أدعم الفاف في توجهها للتكوين و قوة بلماضي في فن التواصل بارك المدرب عمارة مرواني رؤية الفاف بخصوص ضرورة العودة للتكوين، لأجل تحسين وتطوير مستوى الكرة الجزائرية، وقال المدرب «الرحالة» الذي وضعه قطار مغامرته في فريق الدحيل، بعدما مر بعدة محطات بعضها جزائرية وأخرى عربية، أنه متيقن من قدرة بلماضي على استعادة بريق الخضر، مختتما حديثه للنصر، بالتأكيد أن بلماضي يقود منتخبنا حاليا لكنه، بالمقابل يعمل على تجهيز المدرب المستقبلي للخضر، من خلال دعم بوقرة لتحصيل أكبر الخبرات وأوسع التجارب. حاوره: مروان. ب lتعد من الكفاءات الجزائرية التي فضلت العمل في الخارج، هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الرياضي؟ أملك سيرة ذاتية جد ثرية في عالم التدريب، من خلال خوضي عديد التجارب الناجحة، سواء داخل أرض الوطن أو ببعض البلدان العربية، وكانت بدايتي من السعودية عام 2012، أين عملت رفقة المدرب السويسري آلان غيغر في نادي الاتفاق السعودي، حيث وصلنا إلى نصف نهائي كأس آسيا، قبل المغادرة صوب نادي التعاون للعمل مع المدرب الجزائري توفيق روابح، إذ حققنا نتائج باهرة بإنهاء الموسم في المرتبة الخامسة، كأفضل إنجاز في تاريخ هذا الفريق، لأتحول فيما بعد إلى نادي نجران، الذي بقيت معه لمدة شهرين فقط، لأقرر الرحيل بسبب الأزمة السعودية اليمنية، حيث تحولت إلى البطولة السودانية عام 2014، من خلال العمل مع نادي الهلال رفقة المدرب البلجيكي باتريك أوسيمس، أين شاركنا في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، كما فزنا بالكأس الممتازة السودانية، غير أن الأمور بعدها، لم تسر معنا كما نرغب، لنرمي المنشفة بعد ست جولات من البطولة، لأفاجأ باتصال مدرب وفاق سطيف خير الدين مضوي، الذي طلب خدماتي شهر سبتمبر من سنة 2015 لأكون ضمن طاقمه الفني، حيث توجنا بأول كأس ممتازة في تاريخ النسر السطايفي، ولكن مضوي قرر الرحيل بعدها، وكنت مضطرا لإكمال عقدي، لأجد نفسي أعمل إلى جانب السويسري آلان غيغر مرة أخرى، أين أهلنا الفريق إلى دور المجموعات من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية، لألتحق بمضوي بنادي الوحدة السعودي، الذي عملنا فيه لقرابة سبعة أشهر، لأعود من جديد إلى السودان، من بوابة نفس الفريق الهلال، الذي كانت لي معه تجربة أخرى لمدة ثلاثة أشهر فقط. مدرب الخضر وراء انضمامي لطاقم تدريب الدحيل lكيف تحولت إلى الدوري القطري الذي تعمل فيه مع رديف نادي الدحيل ؟ بعد تجربتي الكبيرة في عديد الفرق العربية والخليجية، تلقيت اتصالا من الناخب الوطني الحالي جمال بلماضي، الذي كان يدرب نادي الدحيل القطري، حيث طلب مني أن أكون إلى جانب مجيد بوقرة، الذي تم تعيينه كمدرب لفئة أقل من 23 سنة، خاصة وأن بلماضي يثق فيه كثيرا، ويعتبره مشروع مدرب ناجح، بحكم تجاربه المميزة كلاعب، إلى جانب تأقلمه مع ظروف العيش في دولة قطر، وأمور أخرى، على غرار إتقانه لثلاث لغات، مما سهل عليه عملية التواصل مع الجميع، على العموم، لقد حرص بلماضي على أن أكون إلى جانب بوقرة، بالنظر إلى مشواري التدريبي المميز، وكذا لامتلاكي شهادة الاتحاد الأوروبي للمدرب المحترف (يويفا برو). lكيف تقيم العمل الذي تقوم به رفقة بوقرة ومدرب الحراس محرز؟ الحمد لله، الأمور سارت معنا بشكل جيد من البداية، أين أنهينا الموسم الماضي أبطالا، مع تحقيق نتائج باهرة لاقت استحسان الجميع، على أن نسعى لتكرار نفس الإنجاز هذا الموسم، الذي بدأناه بشكل موفق، بدليل احتلالنا صدارة الترتيب العام إلى حد الآن، نحن نقوم بعمل جبار، سواء مجيد بوقرة الذي استفاد كثيرا من تجربته الطويلة كلاعب في المستوى العالي، أو مدرب الحراس أحمد محرز، الذي قدم لنا الكثير، دون نسيان العبد الضعيف، الذي يبقى هدفه الأسمى، رفقة زميليه بوقرة ومحرز تقديم صورة جيدة عن بلدنا الجزائر، الذي عليه أن يفتخر بأبنائه في الخارج. lبحكم معرفتك الجيدة لبلماضي، ما رأيك في تعيينه مدربا للخضر؟ أعتقد بأن المنتخب الوطني، بحاجة لمدرب بمواصفات جمال بلماضي، الذي يمتلك الخبرة في مجال التدريب، على عكس ما تود بعض الأطراف الترويج له، حيث أشرف على فريقي لخويا والدحيل القطريين، كما كانت له فرصة تدريب «العنابي»، الذي قاده للفوز بكأس الخليج، دون نسيان مشاركته في نهائيات كأس أمم آسيا، وبالتالي لديه الخبرة كناخب وطني، وأنا متفائل كثيرا بنجاجه، بالنظر إلى ما يتمتع به من مؤهلات واحترافية، فهو حريص على أدق التفاصيل، وهو ما مكنه من البصم على إنجازات كبيرة إلى حد الآن، في انتظار تألقه مع الخضر. نجاح بلماضي يعود لحرصه على متابعة أدق التفاصيل l إذن أنت جد متفائل بنجاح الناخب الوطني الجديد؟ بطبيعة الحال، بالنظر إلى معرفتي الجيدة به، فهو مدرب طموح أكثر مما تصورون، ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى مبتغاه، وكلها أمور تجعلني متفائل بنجاحه، لقد قدم أوراق اعتماده بقوة في قطر، ويكفي أن نعود إلى نتائجه الموسم الماضي مع الدحيل، حيث لم يتذوق طعم الخسارة في 35 لقاء كاملا، أين فاز ب32 مباراة، فيما تعادل في ثلاث مواجهات، إلى جانب الانتصارات الثمانية التي حققها في مسابقة رابطة أبطال آسيا، كأكبر رقم في تاريخ نادي عربي بهذه البطولة، أنا متأكد بأنه مع مرور الوقت سيزداد المؤيدون لخيار بلماضي، وأتمنى فقط أن يحسم رفقة أشباله التأهل إلى «الكان» المقبلة، من أجل الشروع في التحضير لها بشكل مبكر، على أمل النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة، وإسعاد الجماهير الجزائرية. lهل تؤمن بمقدرة بلماضي على قيادتنا للتتويج ب»كان» 2019 والتأهل إلى مونديال قطر ؟ لن أقول لكم بأن بلماضي لو يحسم رفقة أشباله التأهل إلى «الكان» المقبلة، سيظفر بالتاج الإفريقي، على اعتبار أن لا شيء مضمون في كرة القدم، ولكني متأكد من أمر وحيد، وهو أن منتخبنا مع بلماضي سيصل إلى أبعد محطة ممكنة، وسيقدم كرة قدم جميلة تليق بالكرة الجزائرية، التي يجب أن تعود سريعا إلى سابق عهدها، أنا متفائل بالجيل الحالي للمنتخب الوطني، في ظل امتلاكنا لمواهب مميزة ومدرب طموح، علينا فقط أن نمنحهم الثقة، وبحول الله سنصل إلى الأهداف المرجوة، سواء بالوصول إلى أبعد محطة في «كان» الكاميرون 2019 أو التأهل إلى مونديال قطر 2022. lماذا ينقص جيل محرز لاستعادة البريق المفقود ؟ قلتها وأعيدها، نمتلك جيلا مميزا من اللاعبين، وإن لم نستثمر في قدراتهم ستكون الكرة الجزائرية أكبر الخاسرين، أنا على يقين بأن سوء النتائج يعود إلى افتقاد الثقة، ولكن مع تواجد مدرب مثل بلماضي ستعود الأمور إلى نصابها، كونه يجيد التواصل مع المجموعة التي تعمل معه، وهو ما أكده خلال تجاربه الماضية، علينا أن ندعم رفاق محرز ونشعرهم بأننا خلفهم، وبحول الله سينجحون في إسعادنا، كما أسعدونا في الاستحقاقات الماضية. lهل بونجاح أحسن مهاجم جزائري في الوقت الحالي؟ لا يختلف اثنان في قيمة لاعب السد القطريبغداد بونجاح، الذي اعتبره المهاجم الأبرز بالتشكيلة الوطنية في الوقت الحالي، بالنظر إلى الجاهزية البدنية والفنية التي أظهرها خلال المواجهات الأخيرة، على عكس الثنائي إسلام سليماني وهلال السوداني، اللذين يبحثان عن التأقلم مع فرقهما الجديدة، بعد أن غيرا الأجواء في الصائفة الماضية، علينا أن ندرك بأن بونجاح استفاد من تجربته مع السد، بتحوله إلى ركيزة في وجود عديد الأسماء العالمية، دون أن ننسى الثقة التي يحظى بها من طرف بلماضي، الذي يعرف إمكاناته جيدا، بحكم مواجهته له في عدة مناسبات. أرى في بوقرة مدرب الخضر المستقبلي l كيف تقيم عمل بوقرة كمدرب، وهل هو قادر على قيادة الخضر مستقبلا ؟ بحكم عملي مع بوقرة في نادي الدحيل، أرى بأنه يتطور بشكل ملحوظ، ويؤكد من يوم لآخر بأنه مشروع مدرب كبير، وأنا بدوري أحاول قدر المستطاع أن أفيده بتجربتي القصيرة، إنه مدرب طموح، ويمتلك رغبة كبيرة في النجاح، بدليل أنه لا يكف عن البحث والتعلم، بدليل أنه قام الموسم الماضي بزيارة لمدة أسبوع لنادي نابولي الإيطالي، في محاولة للاحتكاك بالمدرب العالمي ماورو ساري، أعتقد بأن «مجيد» بحاجة إلى اكتساب الخبرة أكثر، بالإشراف على فرق الأكابر، وبحول الله سيكون مؤهلا لقيادة المنتخب الوطني، خاصة أنه قد سبق له أن كان قائدا للخضر، ولعب بطولتي كأس العالم، ولكن عليه عدم «حرق» المراحل، لأن ذلك قد يعيده إلى نقطة الصفر. lما رأيك فيما يحدث على مستوى الكرة الجزائرية ؟ حزين لأوضاع الكرة الجزائرية، ويكفي النظر لما حدث في لقاء أهلي البرج ومولودية الجزائر من أجل التأكد من الواقع المؤسف، الذي يسيء لصورتنا في الخارج، رغم أن هناك اعترافات بالمواهب التي نمتلكها، والتي لا يقدمها لنا التكوين بل تأتي من مزاولة شبابنا للساحرة عبر الأحياء والشوارع، أنا سعيد لقرار المكتب الفيدرالي القاضي بإنشاء مراكز تكوين عبر عديد المناطق، وهو ما من شأنه أن يصب في صالح الكرة الجزائرية، العاجزة عن تقديم أسماء جيدة للمنتخب. lبصراحة، ما هي الفروقات الموجودة بين الكرة الجزائرية ونظيرتها القطرية ؟ هناك فروقات كبيرة من حيث الإمكانات المتوفرة لدى الفرق، فرغم أن قطر تعد دولة صغيرة من حيث المساحة، إلا أنها نجحت في إنشاء عديد مراكز التكوين، وهو ما عاد بالفائدة على كرتها المحلية، التي شهدت تطورا كبيرا، على عكس ما يحدث لنا، حيث تسير الأمور بشكل سيء للغاية، وعلينا مراجعة عديد الأمور، إذا ما أردنا أن نواكب التطورات الحاصلة.