صدامات قوية بنكهة النهائي المبكر في الدور الثاني ستجبر مباريات الدور الثاني، بعض المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب القاري على الخروج من المنافسة، وذلك بالنظر إلى الطبق الثري الذي تقترحه الرزنامة، بناء على إفرازات دور المجموعات، ولو أن القمة ستكون بين منتخبي نيجيريا والكاميرون، في نهائي قبل الآوان، يعد نسخة لمباراة نهائية كانت قد جرت في 3 دورات سابقة، لكن «الأسود الجموحة» الكاميرونية، تبقى بمثابة الشبح الأسود الذي يطارد «النسور الخضراء» النيجيرية، لأن الغلبة التاريخية ترجح كفة الكاميرون لمواصلة رحلة الدفاع عن لقبه، رغم أن المنتخبين لم يقدما الشيء الكثير في دور المجموعات، إلا أن نيجيريا مازالت بعيدة عن مستواها المعهود. وجاء هذا الصدام القوي في دور مبكر من هذه النسخة، على خلفية الهزيمة المفاجئة التي تلقاها المنتخب النيجيري على يد مدغشقر، فضلا عن اكتفاء التشكيلة الكاميرونية، بالاقتصاد في المجهود البدني في لقائها الثالث من دور المجموعات أمام البنين، واللعب بنية تفادي الهزيمة، لكن أفضلية فارق الأهداف خدمت مصلحة غانا، لخطف صدارة الفوج من الكاميرون، فيكون هذا النهائي مستنسخا من اللقاءات النهائية لدورات 1984 و 1988 و 2000. وفي سياق متصل، فإن الطبق المقترح يتضمن مباراة بين منتخب البلد المنظم مصر وجنوب إفريقيا، وهي المواجهة التي كانت قد وضعت المنتخبين وجها لوجه قبل 21 سنة في دورة بوركينافاسو، لما فاز «الفراعنة» باللقب، ولو أن المعطيات تختلف، والمنتخب المصري سيكون مدعما بالألاف من أنصاره، بصرف النظر عن تواضع مستوى «البافانا بافانا» في هذه الطبعة، بدليل أن «الأولاد» انتظروا إلى غاية انتهاء كل مباريات الدور الأول، للاطمئنان على تأهلهم بفضل فارق الأهداف. ما قيل عن مصر ينطبق أيضا على غانا، التي ترشحها كل المعطيات لكسب الرهان والمرور إلى ربع النهائي، لأن المنافس منتخب تونس ليس في أحسن أحواله، و»نسور قرطاج» تبقى عاجزة عن التحليق، بعدما اكتفت بتأهل بعد مخاض عسير، نتج من سلسلة من التعادلات، وعلى وقع سخط كبير على المدرب جيراس، دون الأخذ في الحسبان المعطيات التاريخية، انطلاقا من نهائي دورة 1965، والذي عاد فيه اللقب للغانيين، مرورا بالمواجهات الستة التي كانت قد جمعت المنتخبين، والتي يبقى فيها رصيد «التوانسة» خاليا من الانتصارات، مقابل تلقي 5 هزائم. على صعيد آخر، فإن المباراة التي ستجمع بين مالي وكوت ديفوار تعد بالكثير، وسترغم نتيجتها أحد المنتخبين على توديع المنافسة مبكرا، رغم أن الطرفين دخلا «الكان» في ثوب أبرز المرشحين للتتويج باللقب، مع حيازة «الفيلة» الإيفوارية على أفضلية تاريخية في المواجهات المباشرة، تتمثل في احراز 3 انتصارات، مقابل تعادل وحيد. هذا، وتبحث مدغشقر عن انجاز يساير الفتوحات التاريخية، التي باشرتها في التصفيات، وصنعت بها الحدث في هذه الدورة، والفرصة قد تكون مواتية أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي كان دخوله أجواء المنافسة محتشما، إلا أن «فهود كينشاسا» تداركت الوضع، وكشرت عن أنيابها برباعية في مرمى زيمبابوي، ومباراة ثمن النهائي هي الأولى من نوعها بين المنتخبين. ص / فرطاس البرنامج المفصل للدور الثاني: يوم الجمعة 05 جويلية 2019: في ملعب السلام بالقاهرة: (17 سا): المغرب – البنين في ملعب القاهرة الدولي: (20 سا): أوغنداالسنغال يوم السبت 06 جويلية 2019: في ملعب الإسكندرية: (17 سا): نيجيريا – الكاميرون في ملعب القاهرة الدولي: (20 سا): مصر جنوب إفريقيا يوم الأحد 07 جويلية 2019: في ملعب الإسكندرية: (17 سا): مدغشقر – الكونغو الديمقراطية في ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة: (20 سا): الجزائر غينيا يوم الإثنين 08 جويلية 2019: في ملعب السويس الجديد: (17 سا): مالي – كوت ديفوار في ملعب الإسماعيلية: (20 سا): غاناتونس الدور الأول من "الكان" تحت المجهر إفريقيا تحافظ على خارطتها الكروية والزبائن التقليديون بقوة لم يحمل الدور الأول من النسخة 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، مفاجآت كثيرة، باستثناء التأهل التاريخي لمنتخبي مدغشقر والبنين إلى ثمن النهائي، خاصة وأن الملغاشيين يشاركون لأول مرة في «الكان»، لكنهم سرقوا الأضواء، بفضل النتائج الباهرة التي حققوها، سيما بعد تصدرهم المجموعة الثانية بالفوز على نيجيريا، ولو أن هذه الفتوحات جاءت امتدادا للمشوار التاريخي، الذي بصمت علية كتيبة «الباريا» في التصفيات، على اعتبار أنها كانت أول منتخب ضمن تأهله إلى النهائيات. وبصرف النظر عن الصعوبة الكبيرة، التي وجدتها بعض المنتخبات في اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور الثاني، فإن إفرازات دور المجموعات لم تغيّر كثيرا من الخارطة الكروية الإفريقية، لأن المنتخبات التي ستواصل التنافس على التاج القاري في هذه الدورة، كانت غالبيتها قد سجلت حضورها في دورة 2017 بالغابون، مما يعني بأن المشهد الإفريقي حافظ على نسبة كبيرة جدا من معالمه الأساسية، على اعتبار أن 11 منتخبا ممن كانوا قد نشطوا الطبعة 31، تأهلوا إلى ثمن نهائي دورة مصر 2019، ويتعلق الأمر بكل من مصر، الجزائر، المغرب، مالي، غانا، الكاميرون، كوت ديفوار، السنغال، الكونغو الديمقراطية، تونسوأوغندا، وهي القائمة التي تضم زبائن تقليديين، اعتادوا على اعتلاء منصة التتويج، الأمر الذي يؤكد بأن التعديل الذي كان الاتحاد الإفريقي، قد اعتمده في صيغة المنافسة، والقاضي برفع عدد منشطي العرس الكروي القاري من 16 إلى 24 منتخبا، مع إضافة دور آخر في النهائيات، لم يحمل تغييرات كثيرة على مخلفات «الكان»، باستثناء إتاحة الفرصة لبعض المنتخبات المصنفة، في خانة «الصغار» لتسجيل تواجدها مع «الكبار». إلى ذلك، فإن هذه النسخة مكنت منتخبات جنوب إفريقيا، نيجيرياوغينيا من تسجيل عودتها إلى الواجهة القارية، بعد غياب عن دورة الغابون 2017، ولو أن «النسور» النيجيرية لم تظهر بمستواها المعهود، سيما بعد الهزيمة التي تلقتها أمام مدغشقر، في حين اضطرت غينياوجنوب إفريقيا إلى الدخول في حسابات معقدة، تخص المنتخبات صاحبة المركز الثالث في كل الأفواج، ليخرج هذا الثنائي ظافرا بتذكرتي المرور إلى الدور الثاني بفضل فارق الأهداف، ولو بهدية «رياضية» من منتخبات أخرى. هذا، وقد صنع منتخب مدغشقر الحدث بتأهله عن جدارة واستحقاق إلى ثمن النهائي، بعدما ضرب بكل المعطيات التاريخية عرض الحائط، وأنهى دور المجموعات دون هزيمة، ليكون بمثابة «الحصان الأسود» في هذه الدورة، بينما أحسن منتخب البنين الاستثمار في التغيير الذي اعتمدته الكاف، على نظام المنافسة ليبصم على أول تأهل له إلى ثمن النهائي في رابع مشاركة له، رغم أن «سناجب كوتونو» لم تتذوق طعم الإنتصار إلى حد الآن في تاريخ مشاركاتها في «الكان»، لكن الصيغة الجديدة فتحت لها الأبواب لتجاوز عقبة دور المجموعات، في الوقت الذي ودع فيه منتخبا زيمبابويوغينيا بيساو، الثنائي الذي كان حاضرا في نسخة الغابون 2017، وودع هذه الطبعة من أول دور. إنجاز تاريخي للعرب وثلاثي بالعلامة الكاملة أجمع المتتبعون على أن رفع عدد منشطي «الكان» إلى 24 منتخبا أثر بشكل مباشر على المستوى الفني، إلا أن المنافسة الميدانية كشفت عن تقارب مستوى كل المنتخبات، بدليل الصعوبة الكبيرة التي وجدتها المنتخبات التي تصنف في خانة «كبار القارة»، والتي تدخل الدورة ضمن قائمة أكبر المرشحين للتتويج باللقب، في صورة نيجيريا التي انهزمت أمام مدغشقر، وفازت بضربة حظ على البورندي، وكذلك الحال بالنسبة لحامل اللقب منتخب الكاميرون، الذي تأهل بفضل انتصاره على غينيا بيساو، إضافة إلى غانا، التي تظل بعيدة عن مستواها المعهود، وكذا كوت ديفوار، التي يبقى مستوى