تعكف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على صياغة المنشور التوجيهي الخاص بتسجيل الطلبة الجدد تحسبا للموسم الجامعي القادم، إذ سيعيد النص النظر في بطاقة الرغبات بتوسيعها من أربع إلى أكثر من 10 اختيارات، كما سيلغي العمل بالمعدلات الوطنية للتسجيل في عدد من التخصصات، تماشيا مع إمكانيات القطاع في كل ولاية. كشفت مصادر مطلعة «للنصر» عن تفرغ القطاع خلال هذه الأيام لإعداد منشور يتعلق بتنظيم التسجيلات الجامعية الخاصة بالطلبة الجدد، التي ستعرف إدراج تعديلات عدة تحسبا للموسم المقبل لفائدة الناجحين المحتملين في امتحانات شهادة البكالوريا التي ستجري منتصف شهر سبتمبر المقبل. وستتضمن التعديلات المنتظر إدخالها على التسجيلات الجامعية الخاصة بالحائزين على شهادة البكالوريا، توسيع بطاقة الرغبات من 4 اختيارات إلى حوالي 15 اختيارا، بهدف مساعدة الطلبة الجدد على انتقاء التخصصات التي توافق ميولهم ورغباتهم، وكذا المعدل المحصل عليه في البكالوريا، بغرض تفادي الوقوع في الإشكالية التي تواجه القطاع كل سنة، وهي عدم التسجيل في أي تخصص بالنسبة لعدد هام من الطلبة، بسبب انحصار مجال الاختيار، وإلزام الناجحين بالانتقاء ما بين أربعة خيارات فقط. وبحسب ذات المصادر فإن عديد الطلبة كانوا يواجهون صعوبات في ملء بطاقات الرغبات، وبعضهم كان يضطر لملئها بأي طريقة خشية عدم الحصول على مقعد بيداغوجي في الجامعة وتفويت الموسم، ويلجأون إلى التسجيل دون الالتحاق بمقاعد الجامعة، كما أن بعضهم يضطر إلى تعليق الدراسة في انتظار الموسم الموالي، علما أن الوزارة قامت سنة 2017 بمراجعة بطاقات الرغبات وحصرتها في 4 اختيارات فقط بدل 10 ، بدعوى مساعدة الطلبة على انتقاء التخصصات التي يرغبون فيها. كما تعتزم الوزارة مراجعة العمل بالمعدلات الوطنية للتسجيل في التخصصات التي يوفرها القطاع، وإبقاء هذا الإجراء على بعض التخصصات فقط كالطب والصيدلة، وبموجب المنشور الوزاري قيد الإنجاز فإن تحديد معدلات الالتحاق بتخصصات معينة سيختلف من ولاية إلى أخرى، على غرار ما كان معمولا به في السابق، وسيخضع ذلك إلى طاقات الاستيعاب وقدرات التأطير التي تتوفر عليها كل منطقة. ويستثني الإجراء قائمة من التخصصات التي سيبقى الالتحاق بها يخضع إلى تحقيق معدلات وطنية يتم تحديدها سنويا من قبل الوزارة، بعد الكشف عن نتائج شهادة البكالوريا ودراسة وتحليل مستوى المعدلات المحصل عليها، وتمثل هذه التعديلات النظرة الجديدة للقطاع وهي تسعى لتوسيع وضبط عدد المقاعد البيداغوجية، بمنح كل ولاية خصوصية بحسب طبيعة احتياجاتها، علما أن وزير الصحة كان قد اقترح تخفيض معدل الالتحاق بتخصص الطب بولايات الجنوب لتغطية العجز في تأطير المؤسسات الاستشفائية، ومعالجة النقص في عدد الأطباء الأخصائيين. وستخفف هذه التدابير على الطلبة الجدد عناء اختيار التخصصات، وستسهل عليهم إجراءات التسجيل وتعمل على تسريعها، خاصة بعد أن تم تأجيل تنظيم البكالوريا إلى منتصف شهر سبتمبر المقبل، وتحديد منتصف شهر نوفمبر المقبل موعدا لالتحاق الطلبة الجدد بمقاعد الجامعة. ويذكر أن الإخفاق في اختيار التخصص من قبل الطلبة من بين أسباب ارتفاع نسبة إعادة السنة أولى جامعي، إذ تشير إحصائيات القطاع بأن نسبة هامة من طلبة السنة الأولى كانوا يضطرون إلى تغيير التخصص أو إعادة اجتياز شهادة البكالوريا للانضمام إلى معاهد او مدارس عليا تضمن لهم تكوينا يوافق رغباتهم ومكانة في سوق العمل، في وقت يعمل القطاع على تكييف مسار التكوين الجامعي مع متطلبات الاقتصاد الوطني، بالتنسيق مع المؤسسات والهيئات المعنية، لتحيين مستمر لمدونة التخصصات حسبما يمليه التطور الاقتصادي الذي تشهده مختلف الدول. لطيفة بلحاج