بوتسوانا (0) – (1) الجزائر نجح سهرة أمس المنتخب الوطني في العودة بانتصار ثمين من العاصمة البوتسوانية غابورون، أين تجاوز عقبة المنتخب المحلي، في إطار الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى النسخة 33 من نهائيات كاس أمم إفريقيا المقررة سنة 20121 بالكاميرون، ولو أن هذا الفوز مكن «الخضر» من وضع القدم الأولى في الأراضي الكاميرونية، من أجل الدفاع عن التاج القاري الذي أحرزوه في دورة مصر قبل 4 أشهر، مادام التأهل سيكون من نصيب منتخبين من كل مجموعة، والنخبة الجزائرية تتصدر الفوج الثامن بالعلامة الكاملة. المقابلة عرفت مراهنة الناخب الوطني جمال بلماضي على الثنائي ديلور وسليماني لخلافة محرز وبونجاح، بالمقارنة مع التشكيلة المعتادة من «كان 2021»، وقد واجه فغولي ورفاقه العديد من الظروف الاسثنائية، انطلاقا من أرضية الميدان التي كانت وضعيتها كارثية، مرورا بالإندفاع البدني الكبير الذي استعمله اللاعبون البوتسوانيون، والتدخلات العنيفة والخشنة، وصولا إلى سعيهم لنيل شرف الإطاحة ببطل القارة، لكن «كتيبة بلماضي» لم تترك أي مجال لعنصر المفاجأة، وظهرت في ثوب «عملاق إفريقيا» الذي يجيد التفاوض مع كل منافسيه على اختلاف أوزانهم ومستوياتهم، لتبلغ النخبة الجزائرية المباراة 18 تواليا دون هزيمة، مع النجاح في توديع سنة 2019 بانتصار «معنوي» يتماشى وقيمة الإنجاز المحقق في جوان الفارط، عند التتويج باللقب الإفريقي، فضلا عن انهاء هذه السنة دون تذوق طعم الهزيمة على مدار 13 شهرا. نجاح «الخضر» في تحدي الظروف الصعبة تجلى في استراتيجية اللعب التي انتهجها بلماضي، والمبنية بالأساس على النزعة الهجومية، مع التحكم في زمام الأمور على مستوى منطقة وسط الميدان، واستغلال مساهمة كل من الظهيرين عطال وبن سبعيني في البناء الهجومي، وهي الخطة التي أجبرت مدرب منتخب بوتسوانا التقني الجزائري عادل عمروش على توخي الحيطة والحذر، والحرص على تعزيز القاطرة الدفاعية، بفرض رقابة لصيقة على الثنائي ديلور وسليماني. سيطرة المنتخب الوطني على مجريات اللعب وجدت طريقها إلى التجسيد بهدف السبق الذي وقعه بلايلي في الدقيقة 14 من ركنية مباشرة، نفذها على الجهة اليمني، وخادع بها حارس بوتسوانا دامبي، الذي لم يتمكن من التصدي للكرة التي استقرت في عمق شباكه. هذا الهدف لم يكن كافيا لإجبار أصحاب الأرض على الخروج من قوقعتهم، لأنهم عجزوا عن مسايرة الريتم الذي أعطاه «الخضر» للمباراة، حيث تواصلت السيطرة المطلقة للنخبة الوطنية على مجريات اللعب، بالاستحواذ على منطقة وسط الميدان، لكن المحاولات الهجومية كانت محتشمة، واقتصرت على توغلات على الرواقين الأيمن والأيسر، بينما لم يقم منتخب بوتسوانا بأي رد فعل، إذ ظل الحارس مبولحي في راحة تامة إلى غاية إطلاق الحكم الأوغندي سابيلا صافرة نهاية الشوط الأول. «فيزيونومية» اللعب تغيرت نسبيا في بداية المرحلة الثانية، بعد توجه البوتسوانيين صوب الهجوم، في محاولة للعودة في النتيجة، باستغلال الدعم الجماهيري القياسي، إلا أن تماسك الدفاع الجزائري بقيادة ماندي وبن العمري في المحور أبقى رأس الحربة سيكاميونغ معزولا، دون تشكيل أي خطورة على مرمى مبولحي، بل على العكس من ذلك فإن الخطورة كانت أكثر من جانب «الخضر»، وقد كان سليماني قريبا من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 64، بعد عمل ثنائي ممتاز مع ديلور، تواجد على إثرها في وضعية مواتية لهز الشباك، إلا أن رأسيته انتهت بين أحضان الحارس دامبي. المعركة التكتيكية لبلماضي مع مواطنه عمروش تجلت في التغييرات التي قام بها كل مدرب، ولو أن الميولات الهجومية لمهندس ألعاب النخبة الوطنية كانت كافية لخلط أوراق المنافس، سيما بعد إقحام سوداني كبديل لبلايلي، لأن أرضية الميدان ازدادت تدهورا بالأمطار الغزيرة التي تهاطلت، واللعب المباشر كان الأسلوب الذي اعتمده «الخضر»، ليكون بونجاح ثاني ورقة راهن عليها بلماضي خلفا لديلور، بينما أقحم عمروش المهاجم كانانو لتدعيم القاطرة الأمامية، بعد الرمي بكامل الثقل في الهجوم. مهمة منتخب بوتسوانا في البحث عن التعادل تعقدت اكثر عند الدقيقة 83، بعد اشهار الحكم الأوعندي سابيلا البطاقة الحمراء في وجه اللاعب غاوغانكوي إثر تلقيه الإنذار الثاني، وهو ما منح المنتخب الوطني التفوق العددي، وقد كاد البديل بونجاح أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 87، لتنتهي المباراة بفوز منطقي للمنتخب الجزائري، واصل به مشواره بنفس «الديناميكية» دون هزيمة، في ثوب «بطل القارة»، يودع به سنة 2019، في انتظار استئناف النشاط في مارس 2020 بانطلاق التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر.