تفاعل فنانون لبنانيون و عرب مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأيقونة الغناء اللبناني المطربة فيروز، التي تعد واحدة من أشهر المطربين في العالم العربي، و إذ يعتبر صوتها موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره، مرورا بصراعاته، وحتى أحدث صدمة تعرض لها، إثر انفجار ميناء بيروت في 04 أوت الفارط . و قد منح ماكرون للفنانة فيروز، وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي بفرنسا، أنشأه نابليون بونابرت عام 1802، و أهدت السيدة فيروز بدورها لماكرون لوحة فنية، و ذلك خلال زيارته لها في منزلها في الرابية شمال بيروت، بحضور ابنتها ريما الرحباني. و قد نشرت لأول مرة وسائل الإعلام صورا للفنانة في بيتها، و هي ترتدي لباسا أسود اللون، و تضع على وجهها واقيا من فيروس كورونا. الرئيس الفرنسي قرر في مستهل زيارته الثانية لبيروت، لقاء مغنية لبنان الأولى فيروز في منزلها، بعيدا عن وسائل الإعلام بناء على طلبها، و احتسى معها القهوة و تحدثا قرابة ساعة و نصف، واصفا زيارته لها بأنها «جميلة و قوية للغاية»، مضيفا «تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة إلي عن لبنان نحبه و ينتظره الكثير منا، عن الحنين الذي ينتابنا»، و عن سؤال حول أغنية فيروز المفضلة بالنسبة إليه، رد بأنها «بيروت» التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار و تبعاته. و قوبلت زيارة ماكرون إلى فيروز بمشاعر متباينة، حيث أشاد بها بعض النشطاء اللبنانيين، فيما وصفها آخرون، بأنها «لفتة لا معنى لها»، فيما تفاعل معها عدد من نجوم الفن، حيث غردت الفنانة أحلام عبر تويتر «مُنحت الكبيرة فيروز اليوم وسام جوقة الشرف، وهو أرفع وسام فرنسي، كيف لا وهي الوسام بحد ذاتها، و زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للكبيرة فيروز، دليل على أنها هي كبيرة لبنان و أرزته الشامخة للأبد، و تقدير فيروز هو تقدير للفن والفنانين و الوطن العربي بأسره، فليحيا لبنان و لتحيا فيروز». فيما قالت الفنانة أروى عبر تويتر «زيارة الرئيس ماكرون لبيت صوت لبنان العملاق فيروز يعطينا عدة دروس، التواضع ، تقدير العطاء، أن تصرفات بسيطة تثبت قدرة كبيرة على القوة و القيادة». بينما كتبت الفنانة مايا دياب عبر تويتر «علماً أني فخورة بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبيروت، لأنه أراد أن يزور رمز الوطن فيروز سيدة البلاد»، و كتبت الفنانة شريهان عبر حسابها الرسمي على إنستغرام «ستنهض ماسة العالم من جديد، ستنهض بلادك وتُعلم العالم الدرس مرة أخرى من أول وجديد،» فهذا أنتم» شعب الإرادة والكرامة، الشموخ والإصرار، الانتصار و الإعمار، أنتم الإبداع و الفن و الحب، لبنان الحضارة و التقدم و كل ما هو عظيم مبدع جميل وجديد، حماك الله ونصر شعبك ووطنك ..دعائي، صلاتي، قلبي و صوتي معكم و لك». و قد أحييت فيروز، و اسمها الحقيقي نهاد حداد، العديد من الحفلات الموسيقية في فرنسا، بما في ذلك حفل أوليمبيا في عام 1979، حيث غنت «باريس يا زهرة الحرية»، بإحدى أكبر قاعات الحفلات الموسيقية في باريس، قصر بيرسي، في عام 1988. ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998، و كان أول ظهور لفيروز في تلفزيون أوروبي عام 1975 ، من خلال برنامج فرنسي. و خلال الحرب الأهلية اللبنانية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا غنائيا واحد فقط في لبنان، على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك. للإشارة فإنه نادرا ما تتحدث فيروز، ذات 86 عاما، إلى وسائل الإعلام، و لا تظهر إلا نادرا، لكن الكثير من اللبنانيين لا يزالوا يبدأون يومهم بالاستماع إلى أغانيها بالكثير من الحنين إلى الماضي و يعتبرونها شخصية ترمز للوحدة و السلام في بلد يعاني من الصراع. ق م