عائلتان في الشارع بعد احتراق منزلهما بقسنطينة تعيش عائلتان كانتا تقطنان بمنزل مشترك بحي الكلم الرابع بقسنطينة، في الشارع في قبضة البرد القارس و الظروف القاهرة، بمعية أبنائهما الصغار، بعد أسبوع من التهام ألسنة النيران بيتهما و كل ما كان يضمه من أثاث و ملابس و أفرشة و أغطية، و يتوجه أفراد العائلتين و عددهم تسعة أفراد عبر النصر، بنداء للسلطات المحلية للتدخل العاجل لمساعدتهم. النصر انتقلت إلى بيت العائلتين المنكوبتين اللتين التهمت ألسنة النيران بيتهما و أتت على ما يحتويانه من أثاث و تجهيزات منذ نحو ثمانية أيام، فوقفنا على حجم الأضرار الكبيرة التي خلفتها ، و غطى سواد الدخان جدران الشقة و أسقفها التي انهار بعضها و تشقق بعضها الآخر. لقد احترق كل أثاث غرفة النوم التي اندلعت منها ألسنة النيران بسبب شرارة كهربائية، كما قال لنا رب إحدى العائلتين، بدءا بالرفوف البلاستيكية المخصصة لملابس الأطفال التي أتلف ما بداخلها بالكامل ، فتحولت إلى كتلة من البلاستيك ، و كل ما تضمه الغرفة، من سرير و أفرشة و تلفاز و مكيف هوائي، كما تضررت أسقف المنزل المغطى بصفائح قصديرية، بالإضافة إلى إتلاف أجهزة كهرو منزلية أخرى . سليم عزبي أحد قاطني الشقة قال للنصر، بأنه متزوج و أب لطفلين و ينتظر مولودا هذا الشهر، و يقطن معه بنفس البيت أخاه الأكبر و هو أيضا متزوج و أب لثلاثة أبناء . و بخصوص الحريق ، قال بأنه نشب بعد دقائق من مغادرته البيت، حيث ترك في غرفة نومه ابنه الصغير مستلقيا في فراشه و زوجته تحضر له الحليب، لتتفاجأ، كما قالت لنا، بعد عودتها لإرضاع ابنها، باشتعال النيران في «المقبس» و امتداد ألسنة النيران بسرعة، لتغطي جدران الغرفة، مع انبعاث دخان أسود داكن، فحملت ابنها و خرجت من الغرفة لتخبر أفراد العائلة و كذا والدي زوجها اللذين كانا بنفس البيت ، لمغادرته بسرعة، مشيرة إلى أن الجيران حاولوا إخماد الحريق، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، ما استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية . خلاف بين ورثة منزل الجدة استنادا لتقرير تدخل مصالح الحماية المدنية و الذي اطلعت النصر على نسخة منه ، فإن أعوان الحماية تدخلوا بتاريخ 10 ديسمبر الماضي في حدود التاسعة و 58دقيقة ، لإخماد حريق بغرفة في الطابق العلوي لبناية تتكون من طابق أرضي و طابقين علويين و تحمل رقم 45، تعود ملكيتها للمرحومة سبتي برنية ، و تم تسجيل خسائر مادية تتمثل في احتراق غرفة نوم و مكيف هوائي و تلفاز و جهاز استقبال رقمي، بالإضافة إلى أفرشة و أغطية و أدوات كهرومنزلية ، و أوضح التقرير بأن المنزل يسكنه السيد سليم عزبي و رفقته السيد حمودي عزبي . زوجة سليم عزبي، و هي حامل في الشهر التاسع، قالت لنا بأنها نقلت في يوم الحادثة إلى المستشفى، لأنها كانت تعاني من صعوبة في التنفس، و تعيش حاليا حياة التشرد رفقة أفراد أسرتها ، مضيفة بأنها لا تزال تحت الصدمة، جراء ما حدث و متخوفة من وضع حملها في هذه الظروف المزرية، ناهيك عن برودة الطقس، قائلة بأن جارة استأجرت الطابق السفلي للبناية التي تعود ملكيتها لجدة زوجها المتوفية، سمحت لهم بالمبيت في إحدى الغرف بمنزلها ، إلى غاية انفراج الوضع ، فيما قام الجيران بجمع الأفرشة و الأغطية و الملابس لأبنائها . زوجتي حامل و ستضع مولودها هذه الأيام و قال زوجها بأن حالته النفسية سيئة جدا ، بعد أن وجد أسرته بين عشية و ضحاها في الشارع، خاصة و أن إمكانياته المادية لا تسمح له إطلاقا بتهيئة البيت، مشيرا إلى أنه كان يتحمل الظروف القاسية التي كان يعيش فيها مع أسرته، خاصة في فصل الشتاء و تسرب مياه الأمطار من التشققات الموجودة بالصفائح القصديرية التي تغطي السقف، و كان يعاني أيضا من الخلاف الكبير بين الورثة الذين يهددونه من حين لآخر ببيع البناية، لأنها ملك لجدته، إلا أنه تحمل الوضع، غير أنه وجد نفسه حاليا في أزمة حقيقية لم يتمكن من إيجاد مخرج لها، خاصة و أنه لا يملك عملا قارا ، فهو يشتغل كسائق سيارة « فرود»، مضيفا بأن أخاه حمودي الذي يقطن معه في نفس البيت مع أسرته، يقاسمه نفس المعاناة، على حد قوله، مشيرا إلى أن رئيس بلدية القماص قام بزيارته و وعده بتقديم يد المساعدة . و يدعو المتحدث السلطات المحلية ، على رأسهم والي الولاية، التدخل العاجل لإيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط فيها مع عائلته منذ أكثر من ثمانية أيام.