قضت أول أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينةبعقوبة عشرين سنة سجنا نافذا، في حق شاب متهم بقتل شخص خلال شجار بحي القماص، في حين برأت شابين آخرين كانا متابعين بنفس التهمة. وتعود وقائع القضية، بحسب ما دار في جلسة المحاكمة وجاء في تصريحات المتهمين خلال مراحل التحقيق، إلى ليلة 13 أكتوبر من سنة 2014، عندما تعرض حارس حظيرة السيارات الواقعة بحي بولبراغث بالقماص والمسمى (م.ز)، إلى طعنة قاتلة في القلب بأداة حادة، عندما خرج من مركبة كان يجلس فيها رفقة شقيقه من أجل تفقد محيط الحظيرة. واتُّهم ثلاثة شبان بجريمة القتل العمدي في حق الضحية، وهم كل من المسمى (ذ.ز) 28 سنة، و(ل.م) البالغ من العمر 33 سنة و(ق.ف) 25 سنة. وجاء في ملف القضية بأن المتهم (ل.م) تنقل في يوم الجريمة إلى حي كوحيل لخضر المعروف باسم جنان الزيتون من جبل الوحش، على متن سيارة شقيقه من نوع «أكسنت»، حيث حمل معه المتهمين الآخرين وتوجهوا معا إلى المنطقة الصناعية ببوالصوف من أجل اقتناء مشروبات كحولية، ثم قرروا الذهاب إلى حي القماص، أين توقفوا بالمكان المسمى «دوار العطش»، في حين جاء في تصريح لأحد المتهمين بأن سائق المركبة قام برفع صوت الموسيقى ما جعل سكان الحي يرشقونهم بالحجارة ويطاردونهم بالعصي والأسلحة البيضاء، بعد أن انطلقت المركبة في محاولة للفرار. وتوقفت المركبة بعد مسيرة مسافة بالقرب من السوق المغطاة بحي الدقسي، حيث ترجل منها المسمى (ذ.ز) مشهرا خنجرا بحسب المتهم (ق.ف)، في حين صرح (ذ.ز) بأن صديقه (ل.م) هو من أشهر خنجرا وكان ممسكا بشخص يجهل هويته يحمل في يده عصا، بحسب ما شاهده، فيما صرح (ل.م) بأن المتهم الأول قال إنه ضرب من اعتدى عليه. وقال الشهود إن (ق.ف) قد أسقِط أرضًا وتم الاعتداء عليه من طرف مجموعة من الأشخاص، بينما كان الضحية المتوفى ملقى على الأرض أيضا ومصابا بجروح متعددة، ليقوم شقيقه بجلب سيارة ونقله إلى المستشفى. وتحدث الأطراف خلال جلسة المحاكمة، عن تردد السيارة التي كان على متنها المتهمون، على الحي عدة مرات من قبل ما أثار استياء السكان، الذين ربطوا الأمر بمعاكسة فتاة ما، في حين قال دفاع الطرف المدني إن الضحية كان مجندا سابقا في القوات البحرية وقوي البنية، ما يؤكد بحسبه، بأن الاعتداء عليه قد كان من طرف أكثر من متهم واحد. وطالب النائب العام بمعاقبة المتهمين بالسجن المؤبد عن الجريمة المنسوبة إليهم، فيما سلطت المحكمة، في الجلسة التي استمرت إلى ساعة متأخرة من مساء الخميس، عقوبة السجن النافذ لمدة عشرين سنة على المتهم (ذ.ز) عن جناية القتل العمدي، فيما برأت المتّهمَيْن الآخرين.