يبدو أن الناخب الوطني جمال بلماضي، درس جيدا طريقة تفكير حسام عوار، بدليل أن «جرأته» وتوقعاته في الندوة الصحفية، التي عقدها يوم الأربعاء، تجسدت على أرض الواقع 24 ساعة بعد ذلك، حيث قال بالحرف الواحد: « أنا على يقين بأن عوار سيرد على تصريحاتي، لكن أؤكد لكم، بأنه حسم موقفه للعب لفائدة المنتخب الفرنسي منذ مدة». وجاء رد عوار سريعا وله دلالات واضحة، عندما قال: « مرتاح في المنتخب الفرنسي، وغير مهتم بما يقال عني هنا وهناك»، وهو التصريح الذي يؤكد وجود أشياء حيكت في الخفاء من طرف الاتحاد الفرنسي، ومدربه ديدي ديشان، وما يعزز هذه الفرضية، توقيت الندوة الصحفية لمتوسط ميدان نادي ليون (24 ساعة مباشرة بعد تصريحات الناخب الوطني جمال بلماضي). وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن بلماضي فهم رسالة عوار منذ أول اجتماع معه، أين حاول مدرب الخضر شرح مشروعه، والأهمية التي يوليها له، خاصة وأنه يعتبر من بين أفضل لاعبي وسط الميدان الصاعدين، لكن قبل كل هذا هناك شرط ضروري ومهم بالنسبة للناخب الوطني، ويمر حتى قبل المستوى الفني، هو تأكيد تعلقه بالجزائر ورغبته في حمل ألوان منتخب بلده الأصلي، من خلال الإدلاء بتصريحات يوضح من خلالها رغبته في تدعيم صفوف الخضر، لكنه لم يقم بذلك، وهو ما جعل مدرب الخضر، يقتنع برغبته في تقمص ألوان منتخب الديكة. وفي السياق ذاته، لم يكن بلماضي الوحيد الذي انتقد بعض وسائل الإعلام، وحتى بعض المناصرين، من خلال منح «قيمة» مبالغ فيها لبعض اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث خرج بدوره المهاجم إسلام سليماني بتصريحات في حواره مع جريدة «فرانس فوتبول» في الجزء الثاني، قال فيها: « يجب عدم انتظار اللاعبين مزدوجي الجنسية مطولا، ومن يختار منتخب فرنسا وجنسيتها الرياضية فهو حر، ومن يفضل المنتخب الوطني مرحبا به، لكن منح هذه العناصر أكبر من حجمها يشعرنا بالإهانة، ونحن أيضا يمكننا تقديم الإضافة، ولم نبخل بأي جهد من أجل إسعاد الشعب الجزائري». جدير بالذكر، أن بلماضي طوى ملف حسام عوار بشكل نهائي، خاصة بعد تصريحات متوسط ميدان نادي ليون، التي خلفت استياء كبيرا لدى الجزائريين، وهو ما وقفنا عليه من خلال مجمل التعليقات في شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، أين صبوا جام غضبهم على عوار، الذين أكدوا عدم رغبتهم في مشاهدته مستقبلا مع الخضر، رغم تغيير القوانين من طرف الاتحاد الدولي للعبة، ومنح فرصة ثانية للاعبين أقل من 23 سنة بتغيير الجنسية الرياضية.