شهدت الجزائر العاصمة أمس الجمعة مسيرة شعبية سلمية ضخمة تزامنت والخامس يوليو، عيد الاستقلال والشباب، وكذا الجمعة رقم 20 من عمر الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق في 22 فبراير الماضي. عاشت الجزائر العاصمة أمس مسيرة شعبية حاشدة في الجمعة العشرين من الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر، وما ميز مسيرة أمس التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين تزامنها و الخامس يوليو ذكرى عيدي «الاستقلال والشباب»، وهو ما منحها نكهة خاصة عن سابقاتها. وقد امتلأت ساحة البريد المركزي، وشوارع ديدوش مراد وباستور وحسيبة بن بوعلي وساحة أول ماي بالآلاف من المتظاهرين من مختلف فئات المجتمع على الرغم من حرارة الجو، و وسط حضور معتبر لقوات مكافحة الشغب، وقد حمل المتظاهرون بقوة الراية الوطنية في هذا اليوم الاستثنائي، ورددوا بكثافة وبصوت واحد هتاف »تحيا الجزائر» و»النشيد الوطني قسما». وكانت مسيرة أمس الجمعة حاشدة وكبيرة مقارنة بالجمعات التي سبقتها، ولم تختلف مطالب المشاركين فيها عما كانوا يرددونه سابقا حيث أصروا على أن الحراك الشعبي مستمر ولن يتوقف حتى تحقيق المطالب الشعبية المشروعة، ورددوا بصوت واحد « سلمية سلمية»، كما كانت المناسبة قوية لرفع صور قادة الثورة التحريرية المجيدة واستذكارهم في عيد الاستقلال الذي جاء بفضل تضحياتهم وتضحيات مئات الآلاف من الشهداء وملايين الجزائريين. ومن بين الشعارات التي رفعت في مسيرة أمس بالعاصمة « تحيا الجزائر حرة ديمقراطية»، و « الشعب يريد الاستقلال»، و « الشهداء ربي يرحمهم والخونة ربي يلعنهم» ، وشعارات أخرى مألوفة من قبيل «جيش شعب خاوة خاوة»، وأخرى تطالب بالقصاص من المتورطين في الفساد، وأخرى بذهاب ما تبقى من رموز النظام ، كما رفع المتظاهرون لافتات تطالب بالإفراج عن الرائد المجاهد لخضر بورقعة، وبالمناسبة أيضا رفع المجاهد بن يوسف ملوك مفجر ما يعرف بقضية المجاهدين المزيفين على الأكتاف من طرف المتظاهرين. و رفع المشاركون في المسيرة وسط العاصمة راية وطنية عملاقة مكتوبة عليها أسماء كل ولايات الوطن وشعار» السلمية لاستكمال الحرية». ورغم الحضور القوي والبارز لقوات مكافحة الشغب التي أغلقت العديد من المنافذ المؤدية إلى شوارع مصطفى بن بولعيد، وحسين عسلة وزيغود يوسف ومحمد الخامس ورابح سعدان وغيرها وتمركز المتظاهرين بساحة البريد المركزي وشارع ديدوش مراد فقد حافظوا على السلمية ولم تسجل أي تجاوزات تذكر أو صدام واحتكاك بين الطرفين عدا عمليات المراقبة التي تقوم بها الشرطة خاصة في الصباح. وبمدينة الورود خرج البليديون في مسيرة حاشدة في الجمعة العشرين من الحراك الشعبي التي تزامنت مع الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب، وتميزت هذه الجمعة بحضور مكثف مقارنة مع الجمعات الأخيرة، رغم درجة الحرارة العالية، كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل بن صالح وبدوي قبل إطلاق المشاورات المتعلقة بالانتخابات، رافضين إجراء انتخابات رئاسية في وجود بن صالح وبدوي، كما رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بإطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة، وانطلقت المسيرة من ساحة الحرية بباب السبت بوسط المدينة مرورا بالشوارع الرئيسية الكبرى. أما بعاصمة جرجرة فقد تحدى أمس سكان تيزي وزو، حرارة الطقس الشديدة بخروجهم إلى الشوارع في مسيرة الجمعة 20، مجددين مطلب التغيير الجذري للأوضاع في البلاد مع رحيل بقايا رموز النظام الفاسد وإحداث القطيعة معه. المسيرة التي عرفت تدفقا كبيرا للسكان من مختلف المناطق وهم يرفعون العلم الوطني والراية الامازيغية وصور الشهداء، كانت شعاراتهم تصرّ على التمسك بالوحدة الوطنية قبل