منتخبها متذبذبا. على النقيض من ذلك، فقد وضعت المنتخبات العربية بصمتها بصورة جلية في هذه الدورة، بحصد منتخبات الجزائر، مصر والمغرب تقدير «الامتياز»، والتأهل بالعلامة الكاملة، رغم أن «الفراعنة» لم يقنعوا في أدائهم، في ظل استفادتهم من عاملي الأرض والجمهور، الأمر الذي مكن الكرة العربية من تحقيق انجاز غير مسبوق، بنجاح 4 ممثلين عنها في تجاوز دور المجموعات، بعد تغيير نظام المنافسة، لأن المنتخب التونسي التحق بركب المتأهلين، بفضل تواضع تركيبة المجموعة التي كان يتواجد فيها، بعدما عانت «نسور قرطاج» الآمرين في اللقاء الفاصل أمام موريتانيا، حيث أن ثلاثة تعادلات كانت كافية لوضع «التوانسة» في ثمن النهائي كثاني الفوج، مع إجبار الموريتانيين على توديع «الكان» من أول دور، في أول ظهور لهم على الساحة الإفريقية. مدغشقر تحفظ شرف الزبائن الموسميين والضيوف الجدد لم تتضمن قائمة المنتخبات التي أجبرت على توديع «الكان» مبكرا، أسماء من الوزن الثقيل، لأن الإقصاء من الدور الأول كان المصير الحتمي للمنتخبات التي أنهت دور المجموعات في مؤخرة الترتيب، إضافة إلى منتخبين فقط من أصحاب المركز الثالث، وعليه فإن بعض الزبائن الموسميين أرغموا على حزم الحقائب ومغادرة الأراضي المصرية، في صورة زيمبابوي، أنغولا، كينيا، تانزانيا، غينيا بيساو، وناميبيا، وهي منتخبات يبقى حضورها غير منتظم في دورات «الكان»، كما أن أنغولا تعد المنتخب الوحيد منها الذي سبق له تجاوز دور المجموعات، في الوقت الذي خرج فيه منتخب موريتانيا مرفوع الرأس، من أول مشاركة له في النهائيات القارية، سيما وأن «المرابطين» أحرزوا تعادلين، وكانوا قريبين من التأهل، على العكس من الضيف الجديد الآخر، منتخب البورندي، الذي خرج بأياد فارغة، ليكون منتخب مدغشقر قد حفظ ماء الوجه لهذه المجموعة، بتواجده مع «الكبار». والملفت للانتباه أن 3 منتخبات أقصيت من دون الحصول على أي نقطة في اللقاءات الثلاثة، ويتعلق الأمر بكل من بورندي، تانزانيا وناميبيا، بينما كان مستوى المجموعة الخامسة هو الأضعف، على اعتبار أن منتخب تونس تأهل إلى ثمن النهائي برصيد 3 نقاط، لكن بعد احتلاله المركز الثاني. قراءة: صالح فرطاس نسخة بميولات دفاعية تحول دون بروز الهدافين جسدت أغلب لقاءات دور المجموعات تقارب مستوى المنتخبات، ولو أن غالبية المدربين فضلوا اللجوء إلى الخيار الدفاعي، كحل أنجع بحثا عن النقاط، سيما وأن باب التأهل إلى ثمن النهائي، أصبح مفتوحا أمام حتى من يحتل المركز الثالث في فوجه، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على حسابات المباريات، خاصة في الجولة الثالثة، حيث كانت الحسابات الفاصلة مقترنة بفارق الأهداف، وأبرز دليل على ذلك أن 4 منتخبات ستواصل المغامرة، رغم أنها اكتفت بحصد 3 نقاط فقط، وهي جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية، إثر تحقيق كل طرف لفوز واحد، إضافة إلى تونس والبنين، بعد إحراز كل منتخب لثلاث تعادلات. هذه الخيارات حالت دون بروز هدافين للدورة، حيث أن الشباك اهتزت في 68 مرة خلال 36 مباراة من الدور الأول، وصدارة اللائحة تبقى متقاسمة بين 11 عنصرا، لكن برصيد شخصي لا يتجاوز هدفين لكل لاعب، والقائمة تضم 6 عناصر كانت قد نجحت في توقيع ثنائية في نفس المباراة، ويتعلق الأمر بكل من آدم وناس، ميكائيل بوتي (غينيا)، ساديو ماني (السنغال)، ميكائيل أولونغا (كينيا)، محمد ياتارا (غينيا) وهداف الكونغو الديمقراطية سيدريك باكامبو، في حين تمكن 5 لاعبين آخرين من توقيع هدفين منفصلين إلى حد الآن، في صورة الملغاشي أندريا كاروليس، الغاني جوردان أيو، والأوغندي إيمانويل أوكوي، إضافة إلى الثنائي المصري محمد صلاح وأحمد المحمدي. للإشارة، فإن لقاءات الدور الأول عرفت تسجيل هدف واحد بنيران صديقة، كان من المدافع الناميبي كيمويني، في مرمى منتخب بلاده لصالح المغرب.