قررت اللجنة الوزارية للفتوى أمس تعليق صلاة الجمعة والجماعة وغلق المساجد ودور العبادة في كل ربوع الوطن، مع المحافظة على رفع شعيرة الآذان، كتدابير احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، عملا بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة التي تأمر بالحفاظ على الحياة الإنسانية. وأوضحت لجنة الفتوى في بيان لها، أنه صار من اللازم شرعا اللجوء إلى تعليق صلاة الجمعة والجماعات، وغلق المساجد ودور العبادة في كل ربوع الوطن، مع المحافظة على رفع شعيرة الآذان، «إلى أن يرفع الله عنا هذا البلاء والوباء بفضله وكرمه»، وبالتزام الجميع بالتدابير والإجراءات اللازمة. وأضاف البيان أن قرار لجنة الفتوى استمد من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة الإسلامية التي تأمر بالمحافظة على الحياة الإنسانية، وبناء على اجتهادات علماء الشريعة الإسلامية الذين بينوا أن الجماعة مقصد تكميلي، وأن الحفاظ على النفس مقصد ضروري، مشددا في ذات السياق على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، واللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع والاستغفار وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل الخير. ويعد قرار تعليق صلاة الجمعة والجماعة مكملا للإجراءات الحازمة التي اتخذتها أجهزة الدولة وقطاعاتها بالتنسيق مع الأطباء والمختصين حرصا على حماية حياة المواطنين، وفق المصدر، وكذا بعد تسجيل تطورات مقلقة جراء سرعة انتشار فيروس كورونا عبر العالم، وتفاديا لوصول الجزائر إلى ما وصلت إليه بلدان أخرى من استفحال للداء وانتشاره السريع، ما أدى إلى عزل دول بأكملها، وحصد المئات من الأرواح. وكانت اللجنة الوزارية للفتوى أبقت على اجتماعها الذي عقدته أول أمس مفتوحا لتتبع الوضع بخصوص تطور انتشار فيروس كورونا داخل وخارج الجزائر وفق تصريحات إعلامية للدكتور محمد إيدير مشنان مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وكذا بعد الزيادات الكبيرة في الإصابة بالفيروس في الجزائر ودول أخرى، وارتفاع عدد الوفيات، وكذا عقب تأكيد المصالح الطبية على ضرورة أخذ الأمور بكثير من الحزم، مؤكدا أنه بناء على كل ذلك قررت لجنة الفتوى أنه صار من الضروري تعليق صلاة الجمعة وصلاة الجماعات في كل المساجد. ويعد الإجراء حسب المصدر ضروريا لحفظ النفس البشرية، كما أن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وقواعد ومقاصد الشريعة الإسلامية تؤكد على ذلك، موضحا بأن صلاة الجماعة في الفقه الإسلامي مكملة للضروري، والصلاة لن تتوقف، فقط صلاة الجماعة، حتى يرفع الله عنا البلاء، لأن الحفاظ على الحياة الإنسانية أمر ضروري، والضروري يقدم في الشريعة على التكميلي. وأضاف الدكتور مشنان بأن القرآن الكريم يعتبر التعدي على نفس واحدة جريمة ضد كامل البشرية، مذكرا برأي الخبراء الذين أكدوا على أن تشديد الاحتياطات سيقلص درجة الخطر، وكذا فترة الحجر الصحي، مجددا التوضيح بأن تعليق صلاة الجمعة والجماعات مؤقت، داعيا إلى أخذ الأمور بكثير من الحزم، مذكرا بالتطور المتسارع للمرض بدول استهزأت في البداية بالفيروس. كما دعا المصدر المواطنين للحفاظ على الوطن والتحلي بالوعي والتجند لحماية أنفسهم وأهاليهم من خطر انتشار فيروس كورونا، وإدراك حجم التحدي الخطير الذي تواجهه البلاد حتى لا تصل إلى ما وصلته بلدان أكثر قوة وتطورا، والاحتذاء ببلدان أخذت احتياطاتها فنجحت في محاصرة الفيروس، مؤكدا أن قرار التعليق يخص الزوايا ودور العبادة لغير المسلمين. وكانت اللجنة الوزارية للفتوى عقت اجتماعا مغلقا يوم السبت لدراسة كيفية مساهمة قطاع الشؤون الدينية في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتقرر بعد ساعات من النقاش المستفيض بين أعضائها من دكاترة وشيوخ، الإبقاء على الاجتماع مفتوحا لمتابعة تطور الوضع، مكتفية بتحديد جملة من الأحكام والقرارات الشرعية بشأن الاحترازات الوقائية داخل المساجد لمنع انتشار فيروس كورونا.