كل شيء، وأخذ العبرة من الشهداء في الإتحاد والتضامن من أجل مصلحة البلاد وإنقاذها من الهاوية. ولوحظ منذ انطلاق المسيرة، توزيع قارورات المياه المعدنية على المتظاهرين تبرعت بها بعض المؤسسات الخاصة، كما لوحظ قيام مواطنين برش المتظاهرين بالماء البارد من الشرفات للتخفيف عنهم من حرارة الجو الشديدة. وبقسنطينة عاد الزخم إلى مسيرات الجمعة، من خلال مشاركة أعداد كبيرة افتقدتها شوارع المدينة منذ أسابيع طويلة، وامتلأ شارع عبان رمضان وساحة الشهداء، فيما اختارت مجموعات أخرى من المتظاهرين المسير عبر شارعي بلوزداد ومسعود بوجريو ثم العودة للتجمع من جديد بالقرب من قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، واعتبر المتظاهرون تاريخ 5 جويلية باليوم الرمزي الذي من غير الممكن أن يمر عليهم من دون تعبيرهم عن مدى تعلقهم بوطنهم وما نزولهم إلى الشارع للمشاركة في الحراك الشعبي إلا مؤشر واضح، ومحاولة منهم للمساهمة في النهوض بالبلاد نحو مستقبل مشرق. مسيرات قسنطينة عرفت هذا الأسبوع وعلى غير العادة قيام مجموعة من المتظاهرين بالتضييق على الصحفيين ومطالبتهم بمغادرة وسط المدينة، فيما ذهب البعض إلى طلب عدم تغطية المسيرات، وقد انتشر بعض أفراد هذه المجموعة في الأماكن التي دأب ممثلو وسائل الاعلام التواجد فيها لإرغامهم على التوقف عن أداء عملهم. وشهدت شوارع مدينة جيجل، حضورا متوسطا للمتظاهرين في المسيرة التي انطلقت في حدود الثانية ونصف، حين تجمع المئات من المتظاهرين أمام مقر البلدية، وساروا عبر شارع عبد الحميد بن باديس، وصولا إلى سفينة بابا عروج، مرور بملعب العقيد عميروش، ثم التوجه إلى غاية مقر الولاية، ثم نحو مقر البلدية. عودة الحشود إلى المسيرات المسيرة شهدت انقساما بين المتظاهرين بعد اقتراح العودة من المعلم التاريخي بابا عروج، عبر شارع أول نوفمبر إلىمقر البلدية، بدل الخط السابق، مبررين ذلك بارتفاع درجة الحرارة و طول المسيرة، و قد رفع المشاركون في المسيرة عدة شعارات «جيش شعب خاوة خاوة»، ومطالبين حكومة بدوي بالرحيل، وأشار متحدثون بأن المسيرة التي أقيمت أمس، تعتبر من بين المسيرات التاريخية، كونها تتزامن مع عيد الاستقلال. و ثمن مشاركون المجهودات المبذولة من طرف قطاع العدالة، وفتح تحقيقات في ملفات تورط فيها مسؤولون سابقون، أين نتج عن التحقيقات، إيداع العديد منهم الحبس، مطالبين بمواصلة حملة التطهير، لتصل مختلف الولايات. بعاصمة الأوراس باتنة خرج أمس المئات من المتظاهرين للشوارع تعبيرا منهم عن مواصلة واستمرارية الحراك الشعبي والمطالبة برحيل النظام وكافة رموزه. وعرفت مسيرة أمس عودة الحشود بقوة للتظاهر وتميزت أيضا بخروج النساء بكثرة وتزينت المسيرة بألوان الراية الوطنية، ولم تمنع الحرارة المرتفعة من خروج المتظاهرين الذين خرجوا مباشرة بعد صلاة الجمعة وساروا بالشوارع الرئيسية قبل أن يستقروا بساحة الحرية بوسط المدينة. وحمل المتظاهرون الراية الوطنية واستمعوا للنشيد الوطني ورددوا هتافات وشعارات تدعو لوحدة الجزائريين والتصدي لأعداء الجزائر كما طالبوا برحيل كافة رموز النظام وأكدوا على ضرورة محاربة الفساد واستئصاله من جذوره، وتخلل مسيرة أمس وقوع بعض المناوشات بسبب الاختلاف في المواقف لكن تدخل عقلاء دعوا إلى احترام الآراء والديموقراطية في التعبير حال دون حدوث انزلاقات، ومن بين المطالب المرفوعة أيضا رحيل ممثلي الأحزاب المعروفة بالموالاة من جميع المجالس المنتخبة. بعنابة زاد زخم المظاهرات تزامنا مع إحياء ذكرى عيد الاستقلال، وأكد المتظاهرون على رحيل جميع رموز النظام لإجراء انتخابات نزيهة. وامتزجت شعارات الحراك مع الشعارات الوطنية، سيما مع رفع صور رجالات الثورة وترديد النشيد الوطني والأغاني الثورية. كما ردد المتظاهرون