عرفت المواجهة المباشرة التي نظمتها أمس، لجنة الانضباط والطاعة التابعة للرابطة المحترفة، ووضعت كل من المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية ووكيل اللاعبين المعتمد من طرف الفاف نسيم سعداوي وجها لوجه، تمسك كل طرف بموقفه في قضية التسجيل الصوتي المسرّب، وذلك بإصرار حلفاية على أن التسجيل «مفبرك»، مقابل تأكيد سعداوي على «صحة» وسلامة التسجيل الخاص بمكالمة هاتفية، كانت بينهما أوائل شهر مارس الفارط، الأمر الذي أبقى الملف مطروحا وقيد الدراسة في أروقة العدالة، للنظر في شقه الجزائي. جلسة الأمس، كان من المفروض أن تعرف حضور كل من رئيس اتحاد بسكرة عبد الله بن عيسى ونظيره لأهلي البرج أنيس بن حمادي، بعدما كانت اللجنة المختصة، قد استعمت إليهما أول أمس كشاهدين، وارتأت ذات الهيئة في بادئ الأمر إشراكهما في «المواجهة» المباشرة، لكن هذا الإجراء كان محل تحفظ وكيل الأعمال نسيم سعداوي، الذي كان قد اعترض على هذه الخطوة، وأكد بأن القضية تبقى بينه وبين حلفاية فقط، ولا دخل فيها لأي طرف آخر، وهو الاعتراض الذي أجبر اللجنة على انتهاج خارطة الطريق، التي كانت قد رسمتها في نهاية الأسبوع الفارط، فانحصرت المواجهة بين الطرفين المباشرين حلفاية وسعداوي. الجلسة دامت 3 ساعات وحلفاية متمسك بفبركة التسجيل وحسب ما استقته النصر، من مصدر جد مقرب من الرابطة، فإن الجلسة دامت قرابة 3 ساعات من الزمن، وشهدت استعراض أعضاء اللجنة برئاسة كمال مصباح لحثيثات القضية منذ طفوها على السطح، مع سرد أقوال الأطراف الأربعة التي تم الاستماع إليها، انطلاقا من فهد حلفاية، باعتباره المشتبه فيه، بحكم أن التسجيل الصوتي منسوب إليه، مرورا بالطرف الثاني في المكالمة، المناجير نسيم سعداوي، الذي تم استدعاؤه كشاهد، لأنه يفتقد إلى صفة في علاقة العمل مع الرابطة المحترفة، وصولا إلى الشاهدين الأخرين بن عيسى وبن حمادي، وقد أكد مصدر النصر في هذا الصدد بأن المدير العام لوفاق سطيف حلفاية تمسك بالأقوال التي كان قد أدلى آنفا، وقد أكد مجددا بأن التسجيل «مفبرك»، والتحريف حسبه كان بحذف الكثير من المقاطع التي تخدم مصلحته في هذه القضية، والتسجيل المتداول كان عبارة عن مزيج بين مقاطع من مكالمات عديدة، وهذا هو الجانب الذي جعله يتمسك بموقفه إزاء هذه القضية، ويصر على تبرئة ذمته من الأفعال التي نسبت له. مسؤول الوفاق ينفي الاتصال ببن عيسى وبخصوص قضية مباراة الوفاق ضد اتحاد بسكرة، والاعتراف الذي كشف عنه بن عيسى أول أمس، بتلقيه عرضا لرفع الأرجل وتسهيل مهمة «السطايفية» في تحقيق الفوز، أكد مصدر النصر بأن حلفاية نفى جملة وتفصيلا تورطه في هذه الشبهة، وأوضح بأنه لم يتصل إطلاقا بمسؤولي الفريق البسكري، وإذا كان هناك اتصال «فعلا» فإنه لا يتحمل مسؤولية تصرفات أشخاص آخرين، من خارج المحيط الرسمي للنادي. ورفض حلفاية عند انتهاء المواجهة المباشرة الإدلاء بتصريحات للإعلاميين، وكلف محامي الفريق نبيل بن نيّة بهذه المهمة، مع الالتزام بمبدأ التحفظ، عملا بالتوصيات التي أصدرتها لجنة الانضباط والطاعة، سيما وأن القضية مازالت قيد التحقيق الأمني، بعد الشكاوى المودعة لدى العدالة، سواء من وزارة الشباب والرياضة التي تأسست كطرف مدني، أو حلفاية وحتى إدارة أهلي البرج التي تابعت أحد الصحفيين قضائيا، وعليه فقد اكتفى محامي وفاق سطيف بالتصريح قائلا: « الأمور تسير على ما يرام، وما علينا الآن سوى انتظار العدالة للنظر في هذه القضية، ونحن متمسكون بموقفنا، ونراهن على تبرئة حلفاية من الأفعال التي نسبت إليه، لأن التسجيل مفبرك». سعداوي: لا يمكن توظيفي كورقة لضرب زطشي من الجهة المقابلة، أشار مصدر النصر إلى أن وكيل اللاعبين نسيم سعداوي تمسك بدوره بأقواله أمام لجنة الانضباط وأكد مجددا على أن صحة وسلامة التسجيل، والذي كان مضمون اتصال هاتفي له مع المدير العام لوفاق سطيف حلفاية، وأستدل في ذلك بالشريط الذي قدمه كدليل إلى اللجنة المختصة في جلسة سماعه يوم الخميس الماضي. وذهب سعداوي في تصريحه لوسائل الاعلام مباشرة بعد مغادرته مقر الرابطة إلى التأكيد على أنه كان من المقرر أن يتنقل أمس، إلى سطيف بعد استدعائه من طرف مصالح الأمن، من أجل الاستماع إلى أقواله، عقب الشكوى التي تقدم بها ضده حلفاية، لكن برمجة جلسة المواجهة المباشرة على مستوى الرابطة دفعتني كما صرح «أعيد النظر في برنامجي، وأضطر إلى تأجيل سفري إلى سطيف إلى غاية اليوم، لأنني مستعد للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه القضية، لأنني واثق من موقفي، والعدالة ستحدد مسؤولية كل طرف». وأشار سعداوي في معرض حديثه، بأن القضية تبقى شخصية بينه وبين حلفاية، ولا دخل لفريق وفاق سطيف فيها، مبعدا عنه شبهة التورط في الاتصال، الذي كان مع رئيس اتحاد بسكرة لتسهيل مهمة الوفاق في مباراة الجولة 21، قبل أن يخلص إلى القول: « هناك العديد من الأطراف حاولت استغلال هذه القضية للتهجم على شخص زطشي، بحكم العلاقة الشخصية التي تربطني به، لكن هذه المناورات تبقى فاشلة، لأنني لا يمكن أن أكون الورقة التي تستغل لتصفية حسابات مع المسؤول الأول في الاتحادية».