لا يمكن أن نجبر لاعبا على التدرب بغرفته ! أعرب مدرب اتحاد عنابة كمال مواسة، عن تذمره الكبير من الأطراف التي ما فتئت تتحدث عن مستقبل الموسم الكروي في الجزائر، وأكد بأن الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا، يتطلب تظافر جهود الجميع للمساهمة في حد من انتشار فيروس كورونا، قبل مناقشة موضوع البطولة الوطنية. مواسة، وفي دردشة مع النصر ظهيرة أمس، أكد بأن التوقف عن النشاط الرياضي ضرورة أملتها الظروف، لكنه اعتبر هذا العامل بمثابة المؤشر الميداني، الذي يكفي لتعليق المنافسة، وأبدى تأييده الشديد لفكرة الموسم الأبيض، من منطلق استحالة استئناف البطولة، بعد توقف اللاعبين عن التدريبات لأزيد من شهر. *كيف هي أوضاع اتحاد عنابة والطريقة التي تتعاملون بها مع اللاعبين، بعد توقيف التدريبات الجماعية؟ شخصيا اعتبر الحديث عن الرياضة بمثابة جريمة في حق الانسانية، لأنه من غير المعقول أن نعطي لأنفسنا الفرصة، لمناقشة موضوع آخر غير موضوع وباء كورونا، مادام الأمر قد بلغ درجة عالية من الخطورة في الجزائر، والحصيلة في ارتفاع يومي، وعدد الوفيات تجاوز المائة، وبالتالي فإن الأوضاع السائدة حاليا في البلاد، تستوجب تجند الجميع للمساهمة في العمل التحسيسي للوقاية من انتشار الفيروس، وشخصيا فإنني ملتزم بالحجر المنزلي في مدينة قالمة، ومغادرتي المنزل تكون إما من أجل اقتناء بعض المواد الغذائية أو مزاولة النشاط الرياضي، بالتدرب على انفراد يوميا وفق البرنامج المضبوط، مع متابعة الأوضاع في كل ولايات الوطن عبر مختلف القنوات التلفزيونية، حيث أن التفكير الشخصي يبقى منحصرا في الكارثة الوبائية التي يعيشها العالم بأسره، والنشاط الكروي أصبح خارج دائرة الاهتمامات. *هذا يعني بأنك لا تتبع برنامج تدريبات لاعبي اتحاد عنابة على انفراد؟ لم أتجرأ على مطالبة أي لاعب بالتدرب على انفراد في حجرة بمنزله، لأن هذا الأمر يتنافى وأخلاقيات الرياضة، كما أن الوضع لا يسمح بإلزام لاعب بالتدرب في غرفة ببيته العائلي، دون الاطلاع على ظروفه الاجتماعية، لأن هناك من اللاعبين من لا يتوفر على الفضاء، الذي يسمح له بتنفيذ البرنامج الذي تحدث عنه كثير من المدربين، وهذا العامل قد يدفع ببعض اللاعبين إلى مغادرة منازلهم من أجل التدرب مع مجموعة أخرى، وبالتالي فإن المدربين قد يكونون سببا في كسر الحجر المنزلي بطريقة غير مباشرة، وعليه فإنني لم أطلب اطلاقا من لاعبي اتحاد عنابة التدرب وفق برنامج مضبوط منذ توقف البطولة، لأن الظرف يفوق بكثير الممارسة الكروية، وهناك من اللاعبين في ولايات الوسط، من يعيش كوابيس حقيقية بفقدان عناصر من عائلاتهم، والخطر يحدق بباقي أفراد الأسرة، فكيف يستطيعون التفكير في كرة القدم. *وكيف ستكون أوضاع الفريق في حال استئناف المنافسة؟ المعمول به، أن اللاعب يستفيد من عطلة مدتها شهر واحد طيلة موسم كامل، وعند الاستئناف تكون هناك تحضيرات لا تقل عن 6 أسابيع، والوضع الحالي أجبرنا على التوقف عن التدريبات لمدة 36 يوما، ومن غير المعقول أن يكون الاستئناف مباشرة، لأن اللاعبين لن يتمكنوا من استرجاع الجاهزية البدنية بين عشية وضحاها، وعليه فإنني أستبعد فكرة استئناف البطولة، بعد الراحة الاجبارية التي تجاوزت الشهر. *نفهم من هذا الكلام بأنك تساند فكرة الموسم الأبيض؟ بالنسبة لي هذا الخيار أصبح حتميا ولا مفر منه، لأن مراعاة الجانب التقني أمر ضروري، والحرص على أمن وسلامة اللاعبين من العوامل الواجب مراعاتها أيضا، قبل التفكير في مصلحة النوادي ومستقبل البطولة، كما أن الحديث عن الموسم الأبيض يجرني لفتح زاوية أخرى للنقاش، في وجود أطراف لها مصالح خفية في هذه القضية، مادامت هناك جهات مختصة في «البزنسة»، والتي لعبت دورها في المرحلة السابقة من المنافسة، لكن طفو الحديث عن إمكانية تجميد النشاط إلى غاية الموسم القادم، وضع مصالحها على كف عفريت، رغم أن الأمر مقترن بالأساس بالجانب التقني، لأن اللاعبين بحاجة إلى فترة تحضير من جديد قبل استئناف النشاط، وهذا سيتزامن مع التحضير للموسم القادم، دون أن تكون لي خلفية في هذا الحديث، لأن اتحاد عنابة يتواجد ضمن كوكبة الطامحين للظفر بإحدى تاشيرات الصعود، وحظوظنا في التواجد ضمن رباعي الصدارة ظلت قائمة، لكن المعطيات الراهنة جعلتنا نتوقف كلية عن التدريبات.