طويلا جيش شعب خاوة خاوة، مطالبين برحيل ما تبقى من وجوه السلطة على رأسهم رئيسا الدولة والحكومة. انتشار أمني كبير في سطيف كما خرج أمس السطايفية بقوة، في جمعة تميزت بالإجراءات الأمنية المشددة، وانتشار كثيف لعناصر الأمن، بمحيط ولاية سطيف ومقر القباضة الرئيسية للبريد، موقع تجمع المواطنين، وردّد المتظاهرون العديد من الشعارات، على غرار الجمعات السابقة، «لبلاد بلادنا»، «سلمية سلمية»،كما حمل مواطنون آخرون، العديد من الشعارات على غرار «5جويلية بداية استعادة السلطة للشعب»، «جمعة الاستقلال ألف تحية لفخامة الشعب» أما بسكيكدة فطالب المتظاهرون برحيل بقية رموز النظام السابق وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نورالدين بدوي في وقت شهدت المسيرة حضورا قويا للمواطنين من مختلف بلديات الولاية رافعين خلالها شعارات مؤكدين أن الرئيس المقبل سيتمتع بالشرعية الشعبية ومع انتخابه ستكون الانطلاقة الحقيقية لبناء الجمهورية الجديدة يسودها العدل والحريات ولا يتحقق ذلك، حسبهم، سوى بالحوار الجدي والفعال وتغليب المصلحة الوطنية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها هيئة وطنية مستقلة، كما حرص المتظاهرون طوال المسيرة على ترديد مختلف الأناشيد الوطنية وهتافات تدعو للصمود إلى غاية رحيل رموز العصابة. و لم تمنع درجات الحرارة المرتفعة، بأم البواقي، جموع المواطنين من المشاركة بقوة في المسيرة ، وأكد المشاركون بألا صوت يعلو فوق رسالة الشهداء، وأن الراية الوطنية التي ضحوا من أجلها، هي الراية الوحيدة الممثلة للحراك وللوطن. الجموع الغفيرة، ردت على كل النداءات التي دعت لتجنب مسيرات الحراك، والتزام المنازل بدلا من الشارع في جمعة أمس، معتبرين بأنهم سيخرجون لتنظيم المسيرات كل جمعة، «نسير.. نسير، حتى يحدث التغيير»، وكشف المشاركون في الجمعة العشرين من الحراك، بأنهم لم يترددوا في الاستجابة للنداء، والخروج يوم أمس الذي يتزامن والذكرى 57 لاستقلال الجزائر، وردد سكان الولاية «يا شهيد إرتاح إرتاح..سنواصل الكفاح»، وكذا «أوفياء.. أوفياء، لدماء الشهداء»، كما ألح المشاركون في المسيرة على رحيل بقية الباءات على غرار بدوي وبن صالح، وضمت مسيرة أمس كالعادة مختلف أطياف المجتمع، من أطفال ونسوة وشباب وكهول. حرارة كبيرة بميلة والوادي و بميلة زاد وهج مسيرة الجمعة المصادف للخامس من شهر جويلية الجامع لعيدي الاستقلال والشباب مقارنة بمسيرة الأسبوع الماضي وارتفع عدد المشاركين من الوجوه التي اعتادت المساهمة في الحراك كما تعددت وتنوعت الشعارات المكتوبة المرفوعة عاليا بمعية العلم الوطني الذي ظهر لوحده وبمقاسات مختلفة، وعلى طول المسار المعتاد الممتد من روضة الشهداء بمنطقة عين الصياح إلى غاية النقطة الدائرية نحو طريق زغاية هتف المواطنون المشاركون في المسيرة بتطبيق المادتين 7و8 من الدستورمعتبرين أنه من حق الوطن الشروع في حوار وطني جامع لانتخابات شفافة نزيهة. و بالوداي تجمع المئات من المواطنين بساحة الشباب بوسط المدينة قادمين من مختلف بلديات الولاية للمشاركة في حراك الجمعة 20 التي انطلقت عقب صلاة العصر، مجددين رفعهم للمطالب القديمة، بالإضافة إلى الشعارات الجديدة التي تتزامن واحتفال الجزائر بعيد الاستقلال والشباب، مشيرين حسب الشعارات المرفوعة أن «05 جويلية 62» كان استقلال الأرض من عسكر فرنسا و»05 جويلية 2019» هو استقلال الشعب من ذيول فرنسا، رافعين الراية الوطنية التي يعتبرون أنها الوحيدة التي تمثل هذا الوطن ورمزه الذي مات من أجله مليون ونصف المليون شهيد، وتنقل شباب الحراك على طول شارع «محمد خميستي» ليستقر بساحة «الشهيد حمة لخضر» التي أصبحت رمزا للحراك، أين رددوا كثيرا «مطالبنا هي هي... لا لحكم العصابات خاوة خاوة ما كانش العداوة»