أعلنت وزارة الصناعة والمناجم عن إطلاق العملية الثانية لجمع جلود الأضاحي خلال يوم العيد على مستوى 6 ولايات نموذجية تتوفر على مدابغ، منبهة المواطنين إلى ضرورة الحرص على نوعية الجلود، بغرض رفع مردود العملية، وكذا كميات هذه المادة الأولية قصد تصديرها نحو الخارج. وستشمل عملية جمع جلود أضاحي العيد على غرار السنة الماضية ست ولايات نموذجية، وهي العاصمة وجيجل وباتنة وعين تموشنت وسطيف والجلفة، في انتظار توسيعها لتشمل باقي المناطق، بعد تدعيم الإمكانيات والوسائل التي تسمح بجمع أكبر عدد من جلود الأضاحي عبر كامل التراب الوطني، علما أنه سنويا يتم نحر ما لا يقل عن 4 ملايين أضحية، مما يعكس أهمية العملية. وستشارك قطاعات اخرى في إنجاح هذه الحملة التي تهدف إلى تطوير صناعة الجلود، بمساهمة المؤسسات العمومية لقطاع النسيج والجلود والصوف، وفقا لما ورد في بيان لوزارة الصناعة والمناجم، كما ستحرص السلطات المحلية على تقديم الدعم اللازم لإنجاح العملية التي تسعى لتحسيس المواطن بأهمية المساهمة في تطوير الصناعة المحلية، عن طريق المشاركة في جمع جلود الأضاحي عوض إتلافها، أو رميها بطريقة عشوائية ما يتسبب سنويا في تشويه محيط المدن والمجمعات السكنية، التي يتحول بعضها إلى مكب للنفايات. وبررت مصادر من وزارة الصناعة والمناجم عدم تعميم الحملة على مستوى كافة الولايات، بضرورة توفير الإمكانيات والوسائل المعتبرة لجمع جلود الأضاحي على مستوى 1541 بلدية، خاصة وأن المساحة الشاسعة للجزائر تتطلب تجنيد وسائل أكبر لتوسع الحملة على كافة المناطق. وشددت وزارة الصناعة على ضرورة الحرص على نوعية الجلود، إذ كلما كانت جيدة ارتفع مردود الحملة وقيمة العملة الصعبة التي سيتم جنيها من تصدير هذه المادة، وازدادت أيضا فرص تطوير شعبة صناعة النسيج والجلود، والحصول على منتجات عالية الجودة قابلة للتصدير، مما يستدعي الحرص على اعتماد الطريقة الصحيحة أثناء السلخ، للحصول على جلود بالمواصفات المطلوبة، يمكن استغلالها في المجال الصناعي، أي من قبل المصانع المختصة. وأوضحت الوزارة أن الهدف من حملة جمع جلود أضاحي العيد، ليس الغرض منها بلوغ أكبر الكميات، وإنما الحصول على النوعية المطلوبة، علما أنه في السنة الماضية سمحت العملية التي جرت على مستوى الست ولايات نموذجية، بجمع 900 ألف قطعة من جلود الأضاحي، وسط توقعات بأن ترتفع الكميات هذه السنة بفضل الحملات التحسيسية التي تم القيام بها لتشجيع المواطن على المساهمة في دعم الصناعة المحلية والاستغلال الإيجابي لجلود الأضاحي، عوض رميها في النفايات، ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات فضلا عن تشويه منظر المدن، مما يعطي صورة سلبية عن مناسبة دينية هي من بين أعظم الشعائر. وسيتم تحويل قطع الجلود المنتظر جمعها إلى المدابغ الموجودة بالولايات الست النموذجية، مع تسخير الوسائل البشرية التي ستتكفل بمهمة جمعها، مدعمة بالإمكانات المادية اللازمة ستسهر على توفيرها فروع صناعة الجلود التابعة للمجمع العمومي للنسيج «جيتاكس» حسب وزارة الصناعة. كما تساهم إلى جانب وزارة الصناعة والمناجم في جمع جلود أضاحي العيد، عدد من القطاعات، على رأسها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، عبر تسخير المصالح التابعة للبلديات لجمع الجلود والنفايات الناجمة عن نحر الأضاحي، إضافة إلى وزارة البيئة والطاقات المتجددة التي تقوم هي الأخرى بالتشجيع على تدوير النفايات واستغلال بعض المواد في صناعات مختلفة، فضلا عن وزارة الشؤون الدينية وجمعيات حماية المستهلكين، والجمعيات الناشطة في المجال البيئي، لتوعية المواطن بضرورة الإسهام في الحفاظ على نظافة البيئة، والمساهمة في أي مجهود يهدف إلى خدمة الصالح العام.