توفيت جوزيت أودان، أرملة موريس أودان، التي كرست 61 سنة من عمرها للبحث عن حقيقة اغتيال زوجها، أمس السبت بباريس عن عمر يناهز 87 سنة، حسبما أعلنته جريدة لومانيتي. وقد عاشت هذه السيدة الشجاعة والصبورة والمناضلة ضد الاستعمار، إلى أن انتقل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى منزلها شهر سبتمبر الماضي ليطلعها بالاعتراف الرسمي لاغتيال موريس أودان من طرف الجيش الفرنسي مشيرا إلى أهمية التعريف بهذه القضية بشجاعة وبوضوح، كما اعترف رسميا بأن فرنسا أسست لنظام يلجأ للتعذيب إبان حرب التحرير الوطنية من خلال اللجوء إلى تعذيب الجزائريين وكل الأشخاص الذين يدعمون استقلال الجزائر. واعتبرت أرملة أودان أن هذا التصريح من رئيس فرنسي يعتبر انتصارا سياسيا حتى وإن جاء بعد 61 سنة. واضطربت حياة جوزيت يوم 11 جوان 1957 عندما كان سنها 25 حينما تم إيقاف زوجها من طرف الجيش الاستعماري ليكون في تعداد المفقودين من بعد، وبالنسبة لنضالهما من أجل القضية الجزائرية، شرحت جوزيت أودان أن الزوج كان واعيا بالأخطار التي سيواجهانها مضيفة أن موريس وهي كانا ناقمين من المستعمر، كما قالت: "لم نكن نتحمل رؤية الأطفال وهم يلمعون الأحذية في الشوارع عوض الذهاب إلى المدرسة". ويذكر أن قضية اغتيال موريس أودان طرأت من جديد عندما أفشى النائب سيدريك فيلاني، القريب من الرئيس ماكرون ومن أسرة أودان سرا لايمانويل ماكرون الذي أخبره بأن الجيش الفرنسي هو من اغتال في جوان 1957 أستاذ الرياضيات والمناضل من أجل استقلال الجزائر. وفي فيفري 2018 أعادت شهادة لمجند فرنسي يعتقد أنه قام بدفن جثة موريس أودان بعث المطالبة بالحقيقة حول هذه الجريمة التي تعود ل 61 سنة مضت وقال هذا الجندي: "أعتقد أنني قمت بدفن جثة موريس أودان" حيث أكد هذا الشاهد وحشية الجيش الفرنسي إزاء الجزائريين خلال حرب التحرير والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته وأنه في خدمة عائلة أودان، كما صرح أن الأحداث جرت في مزرعة بمنطقة الفندوق، خميس الخشنة حاليا، حيث كانت توجد داخل الكوخ مغلق جثتان ملفوفتان بلحافين ومخبأتان تحت التبن.