تقرّر منع الملبنات و الموزّعين الناشطين بولاية قسنطينة، من إجبار أصحاب المحلات على اقتناء أكياس حليب البقر من أجل الاستفادة من الحليب العادي، فيما تم توجيه تعليمات تقضي بتوفير الكميات المطلوبة و إيصال هذه المادة إلى مختلف المناطق عبر الولاية، وسط أزمة تموين سجلت في بعض الأحياء على غرار تلك الواقعة بالمدينة الجديدة ماسينيسا. و أكد بوقرن عبد العزيز عضو المكتب الولائي لاتحاد التجار بقسنطينة و المكلف بالإعلام، أن اجتماعا انعقد قبل أيام حضره المدير الجهوي للتجارة و المدير الولائي، كما تم التنقل بعده إلى ملبنة «نوميديا» وشدد المسؤولون على عدم إجبار التجار على اقتناء أكياس حليب البقر أو الأجبان أو بقية المشتقات، مضيفا أن كل موزع يرفض الانصياع للتعليمات الجديدة سيسحب منه الاعتماد و لن يتسنى له القيام بهذا النشاط مستقبلا، وهو الأمر ذاته الذي سيطبق مع الملبنات التي تبقى مهددة بحرمانها من مسحوق الحليب إن لم تستجب لنفس التعليمات. كما أضاف المتحدث أن الوفد شدد على ضرورة بيع كيس الحليب مقابل 25 دينارا بغض النظر عن المنطقة أو المكان الذي يباع فيه، إضافة إلى عرض الكمية التي يريدها المواطن عوض تحديدها بكيس أو اثنين كما كان يحدث في السابق، كما سيكون الموزعون مطالبين بإيصال الكميات إلى كل المناطق التي لم تكن تصل إليها، إضافة إلى ضرورة تعويض الشاحنات التي تتعرض إلى أعطاب في طريقها إلى بعض المناطق، بأخرى تتكفل بتوزيع هذه المادة، و أضاف بوقرن أن مديرية التجارة توفد مراقبين بداية من الساعة السابعة صباحا من أجل التأكد من توفر الحليب في مختلف المحلات. وقال عضو المكتب الولائي لإتحاد التجار، إنه و منذ شروع الوزارة في إجراءات جديدة لتنظيم سوق حليب الأكياس، لمس تجاوبا كبيرا من طرف الملبنات و الموزعين، و هو ما نظم كثيرا عمليات وصول الحليب إلى مختلف المحلات التجارية عبر الولاية. و أوضح مدير ملبنة نوميديا، رشيد حليمي، في اتصال بالنصر يوم أمس، أن الملبنة توفر الكميات الضرورية من هذه المادة، حيث تنتج يوميا حوالي 260 ألف كيس حليب، كما نفى أن يكون قد أجبر يوما الموزعين على اقتناء أكياس حليب البقر و بيعها للتجار، و أضاف أنه يرحب بالقوانين الجديدة التي من شأنها تنظيم عمليات التوزيع، مؤكدا أن سعر البيع من خارج الملبنة هو 23.20 دج كما لن يتم إجبار أي شخص على تناول حليب البقر. بالمقابل، عاشت المدينة الجديدة ماسينيسا فوضى كبيرة بسبب نقص فادح في أكياس الحليب، حيث أكد سكان للنصر، أنهم لم يتمكنوا من اقتناء هذه المادة، بسبب الكميات القليلة التي وزعت على المحلات، والتي لم تتجاوز حسبه، 50 كيسا، حيث حدثت مشادات بين المواطنين في الساعات الأولى من الصباح بسبب رغبة كل واحد في اقتناء أكثر من كيس. و رد مدير ملبنة نوميديا، أنه لم يسجل أي تحفظ من الموزعين، و أكد أن الكميات المتوفرة كافية لتغطية حاجيات كل سكان الولاية، غير مستبعد إمكانية حدوث أمر استثنائي حال دون وصول الشاحنات التي قد تكون تعرضت لعطب ما حسبه، أو بسبب تأخرها في مغادرة المصنع، مضيفا أن الملبنة تتوفر على نقاط بيع في مختلف المناطق. و بخصوص ماسينيسا، أكد بوقرن أن اتحاد التجار لم يتلق شكاوى من طرف تجار المدينة الجديدة، مؤكدا أن الكميات متوفرة طيلة أيام الأسبوع، بعد رفع حجم «البودرة» عكس الأسابيع الماضية، مضيفا أن بعض التجار بقيت لهم عشرات الأكياس لليوم الموالي وهو ما لم يحدث منذ مدة طويلة، وأضاف بوقرن أن مصالحه تتابع عمليات توزيع الحليب إلى المحلات بأدق التفاصيل ولم يسبق لها وأن رفعت أي تحفظ خلال الآونة الأخيرة، حيث تم التأكد، مثلما تابع، من توفر هذه المادة حتى في الساعات المتأخرة من الليل، و ذكر المتحدث أنه لا يوجد أي إشكال في هذه المادة بما أن النقص حدث ليوم واحد، واعدا بأنه سيتدخل في حالة تكرار الأمر، وبأنه سيتوجه شخصيا إلى الملبنة المعنية لمعرفة الأسباب.