حذر ممثلو جمعيات أولياء التلاميذ وأساتذة من الآثار الوخيمة التي يمارسها بعض الأولياء على أبنائهم لا سيما المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لإرغامهم على التوجه إلى الدروس الخصوصية استعدادا للعام الدراسي المقبل، على أمل تحقيق معدل مقبول في الشهادة يتيح لهم اختيار أفضل التخصصات في الجامعة. أكد الأستاذ روينة الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر أن العطلة الصيفية لم تعد كما كانت في السابق مخصصة للراحة ولاستعادة القوى، استعدادا لدخول عام جديد حافل بالعمل الجاد والكفاح من أجل تحقيق النجاح، بسبب لجوء عديد الأسر إلى تخصيص جزء منها لتلقي دروس الدعم لفائدة الأبناء المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، قائلا إن الظاهرة أضحت تشمل أيضا التلاميذ أقسام السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسطة، الذين يواجهون صعوبات في المواد الأساسية، ولكن بدرجة أكبر طلبة السنة ثالثة ثانوي، الذين يبحثون عن التفوق وتحقيق معدلات عالية تسمح لهم باختيار التخصصات التي يرغبون فيها، في ظل الصعوبات المحيطة بعملية التوجيه إلى الجامعة، لكون أزيد من نصف الناجحين في شهادة البكالوريا لا يحصلون على رغباتهم، ما يدفع بالكثير منهم إلى إعادة اجتياز البكالوريا، التي تبقى في تقدير المصدر شهادة لها قيمتها ولا يمكن الاستهانة بها. ونفى المسؤول بنقابة الكلا أن تكون الدروس الخصوصية خلال فترة الصيف من مهام الاساتذة فقط، بل أيضا الطلبة الجامعيين وموظفين في قطاعات مختلفة يمارسون هذا النشاط لتحقيق مدخول إضافي، دون أن ينفي وجود أساتذة لا يمانعون في استقبال طلبتهم خلال العطلة لمساعدتهم على تحسين مستواهم في بعض المواد التي تعتبر أساسية ويتوقف عليها النجاح في الشهادة، وكذا القبول في التخصصات المرغوب فيها، ويضيف السيد روينة أن دروس الدعم قد تتناول برنامج الفصل الأول من السنة الدراسية الموالية، بهدف إعداد التلميذ أو الطالب مسبقا، ليكون مستعدا لتجاوز العقبات التي قد تواجهه، موضحا بأن الإقبال على هذه الدروس قد تكون برغبة من الطالب في حد ذاته، الذي يسعى لتحقيق التفوق. ويعتقد الأستاذ روينة بأن قضية التوجيه في الجامعة أضحت تمثل هاجسا لدى المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لذلك نجد الكثير منهم لا يمانعون حرمان أنفسهم من الراحة والاستجمام في سبيل تحقيق حلمهم بالتخصص في مجالات مختلفة، مؤكدا بأن الحصول على معدل 14 من عشرين في الشهادة لا يفتح أفاقا واسعة أمام الطلبة، لكنه عبر عن قلقه من تأثير ذلك على نفسية التلميذ أو الطالب، جراء حرمانه من الراحة والمتعة خلال فصل الصيف، خاصة إذا كان ذلك تحت ضغط الأولياء. ومن جهته أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة تفشي الظاهرة، موضحا بأن الدروس الخصوصية في فترة الصيف تمس فئتين، أي التلاميذ الذين يطمحون إلى تحسين مستواهم في اللغات الأجنبية وهي الفرنسية والإنجليزية لذلك يتوجهون إلى مدارس خاصة لمساعدتهم على تجاوز هذه العقبة لا سيما بالمدن الكبرى حيث تنتشر بكثرة هذه المؤسسات، وكذا الطلبة المقبلين على اجتياز البكالوريا وأيضا الذين اخفقوا في تحقيق النجاح خلال دورة جوان، من أجل الاستعداد المسبق لهذا الموعد العام، عن طريق تسخير شهر أوت في الدراسة لدى أساتذة يتمتعون بسمعة، للشروع في تنفيذ البرنامج الدراسي وربح الوقت، بغرض تخصيص الأشهر الأخيرة للعام الدراسي للمراجعة، مؤكدا بأن بعض الأساتذة الذين يتمتعون بالخبرة والسمعة واجهوا صعوبات في تنظيم عملهم خلال العطلة، بسبب تلقيهم طلبات عدة خلال هذا الشهر. ويعترض السيد بن زينة على هذه الظاهرة لكونها تتنافى تماما مع طبيعة العطلة الصيفية التي يجب أن تخصص للراحة لا غير، حتى يستعد التلميذ للعام الدراسي المقبل، في حين تقترح نائب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ السيدة باشا بدل الدروس الخصوصية، انتقاء ألعاب تثقيفية وبيداغوجية واجتماعية لفائدة الأطفال أو الطلبة بصورة عامة، تتضمن المنهاج الدراسي، لا سيما ما تعلق بالتاريخ والجغرافيا، تشجع على الاستكشاف والبحث دون إرغامهم على الدراسة خلال فترة الراحة.