توقّع البروفيسور كمال جنوحات تسجيل ارتفاع طفيف في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع القادمة، جراء المناسبات العائلية، من بينها الاحتفال بنتائج الامتحانات الرسمية، لتعاود الاستقرار مجددا أواخر جويلية، لكنه استبعد تشديد إجراءات الحجر الصحي خلال موسم الاصطياف في حال التحلي بالوعي. لم يستبعد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات في تصريح "للنصر" ارتفاع في حالات العدوى بفيروس كورونا تزامنا مع إحياء المناسبات العائلية، والاحتفال بنتائج شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا التي سيعلن عنها شهر جويلية القادم، لكنه أكد بأن الزيادة في عدد الإصابات الجديدة لن تكون كبيرة، أو بشكل يبعث على القلق في حال التعايش مع الوضع. وتوقع رئيس المخابر المركزية بمستشفى رويبة بالعاصمة، أن يعود المنحنى التصاعدي للوباء للتراجع من جديد مع استقرار مستوى العدوى، وسيتيح هذا الوضع حسبه للأسر الفرصة لقضاء موسم اصطياف هادئ في إطار البروتوكول الصحي، دون لجوء السلطات العمومية إلى تشديد الحجر الصحي، والتضييق على المواطنين عبر منع بعض الأنشطة أو غلق فضاءات سياحية تعد قبلة للمصطافين. ويرى البروفيسور جنوحات بأن التعايش مع الوباء أكسب المواطنين تجربة وخبرة في التعامل مع الفيروس، لذلك فإن تشديد إجراءات الحجر الصحي في موسم الاصطياف لن يكون له أي مبرر، بعد أن سار الموسم الماضي في ظروف جيدة، دون تسجيل اتساع في رقعة العدوى، وارتفاع في عدد الضحايا. وأكد المصدر بأن الفيروس المتحور أضحت له أعراض تشبه إلى حد ما الأعراض التي يسببها الزكام العادي والتسممات الغذائية، من بينها سيلان الأنف، والألم في البطن مع الإسهال، في حين أن الكثير من المصابين بكورونا يعتقدون بأن الآلام التي يعانون منها سببها تناول بعض الأغذية أو الفواكه الموسمية. وبشأن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الوضع الوبائي، أوضح المتحدث بأن الاستعمال غير العقلاني للمكيفات الهوائية، وغلق النوافذ دون السماح بتجدد الهواء داخل الغرفة، سيكون له عواقب وخيمة على صحة الأفراد. وأضاف في ذات السياق الدكتور امحمد كواش مختص في الصحة العمومية، بأن الاستهتار ولامبالاة يهددان بتفاقم الوضع الصحي، مذكرا بأننا مقبلون على الاحتفال بمناسبة دينية وهي عيد الأضحى، وما يسبقها من اقتناء للأضحية، لذلك فإن عدم احترام التدابير الوقائية التي يوصي بها المختصون قد يدفع بالسلطات إلى غلق أسواق الماشية، وتقييد الحركة أيام العيد، للحد من توسع رقعة العدوى. كما حذر المختص في الصحة العمومية من تأثير المناسبات العائلية على الوضعية الصحية، بسبب عدم احترام مسافة التباعد الجسدي، قائلا إنه شخصيا تلقى على مستوى عيادته الطبية حالات عدة أصيبت بالفيروس بعد حضور ولائم وأعراس. ويرى الدكتور كواش بأن الجزائريين أصبحوا يتعاملون باستهتار مع الأعراض التي يسببها فيروس كورونا في نسخته المتحوّرة، والتي تشبه كثيرا الأعراض التي يسببها الزكام الموسمي أو نزلات البرد، كما أضحى أغلبهم يتجهون إلى التطبيب الذاتي واقتناء الأدوية بطريقة عشوائية، دون اللجوء إلى الطبيب المختص، لا سيما وأن جل الصيادلة اكتسبوا تجربة مع المرض، وأضحوا على دراية بالأدوية التي توصف في هذه الحالة. ويؤدي التداوي الذاتي وعدم إتمام العلاج وفق المصدر، إلى نشر العدوى بالفيروس، وظهور سلالات متحورة جديدة أكثر خطورة ويصعب التحكم فيها، على غرار السلالة المنتشرة في دول مجاورة وفي أوروبا، المعروفة بتسمية سلالة "دلتا". ونبّه المختص في الصحة العمومية إلى أن عدم الاكتراث بحساسية الظرف، والإصرار على تجاهل التدابير الوقائية قد يؤدي إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي، من بينها غلق أسواق الماشية ومنع الحركة يومي العيد، داعيا المواطنين إلى التحلي بالوعي والمسؤولية لتخفيف الضغط على موظفي قطاع الصحية، لتمكينهم من الاستفادة بدورهم من العطلة السنوية.