جامع الطرشة.. حي حَجَبَه الطريق السيّار فانعزل عن مدينة قسنطينة يعاني سكان الحي المسمى جامع الطرشة ببلدية قسنطينة، من انعدام العديد من الخدمات على غرار النقل والإنارة والمياه الصالحة للشرب، فيما تنتشر الأوساخ ومياه الصرف الصحي بالقرب من السكنات التي وجد قاطنوها أنفسهم شبه معزولين، مع شق شطر الطريق السيار المار على هذه المنطقة، التي يؤكد رئيس البلدية أنها مدرجة ضمن البرامج التي سطرتها السلطات من أجل إعادة تهيئتها في المستقبل القريب. ويقع حي جامع الطرشة بمحاذاة الطريق السيّار شرق- غرب والطريق الاجتنابي، و ذلك مباشرة بعد المحور الدوراني لمنطقة المريج، لهذا فإن المار بالمكان لا يمكنه ملاحظة السكنات إلا بعد عبور مسلك يعد المنفذ الوحيد لعائلات المنطقة و لا يتوفر حتى على لافتة توجيهية تدل إلى الحي، و هو ما جعل جامع الطرشة بعيدا عن الأنظار و غير معروف حتى لدى سكان المناطق القريبة منه. و تقطن بالحي التابع للقطاع الحضري القماص، حوالي 480 عائلة تعيش داخل منازل لاحظت النصر أن بعضها مشكلة من ثلاثة طوابق، فيما أنجزت على قطع أرضية يؤكد السكان أنهم يملكونها و بأن عمليات البناء فوقها بدأت منذ سنوات السبعينيات، لكنهم يشتكون من عدة نقائص، و أولها الطرقات المهترئة و انعدام المحلات التجارية، باستثناء محل صغير يزاول نشاطه في مجال بيع المواد الغذائية. 3 ساعات من الانتظار للظفر بوسيلة نقل ويضطر قاطنو جامع الطرشة إلى التنقل لمسافة 4 كيلومترات من أجل شراء بعض الأغراض من حيي الرياض أو الكيلومتر الرابع المجاورين، مضيفين في حديثهم للنصر، أنهم يقطعون أحيانا مسافة طويلة من أجل اقتناء كيس حليب أو خبزة، وفي بعض المرات يستعينون بسائق سيارة «فرود» يسددون له مبلغ 100 دج و ذلك من أجل شراء أغراض أقل قيمة من تكلفة مقعد في هذه المركبة. و ذكر السكان أن حيهم معزول ولا يتوفر على محطة للنقل أو حتى موقف سواء لسيارات الأجرة أو الحافلات، ما يجعلهم ينتظرون ل 3 ساعات من أجل الظفر بوسيلة تقلهم، كما أوضحوا أن تجمعهم يضم مؤسسة تربوية وحيدة وهي عبارة عن ابتدائية تم بناؤها على قطعة أرض تبرع بها أحد السكان، فيما تكفل البقية بجمع أموال من أجل تشييدها، حسب قولهم، أما تلاميذ الطور المتوسط والثانوي فيقطعون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة بحي الرياض، وذلك سيرا على الأقدام و وسط الأوحال لعدم وجود طريق معبدة. سكنات تغرق في مياه الصرف وأضاف محدثونا أن منازلهم تغرق بين الفضلات والأوساخ ومياه الصرف الصحي، وذلك بسبب قربهم من واد يجر معه كل أنواع القاذورات، إضافة إلى اختلاط مياهه بالدماء القادمة من أحد المذابح الواقعة في مدخل الحي، وهو ما يقولون إنه قد يسبب أمراضا للقاطنين بجوار الوادي، كما تفتقر المنطقة لشبكتي الهاتف والأنترنت رغم مرور كابل كبير بالقرب منها، وهو ما يجعلها معزولة عن العالم الخارجي. و يؤكد قاطنو جامع الطرشة أنهم لم يستفيدوا من كل أنواع السكنات بما في ذلك الريفية و الاجتماعية و الذاتية، مضيفين أنه يتم تهديم كل بناء فردي يشيدونه، رغم أن الأرض، حسبهم، عبارة عن ملكية خاصة، فيما طالب بعض الشباب الذين حاورتهم النصر، بإنجاز ملاعب جوارية لممارسة رياضة كرة القدم على غرار كل مناطق ولاية قسنطينة، مضيفين أنهم تلقوا وعودا بإنشاء هذه المرافق من طرف أحد المنتخبين المحليين منذ سنوات، ولكن لم يتم تجسيدها. إضافة إلى ذلك، تفتقر المنطقة لمرافق خدماتية عمومية وكل ما يتوفر بها مدرسة ابتدائية ومسجد سمي عليه الحي و هو جامع الطرشة، كما يعاني قاطنو هذا التجمع السكني من اهتراء الطرقات و نقص الإنارة العمومية، ما زاد من متاعبهم. حاتم/ب رئيس بلدية قسنطينة برمجنا عمليات تهيئة وسنوفر الإنارة النصر اتصلت برئيس بلدية قسنطينة السيد عراب نجيب، والذي ذكر بأنه ملم جيدا بكل النقائص التي يعانيها سكان جامع الطرشة، مؤكدا أن السلطات وضعته ضمن برنامجها من أجل إعادة تهيئته، كما أوضح أن الحي عبارة عن سكنات فوضوية بنيت على أراض بملكية خاصة، لكن أصحابها لم يتموا عملية البناء على أسس صحيحة، لكنه اعترف بأن هذا التجمع يشهد جملة من المشاكل على غرار الأوساخ والطرقات والإنارة. و تعهد عراب بأن السلطات ستقوم بدراسة عمرانية للحي، قبل التحول إلى صيانة قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، على أن تتبع بالعملية الأخيرة وهي إعادة التهيئة، كما سيتم توفير الإنارة حسب «المير»، الذي وعد بتسوية كل مشاكل هذه المنطقة «في المستقبل القريب».