دعت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، المزارعين، إلى ضرورة التوقف عن الحصاد خلال هذه الفترة التي تسجل ارتفاعا قياسيا في درجة الحرارة وهبوبا قويا للرياح وذلك تفاديا للحرائق، كما أكدت تضرر مساحات واسعة من الحبوب بثلاث بلديات كبرى بسبب الجفاف، متوقعة تراجعا محسوسا في المنتوج، في حين تم إبرام اتفاقية مع مجمع «سيم» لشراء محصول السلجم الزيتي. وسجلت ولاية قسنطينة على غرار مختلف المناطق الشرقية للوطن ارتفاعا قياسيا في درجة الحرارة التي تجاوزت 40 في أوقات الظهيرة، صاحبها هبوب رياح قوية لاسيما خلال اليومين الأخيرين، وهو ما دفع بمديرية المصالح الفلاحية إلى إصدار نشرية مستعجلة لفائدة فلاحي الولاية، من أجل التوقف عن الحصاد خلال هذه الفترة لاسيما في أوقات الذروة بين ال 11 صباحا والخامسة مساء. وأوضح مدير الفلاحة، بن سراج جمال الدين في اتصال بالنصر، أن ارتفاع درجة الحرارة يتسبب في اندلاع الحرائق في المحاصيل الفلاحية لاسيما الحبوب كما تعد الرياح عاملا مساعدا من الدرجة الأولى في توسعها وانتشارها، مؤكدا على ضرورة توقف الفلاحين عن الحصاد خلال هذه الفترة إلى غاية استقرار الوضعية الجوية وعودة الحرارة إلى مستوياتها العادية. وفيما يخص وضعية موسم الحصاد والدرس، فقد أوضح المتحدث، أنها انطلقت بالعديد من المناطق غير أنه توقع تراجعا محسوسا في منتوج الحبوب، خلافا لما كان عليه الأمر في العام الماضي، موعزا ذلك إلى الجفاف الذي ضرب الولاية خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، وهو ما تسبب في خسائر للفلاحين إذ سقطت الأمطار متأخرة عن موعدها الفصلي. وتضررت ثلاث بلديات كبرى من الجفاف ويتعلق الأمر بالخروب وخاصة منطقة صالح دراجي فضلا عن أولاد رحمون وعين اسمارة، حيث ذكر مدير الفلاحة أن تربتها تضررت بفعل الجفاف، مشيرا إلى أن مصالحه بصدد إحصاء كل الأضرار وذلك من أجل إجراء تقييم شامل لاسيما فما يخص التوقعات الحقيقية للإنتاج. وأفاد المتحدث، أن مؤسسة "سيم" للصناعات الغذائية قد أبرمت اتفاقية بكل التفاصيل مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة من أجل اقتناء كل محصول الولاية من السلجم الزيتي "الكولزا"، مشيرا إلى أن نتائج زراعة هذا النبات مرضية، كما ستعمم أكثر ابتداء من الموسم الزراعي المقبل، علما أن قسنطينة قد خصصت 853 هكتارا لزراعة السلجم كما يشرف عليها 58 فلاحا عبر 8 مزارع نموذجية. وأوضح رئيس الاتحاد الولائي للفلاحين، سليمان عوان، بخصوص موسم الحصاد والدرس أنه وفضلا عن تضرر المناطق التي صرح بها مدير الفلاحة بالجفاف، فإن المناطق الشمالية للولاية سجلت هي الأخرى تراجعا في الإنتاج، إذ وقف الفلاحون على ضعف كبير في "نفض السنابل" فقد نمت، وفق شرحه، دون أن تنتج كميات معتبرة من الحبوب. وذكر المتحدث، أن التوقعات تشير إلى تراجع بنسبة 40 بالمئة في إنتاج الحبوب مقارنة بالعام الماضي، مضيفا أن الحديث عن الخسائر غير ممكن في الوقت الحالي، حيث سيتم إعداد تقييم شامل بعد انتهاء موسم الحصاد. وجمعت تعاونية الحبوب والبقول الجافة العام الماضي، أزيد من مليون و600 ألف قنطار من الحبوب الشتوية وهو رقم أقل ب 10 بالمئة من منتوج عام 2019، حيث تم تجميع ما لا يقل عن مليون و900 ألف قنطار، كما دعت مديرية الفلاحة المزارعين إلى تحويل منتوج الشعير إلى التعاونية، إذ تهدف إلى جمع 50 بالمئة من المحصول على الأقل.