يعيش سكان البناء الريفي بمنطقة الفنتارية الواقعة بمدخل بلدية الخروببقسنطينة، ظروفا جد صعبة، بالنظر إلى انعدام شبكات الماء و الغاز و الكهرباء، فيما يلجأون إلى تصريف المياه القذرة داخل حفر بدائية، و هي وضعية يقولون إنها أدت إلى انتشار الأمراض، و آخرها تمثل في التهاب الكبد الفيروسي الذي أصاب أحد السكان، و بالرغم من تحرك السلطات مؤخرا لتغيير هذه الظروف، إلا أنه يبدو أن معاناة مواطني المنطقة مستمرة إلى إشعار غير معلوم. النصر زارت المكان الذي يضم حوالي 200 سكن ريفي، قال بعض قاطنيها بأن إنجازها بدأ منذ حوالي 5 سنوات، و قد بدت المنطقة في حالة جد كارثية، انطلاقا من مدخلها الترابي على جانب الطريق الإزدواجي الرابط بين مدينتي قسنطينة و الخروب، فبالرغم من أن هذه الأخيرة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن هذا التجمع السكني الريفي، غير أن جميع الضروريات كانت غير متوفرة، فالطرقات ترابية و من الصعب حتى على السيارات عبورها، بحيث تملؤها الحفر و البرك المائية، و يتصاعد الغبار ليسد الأنفاس كلما هبت رياح خفيفة، أو مرت مركبة. و من الواضح أن النظافة شبه منعدمة، فالقمامة منتشرة في كل مكان تقريبا، أما السكان فيتخلصون من النفايات المنزلية في أحد أجزاء الحي بطريقة عشوائية، و ذلك بسبب غياب مكان محدد لرميها، حيث أكدوا أن شاحنة جمع القمامة لا تدخل إلى الحي، بل تمر بجانبه فقط، و هو ما أدى، حسبهم، إلى تراكم القمامة في وقت سابق، فتحولت إلى مصدر تلوث لولا تدخل البلدية التي قامت بإزالتها، غير أن الوضع قد يتكرر، على حد تأكيدهم، خاصة أن الحاويات الجديدة التي استفاد منها تجمعهم، وضعت في مكان بعيد و خطير على السكان بسبب وقوعه بجانب الطريق. و الملاحظ أن التوصيلات الكهربائية عشوائية، فالكوابل المأخوذة من الأعمدة، تزود معظم البيوت، فيما تقع بعض الأعمدة ذات التوتر العالي، داخل المساكن، و هو ما يشكل خطرا كبيرا على قاطنيها و قد يتسبب في كارثة، إذا وقع أي احتكاك بها، خاصة أن الأسلاك لا تمر سوى بمسافة قليلة جدا فوق المنازل، من جهة أخرى فإن الحي يفتقر إلى الغاز الطبيعي و تستعمل العائلات قارورات غاز البوتان، بالإضافة إلى انعدام شبكة المياه، و هو ما يخلف أزمة عطش دائمة حسب محدثينا من السكان، الذين قالوا بأنهم في رحلة بحث دائمة للتزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة أنهم يستغلون الآبار، التي يخشون تلوثها بالمياه القذرة. و يبدو أن أكبر خطر يهدد السكان، هو لجوؤهم إلى طرق بدائية لتصريف مياه الصرف الصحي من داخل البيوت، إلى حفر بجوار المنازل، حيث تمتلئ لتصبح مصدرا للقاذورات و الروائح الكريهة، خاصة أنها في الهواء الطلق، و يمكن للأطفال التعرض لها، و هو أمر يدفع إلى دق ناقوس الخطر، سيما مع اكتشاف إصابة أحد السكان بالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي «أ»، قبل أيام قليلة، حيث لاحظنا بأن أشغالا بدأت في الحي، من أجل مد شبكات الصرف الصحي، غير أن السكان أوضحوا بأن العملية يجب أن تتم بشكل سريع، خاصة أنهم سجلوا سابقا، تعرض الكثير من الأطفال للأمراض على غرار المرض المعروف عاميا ب «الصفاير». و قد أكد رئيس دائرة الخروب سبيع صادق، في اتصال بالنصر، تسجيل حالة التهاب كبد فيروسي على مستوى منطقة الفنتارية، موضحا بأنه تم التكفل صحيا بها و تماثلت للشفاء، فيما قامت مصالحه بحملة تنظيف واسعة للحي و انطلقت أشغال مد شبكات التطهير، بالإضافة إلى برمجة عملية تزويد المكان بقنوات المياه الصالحة للشرب، مؤكدا بأنه تم أخذ عينات من الآبار للتأكد من سلامة مياهها و كذا تنظيفها من الأوساخ، كما قال بأنه لا يمكن الجزم بأن سبب حالة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي هو المياه الملوثة، و ذلك إلى حين تحديده من طرف الجهات المختصة.