخلا من مختلف الرتب، على متن 9 آليات إطفاء مختلفة الأوزان والتخصصات. بالإضافة إلى الاستنجاد بالرتل المتنقل المتكون من 50 عونا و10 آليات تدخل، و أكدت مصالح الحماية المدنية بدورها، على صعوبة التدخل بسبب الرياح و التضاريس الصعبة، بعد أن حاولت محاصرة النيران عبر ثلاث جبهات. يذكر أن الحريق بغابة الدولة بجبل بوعريف، بات يهدد تجمعات سكانية قريبة منه بسبب الدخان الكثيف المتصاعد الذي أحدث اختناقات وسط السكان.