أندية الدرجة الثالثة الجزائرية محظوظة مقارنة بنظيرتها التونسية ! أعرب التقني التونسي محرز بن علي، عن ارتياحه الكبير للظروف، التي وجدها في اتحاد الشاوية، وأكد بأن الموافقة على خوض مغامرة في الدرجة الثالثة للبطولة الجزائرية، جاءت من باب اكتشاف أجواء العمل في هذا البلد الجار، سيما وأن التقنيين التونسيين أصبحوا في المواسم الأخيرة، يسجلون تواجدهم في مختلف الأندية الجزائرية، على اختلاف مستوى نشاطها. بن علي، وفي حوار خص به النصر أمس، أشاد كثيرا بالمهارات الفردية العالية، التي يمتلكها اللاعب الجزائري، لكنه أكد بالمقابل بأن العزوف عن اللعب الجماعي يبقى من أبرز نقاط الضعف، والتي يبقى لها تأثير مباشر على المستوى العام للمنافسة، كما أوضح بأن لمسته على اتحاد الشاوية كانت بالأساس في الجانب البسيكولوجي، وتحدث عن حظوظ الفريق في التنافس على تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، ومحطات أخرى نقف على تفاصيلها في هذه الدردشة في البداية هل لنا أن نعرف الكيفية التي التحقتم بها بالطاقم الفني لاتحاد الشاوية؟ الدافع الذي حفزني على قبول العرض، الذي تلقيته من إدارة اتحاد الشاوية، يتمثل في المشروع الرياضي، الذي يعتزم مسيرو النادي تجسيده على المديين القصير والمتوسط، لأنني وبمجرد حديثي مع الرئيس عبد المجيد ياحي، وقفت على رغبة كبيرة لديه في وضع أولى اللبنات لهذا المشروع الطموح، مما جعلني أوافق على تحمّل المسؤولية، خاصة وأنني كنت جد متحمس لخوض مثل هذه التجربة، واكتشاف أجواء البطولة الجزائرية، في ظل تقارب الذهنيات بين اللاعبين الجزائريين ونظرائهم التونسيين. لكنكم خلفتم طاقم تدريب تونسي، والفريق ينشط في الدرجة الثالثة؟ أعلم أن اتحاد الشاوية، كان يشرف عليه طاقم فني تونسي، بقيادة حميّد رمضانة، إلا أن هذا الجانب لم تكن له مكانة، في المفاوضات التي دارت بيننا، لأن لكل مرحلة معطياتها، وميول إدارة النادي إلى الهندسة التونسية له مبرراته، من دون أن أبحث في البداية عن الظروف التي كانت وراء الطلاق، الذي حصل مع الطاقم الفني السابق، لأن الصورة التي قدمها لي الرئيس ياحي كانت واضحة، والإشكال الذي كان مطروحا في تلك الفترة مقترن بالنتائج، وعليه فقد كان الاتفاق بيننا بسرعة، ورغبتي في خوض تجربة في الجزائر دفعتني إلى قبول العرض، دون الأخذ في الحسبان المستوى الذي ينشط فيه الفريق، لأن اتحاد الشاوية سبق له المشاركة في المنافسة القارية، وهذا يكفي لتشجيع أي مدرب على الموافقة على قيادته. وكيف وجدتم الأجواء داخل الفريق؟ لا أخفي عليكم سرا، إذا قلت بأنني تفاجأت للإمكانيات التي يتوفر عليها اتحاد الشاوية، خاصة من الناحية البيداغوجية، لأنها مقومات ناد محترف، في ظل توفر مرافق الإيواء والإطعام، فضلا عن تواجد الملعب تحت التصرف، وكذا معدات التدريب، مما يعني بأن كل ظروف العمل متوفرة، وهذا أمر لا نجده في أندية محترفة في الدوري التونسي، وعليه فقد كانت هذه الإمكانيات جد محفزة للشروع في العمل بكل أريحية، والحقيقة أن الإشكال الوحيد الذي اصطدمنا به، يكمن في الضغط الكبير الذي كانت التشكيلة تعيش تحت تأثيره، وذلك بسبب النتائج السلبية المسجلة في الجولات الأولى من الموسم. إلا أن النتائج تحسنت بمجرد شروعكم في العمل، أليس كذلك؟ حقيقة إن النتائج تحسنت بشكل ملحوظ، لكن ذلك لا ينقص من قيمة العمل الذي أنجزه الطاقم السابق بقيادة رمضانة، لأننا وجدنا فريقا بلغ درجة عالية من الجاهزية البدنية، غير أن النتائج السلبية المسجلة في الجولات الأربع الأولى، كانت قد ألقت بظلالها على الجانب النفسي للاعبين، إلى درجة أن الشك تسرب إلى المجموعة، بخصوص القدرة على الخروج من الأزمة، وتجاوز هذه المرحلة الحرجة، خاصة وأن غالبية التعداد من العناصر الشابة، وعليه فقد كانت أولى خطواتنا الميدانية بالتركيز على العمل البسيكولوجي، سعيا لإعطاء اللاعبين المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات مع الإيمان بقدراتهم، موازاة مع العمل التقني، لأننا كنا قد وقفنا في تشريحنا الأولي على عقم كبير في الهجوم، ولو أن الانتفاضة المحققة أمام وفاق القل بتسجيل 5 أهداف كانت بمثابة المنعرج، خاصة وأننا حررت المجموعة من كل الضغوطات، وتزامنت مع إحراز أول انتصار، وهذا ليس معناه أنني أحوز على العصا السحرية، التي مكنتني من وضع بصمتي على الفريق بسرعة البرق، بل أن تجاوب المجموعة مع إستراتيجية العمل التي انتهجتها، ساهمت بصورة مباشرة في شحن البطاريات. وماذا عن الهدف المتفق عليه مع الإدارة؟ في الوقت الراهن نحن لا نفكر في أي هدف، بقدر ما نراهن على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، لأننا نسعى للتواجد في المراتب الأولى، وذلك لن يتأتى إلا بمواصلة المشوار بنفس الديناميكية، مع العمل على تحسين أداء التشكيلة مع تقدم المنافسة، ولو أن مكانة اتحاد الشاوية تحتم علينا التفكير بجدية في الصعود كهدف، لكن الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه، ويجب توفير المعطيات الكفيلة بدفع الأنصار إلى استعادة الثقة في الفريق، رغم أن الرئيس ياحي، كان قد سطر التكوين كهدف، لأنه مشروعه يرمي إلى بناء فريق مستقبلي، بالاستثمار في الطاقات الشابة التي يزخر بها النادي. وما هو الفرق بين مستوى البطولة الجزائرية ونظيرتها التونسية؟ لقد سبق لي وأن خضت تجربة في الدرجة الثالثة للبطولة التونسية، والتباين واضح في المؤهلات الفنية الفردية للاعبين الجزائريين، مما يدل على وجود مادة خام، تبقى بحاجة فقط إلى من يحسن الاستثمار فيها، كما أن ظروف العمل في النوادي الجزائرية في هذا المستوى، أفضل بكثير من تلك التي نسجلها في تونس، الأمر الذي ينعكس على مستوى المنافسة، وما لاحظته في اللقاءات الثلاث التي قدت فيها اتحاد الشاوية إلى حد الآن، يوحي بأن المستوى أفضل بكثير، في وجود تنافس كبير ومهارات عالية، إضافة إلى المتابعة الجماهيرية، بتواجد جمهور قياسي في المدرجات، ولو أن النقطة السلبية، التي وقفت عليها تكمن في غياب اللعب الجماعي في الأندية الجزائرية، والميول بالأساس إلى اللعب الفردي، لأن هذا العامل أصبح مهما في الوقت الراهن، ويبقى من ركائز كرة القدم الحديثة، على العكس مما نسجله في تونس.