متمسكون بالصعود لأن «السيبيام» تستحق أكثر أعرب مدرب شباب ميلة عدلان بن عبد الرحمان، عن ارتياحه للنتائج التي سجلها فريقه، في الجولات الخمس الأخيرة من بطولة ما بين الجهات، وأكد بأن الانتفاضة المحققة أعادت الأمل إلى قلوب الأنصار بخصوص القدرة على تجسيد حلم الصعود إلى وطني الهواة. بن عبد الرحمان، وفي حوار خص به النصر، رفض أن ينصّب نفسه في خانة صاحب العصا السحرية، التي أعادت الروح إلى تشكيلة «السيبيام»، وأوضح بأن سر النتائج الإيجابية، التي سجلها الفريق منذ اعتلائه العارضة الفنية، يعود بالدرجة الأولى إلى تجاوب اللاعبين مع طريقة العمل التي انتهجها، واعتبر ذلك مؤشرا إيجابيا يبعث على الارتياح والتفاؤل في باقي المشوار. ما تعليقكم على الانتفاضة التي سجلها الفريق، بمجرد عودتكم للعارضة الفنية؟ وضعية شباب ميلة هذا الموسم استثنائية، لأنه يمتلك تعدادا مقبولا بالمقارنة مع باقي الأندية الناشطة في بطولة ما ببين الجهات، لكن النتائج لم ترق إلى مستوى التطلعات، وموافقتي على تولي مهمة التدريب كانت استجابة لنداء الواجب، لأن «السيبيام» لها مكانة خاصة في مسيرتي الرياضية، وحاجة الفريق إلى خدماتي أجبرتني على الموافقة، وهذا بمجرد أن اتصل بي مسيرو النادي وبعض الأنصار على حد سواء، لأن هذا الموسم يعد فرصة سانحة، للخروج نسبيا من جحيم الأقسام السفلى، ونفض الغبار عن جزء من الأمجاد الضائعة للفريق، بصعود 8 فرق إلى وطني الهواة، وهذا العامل كان الدافع الرئيسي الذي أرغمني على العودة إلى العارضة الفنية، على أمل النجاح في المساهمة في تجسيد الحلم، الذي انتظره الأنصار منذ قرابة 15 سنة. الجميع في ميلة يشيد باللمسة، التي نجحت في وضعها على التشكيلة بسرعة البرق، فما سر ذلك؟ ليس هناك أي سر، والمدرب لا يستطيع أن يكون صاحب الفضل الوحيد في تحسن نتائج الفريق، لذا فإنني أوضح بأن تحسن النتائج ليس من ثمار عمل المدرب فحسب، بل الأمر يتعلق بالأساس بمدى تجاوب اللاعبين مع الإستراتيجية التي انتهجناها في التسيير، واللمسة مست الجانب النفسي، لأن المجموعة كانت تعيش على وقع إحباط معنوي كبير، والنتائج السلبية المسجلة طيلة النصف الأول من الموسم، أفقدت اللاعبين الثقة في النفس والإمكانيات، وعليه فإن المنحى التصاعدي الذي أخذه الفريق، كان نتيجة العمل البسيكولوجي، الذي قمنا به عند تولينا مهمة قيادة التشكيلة. لكن النجاح في فك عقدة التنقلات اتضح جليا ونقطة «الكرشة» أبرز دليل؟ كما سبق وأن قلت، فإن مشكلة شباب ميلة كانت تكمن في الجانب النفسي للاعبين، خاصة وأن الفريق ظل يعاني في كل اللقاءات التي خاضها خارج الديار، إلى درجة أنها أصبحت بمثابة عقدة، بعد الفشل في حصد أي نقطة بعيدا عن ميلة على مدار 18 جولة، لكننا نجحنا في طرد هذا «النحس»، في أول سفرية لنا على رأس الفريق، لأن النقطة التي عدنا بها من الميلية، كانت الأولى خارج القواعد هذا الموسم، ليكون بعدها التأكيد بالفوز في بومهرة، ثم فرض التعادل على رائد المجموعة جمعية عين كرشة بملعبه، لتكون حصيلتنا 11 نقطة في 5 مباريات، رغم أننا قمنا بثلاث سفريات، وهو الحصاد الذي جعلنا نؤكد على الانتفاضة الجادة التي حققناها في مرحلة جد حساسة. وكيف ترى حظوظ «السيبيام» في الصعود إلى وطني الهواة؟ سلسلة النتائج الإيجابية التي حققناها في آخر خمس جولات، لم تشفع لنا بالتواجد ضمن النصف الأول من سلم الترتيب، لأننا مازلنا لم ندخل كوكبة الصاعدين حسابيا، ونتأخر عن العتبة بنقطتين، الأمر الذي يجعل الحسابات جد معقدة، في الجولات السبع المتبقية من البطولة، خاصة وأن نظام المنافسة المعتمد، يضع جميع الأندية بين خيارين لا ثالث لهما، وذلك إما بالمراهنة على الصعود إلى الهواة، أو حزم الحقائب والتدحرج إلى الجهوي، ووضعيتنا الراهنة تحتم علينا بلوغ رصيد 47 نقطة للاطمئنان بنسبة كبيرة جدا على إحدى تأشيرات الصعود من المجموعة الشرقية، وهو مطلب ليس من السهل تجسيده ميدانيا، ويتطلب جدية كبيرة من اللاعبين، في ظل توفير اللجنة المسيرة كافة الظروف الكفيلة بتحفيز المجموعة على تحقيق حلم الأنصار، وعليه فإن كل مقابلاتنا المتبقية ستكون عبارة عن «نهائي» الكأس، لأننا مجبرون على الفوز في اللقاءات الأربعة بميلة، مع السعي لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، دون تذوق طعم الهزيمة، رغم أن المهمة صعبة، في وجود عدة أندية يراودها نفس الطموح، لكننا مصممون على تدارك ما فات في بداية الموسم، والظفر بإحدى التذاكر، لأن تاريخ شباب ميلة لا يسمح بعودة الفريق مجددا إلى الجهوي.