أبرزت سنة 2018 الأهمية التي يمثلها الميناء الجاف ببلدية تكستار (برج بوعريريج) الذي يحتل "المرتبة الثالثة وطنيا" في عمليات التصدير خارج قطاع المحروقات ليصبح بذلك مكسبا هاما بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين بالمنطقة حيث بلغ حجم قيمة الصادرات عبره أزيد من 25 مليون دولار خلال السنة الجارية. حسب مدير غرفة التجارة و الصناعة "البيبان"، عبد القادر حايد، فإن الميناء الجاف لتكستار التابع للمؤسسة المينائية لبجاية قد استطاع في ظرف "وجيز" أن يستحوذ على نحو 30 بالمائة من حجم تعاملات السوق الوطنية حيث حققت عمليات التصدير عبره ارتفاعا بقيمة قاربت 10 ملايين دولار مقارنة بالسنة الماضية و ذلك بفضل الاستفادة من مزايا التسهيلات الجمركية. كما سجلت هذه المنشأة الاقتصادية الهامة ارتفاعا في عدد الحاويات بنحو "ثمانية أضعاف" حيث قفز عددها من 500 حاوية في السنة الأولى لدخول الميناء الجاف حيز الاستغلال في 2016 إلى أزيد من 4 آلاف حاوية خلال السنة الجارية (2018). وأضاف المتحدث بلغة الأرقام أن هذا الميناء قد حقق "قفزة نوعية" حيث سجل قرابة 25 مليون دولار من المواد الموجهة للتصدير إلى غاية الثلاثي الثالث للسنة الجارية فيما سجل 318 عملية تصدير شملت مختلف السلع و المنتجات المصنعة عبر هذه الولاية و هو"رقم مرشح للارتفاع مع نهاية السنة الجارية". من جهته أفاد مدير المناطق اللوجستيكية بمؤسسة ميناء بجاية، فارس بن يحيى، التي يعد الميناء الجاف لتكستار امتداد لها أن الجهود "لا تزال متواصلة للرفع من قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات و تفعيل دور الميناء الجاف لتكستار بما يستجيب لمتطلبات المتعاملين الاقتصاديين و التطور الصناعي بالمنطقة الذي قابله ارتفاع في حجم الصادرات بثمانية أضعاف خلال السنة الجارية، بعد عامين من افتتاحه". و أكد ذات المسؤول على تكثيف الجهود لبلوغ الأهداف المرجوة من هذه المؤسسة المينائية غير المرفئية التي تقدر طاقتها الإجمالية بتصدير أزيد من 29 ألف حاوية سنويا و العمل على تنويع الخدمات و إتمام عملية التوسعة على مساحة 30 هكتارا. و كشف بدوره رئيس غرفة التجارة و الصناعة "البيبان" لبرج بوعريريج راجح بلوهري أن طموح المتعاملين الاقتصاديين أصبح حاليا "يتجاوز دور الميناء الجاف بتيكستار على عمليات التصدير و الاستيراد، بل يتطلع إلى تفعيل دور هذا الفضاء و تطويره إلى مصاف المناطق اللوجيستيكية الكبرى نظرا لموقعه الاستراتيجي" وذلك من خلال إدماج –كما قال- عمليات التخزين و التعليب و إتمام مشروع التوسعة و تحويل هذه المنطقة اللوجيستيكية إلى قطب وطني و إعطائه بعدا جهويا، لتصدير المنتجات الفلاحية و مختلف المنتجات انطلاقا من الولايات المجاورة و كذا من ولايات جنوب البلاد. و اقترح ذات المتحدث إقامة مهبط للطائرات المخصصة لنقل البضائع و اعتماد منطقة لاستقبال الطرود الجوية ما سيسمح للمتعاملين الاقتصاديين و المصدرين بتحقيق مطلب السرعة في نقل السلع و تصديرها خصوصا ما تعلق بالمنتجات الفلاحية سريعة التلف لتشجيع المستثمرين و المتعاملين الاقتصاديين. وتأتي المنتجات الإلكترونية على اختلاف أنواعها من هواتف ذكية و تحهيزات كهرو منزلية في "المرتبة الأولى" من حيث المنتجات الموجهة للتصدير بقرابة 20 مليون دولار تليها العجائن بمختلف أنواعها و منتجات فلاحية تمثلت في تصدير التمور بأكثر من 500 ألف دولار تليها المنتجات الأخرى على غرار المواد البلاستيكية و النسيج و مواد البناء و ذلك نحو 13 بلدا على غرار السينغال و بوركينافاسو و مالي و النيجر و البينين و كذا بلدان عربية هي موريتانيا وتونس والمغرب وليبيا و الإمارات العربية المتحدة و أخرى أوروبية منها فرنسا و إيطاليا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية و كندا مؤخرا. و تشير مختلف الإحصائيات إلى أن عمليات تصدير المواد الفلاحية تبقى "جد محتشمة" حيث اقتصرت على عملية واحدة، رغم إطلاق حملات تحسيسية في هذا الإطار حول فوائد التصدير و عائداته المادية الكبيرة، من خلال عرض و تبسيط إجراءات التصدير و تمكين المصدرين من الإطلاع عليها، خاصة و أن ولاية برج بوعريريج تتوفر على إمكانات زراعية و فلاحية أكيدة و بمقدورها توجيه كميات هامة من إنتاجها الفلاحي للسوق الخارجية. و يعتبر الميناء الجاف لتكستار المتربع على 55 هكتارا ويبعد ب20 كلم عن مدينة برج بوعريريج و ب30 كلم عن سطيف امتدادا طبيعيا للميناء البحري لولاية بجاية بهدف تخفيف الضغط عليه و تبلغ طاقة استيعابه نحو 740 ألف طن من السلع سنويا.