اليد السكيكدية تتحول إلى معادلة صعبة ظفر فريق أمل سكيكدة لكرة اليد بلقب البطولة الممتازة عن جدارة واستحقاق، بعد تغلبه على شباب ميلة بنتيجة 25 مقابل 23 في دورة «بلاي أوف» التي احتضنتها القاعة البيضوية بالعاصمة، وتسيده الترتيب طيلة دورات اللقب الثلاثة، ليصبح في خزينته ثلاث بطولات وطنية وكأس ممتازة، متحديا كل الصعاب بما فيها جائحة كورونا، ليضع بذلك حدا لهيمنة المجمع البترولي على هذه المنافسة طيلة عقود، ويؤكد الفريق بهذا الإنجاز بأن اليد السكيكدية أصبحت معادلة صعبة ليس وطنيا فقط لأن هذا التتويج سيفتح له مجال المشاركة في منافسات عربية وإفريقية. إعداد: كمال واسطة رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر تتويجنا ذو طعم خاص لتزامنه مع ذكرى التأسيس أيعقل بطل الجزائر لا يمتلك قاعة !؟ في البداية نبارك لكم التتويج بلقب البطولة الممتازة لكرة اليد ؟ حقيقة، كان تتويجا متميزا وله طعم خاص، لأنه تحقق في الثاني من جويلية، تزامنا وذكرى تأسيس النادي في 2 جويلية 1995، ونحن سعداء بهذا الإنجاز الذي يعتبر اللقب الثالث في تاريخ الفريق، بالإضافة إلى الكأس الممتازة. التتويج لم يكن سهلا، أليس كذلك ؟ بطبيعة الحال، تتويجنا بهذا اللقب لم يكن سهلا كما يتصور البعض، وإنما تحقق بصعوبة كبيرة، لأننا خضنا ثلاث دورات متتالية ،وفي كل مرة كنا نتنقل إلى العاصمة ونعود لسكيكدة بعد نهاية كل موعد، الأمر الذي أثر كثيرا على الجانب البدني للاعبين. أما عن المباراة أمام شباب ميلة، توقعنا صعوبتها، وفريقي وجد منافسة شرسة من طرف المنافس، بحكم أن الأخير لعب متحررا ولم يكن لديه أي شيء يخسره، بينما نحن لعبنا تحت الضغط، وأردنا أن نحسم اللقب في هذا الموعد، وقبل الجولتين المتبقيتين، والفضل الكبير يعود طبعا للاعبين، الذين كانوا محضرين من جميع النواحي، وأظهروا إرادة كبيرة في الفوز باللقاء، دون أنسى العمل الكبير الذي قام به الطاقم الفني بقيادة فاروق دهيلي. وكيف كانت تحضيراتكم للبطولة؟ التحضيرات كانت متذبذبة، بسبب الوضع الصحي جراء جائحة كورونا، لكن عرفنا كيف نتجاوز هذا العائق بفضل البرنامج المسطر من طرف الطاقم الفني، وكنا نتدرب بدون انقطاع مع حرصنا على توفير كل الظروف والإمكانيات اللازمة، والحمد لله سارت الأمور كما يجب. وماذا عن الجانب المالي ؟ فريقنا يعاني من ضائقة مالية بصفة دائمة، فتسيير ناد بهذا المستوى يتطلب أموالا كبيرة، وشخصيا أستغرب في كل مرة و أتساءل كيف لفريق بطل الجزائر ثلاث مرات، ويشارك في المنافسات الإفريقية والعربية بانتظام، وشرف الراية الوطنية في المحافل الدولية في عدة مناسبات، لكنه يعاني من أزمة مالية؟، وبهذه المناسبة أناشد السلطات الولائية التدخل، وتقديم يد المساعدة للفريق، دون أن أنسى المتعاملين الاقتصاديين، الذي حسب رأيي هم مطالبون بالتحرك لدعم الفريق الذي تنتظره منافسات إفريقية وعربية أواخر السنة والسنة القادمة. لكن رغم كل هذا، فريقكم أصبح يشكل معادلة صعبة في كرة اليد الجزائرية، وتمكنتم من وضع حد لهيمنة، وسيطرة المجمع البترولي على لقب البطولة، ما رأيك ؟ الحمد لله، ذلك يرجع بالأساس إلى نجاح الاستراتيجية التي سطرناها منذ نشأة الفريق، والتي ترتكز على التكوين، وكان من ثمارها نيل أول لقب في 2012 وبعدها في 2015 ، إضافة إلى التتويج في نفس السنة بالكأس الممتازة، ثم توجنا باللقب الثالث هذا الموسم، وأصبحنا نشكل قوة ضاربة في البطولة، كما يمكن القول بأن فريقنا بات خزانا للمنتخب الوطني بتواجد ثلاثة لاعبين في الأكابر نايم، ساكر وبوجناح، وعدة لاعبين في الفئات الشبانية، كما أننا أصبحنا نشارك بانتظام في المنافسات الإفريقية والعربية وفريقنا هو النادي الجزائري الوحيد الذي تغلب على الزمالك المصري. وكيف ترى مستقبل الفريق في ظل هذه الظروف، خاصة وأنكم على موعد مع المشاركة في منافسات إفريقية وعربية ؟ بالفعل، فريقنا مقبل على المشاركة في منافسات من المستوى العالي ولا بد من توفير الامكانيات والظروف المواتية بداية من أكتوبر القادم في البطولة الافريقية في البنين وشهر مارس 2022 في البطولة العربية في بورسعيد بمصر وذلك يتطلب امكانيات كبيرة وهنا أتوجه إلى السلطات الولائية من أجل مساعدة الفريق حتى نتمكن من حماية اللاعبين، والمحافظة عليهم، لأن أندية كثيرة تريد خطفهم، من خلال تقديم عروض مادية مغرية، كما أود الحديث عن نقطة مهمة.. ما هي هذه النقطة التي تود الحديث عنها؟ فريقنا يعاني من مشكل كبير في انعدام قاعة بمواصفات عصرية، وأصبحنا نجد مصاعب كبيرة سواء في التدريبات أو في اللقاءات الرسمية، لأن القاعتين المتواجدتين بدار الشباب الإخوة ساكر، والثانية بملعب 20 أوت، وضعيتهما كارثية ولا تصلحان لممارسة الرياضة، وبالتالي نحن في حاجة ماسة لقاعة جديدة والسلطات الولائية وكذا مديرية الشبيبة والرياضة مدعوتان للتدخل لمعالجة هذا المشكل العويص. حاوره: كمال واسطة مدرب أمل سكيكدة فاروق دهيلي الأمل خزان للأندية والمنتخبات أبدى مدرب أمل سكيكدة فاروق دهيلي سعادته الكبيرة بهذا اللقب، وقال في تصريح للنصر:» تنقلنا للعاصمة وكلنا تفاؤل بتحقيق اللقب، خاصة وأننا حضرنا جيدا لهذا الموعد، رغم أن المأمورية لم تكن سهلة أمام فريق لعب متحررا ولم يكن لديه أي شيء يخسره، كما أنه يمتلك أفضلية من الناحية البدنية، بحكم أنه لم يخض كامل المقابلات على عكس أمل سكيكدة، الذي لعب خمس مباريات متتالية، فضلا عن مشقة الرحلات من سكيكدة إلى العاصمة ذهابا وإيابا في الحافلة، ولهذا لم يظهر الفريق بمستواه الحقيقي». وأضاف:» ما يهم في مثل هذه المباريات هو الفوز قبل الأداء، وخرجنا بعدة أمور إيجابية أبرزها حسن تسييرنا للمباريات، دون أن ننسى الدور الكبير للاعبين، الذين كانوا في الموعد، ولعبوا جميع المباريات بإرادة وعزيمة كبيرتين، ما سمح لنا بتسيد الترتيب في دورات اللقب الثلاثة، والتتويج كان عن جدارة واستحقاق. وعاد مدرب الأمل للحديث عن الصعوبة التي وجدها عند استئناف التحضيرات بسبب جائحة كورونا، خاصة فيما يتعلق بمشكلة قاعة التدريبات، حيث كان الفريق يتدرب في القاعة المتواجدة بملعب 20 أوت في ظروف جدة صعبة، ناهيك عن التذبذب في التدريبات، غير أن إرادة اللاعبين وتوفير رئيس النادي كل الإمكانيات، سمح لرفقاء نايم بالتتويج باللقب. وأما بخصوص موقف رئيس الفريق، وتخوفه من إمكانية مغادرة اللاعبين بسبب الإغراءات المالية، قلل المتحدث من أهمية هذا الأمر لأن أمل سكيكدة مدرسة ترتكز إستراتيجيتها على التكوين، وقادرة على تعويض اللاعبين المغادرين، بدليل أن الفريق أصبح خزانا للأندية الجزائرية والمنتخبات الوطنية بجميع فئاته. كمال واسطة لاعب الأمل زهير نايم للنصر اللقب أحسن هدية قبل مغادرتي نحو نادي الشارقة عبر لاعب أمل سكيكدة زهير نايم عن سعادته بالإنجاز المحقق، وقال للنصر في هذا الصدد:» أنا جد سعيد بهذا التتويج الذي تحقق بصعوبة كبيرة أمام منافس خلق لنا عدة صعوبات، ولعب متحررا عكس فريقنا الذي لعب تحت الضغط، وفوزنا لم يأت صدفة، لأننا كنا محضرين جيدا لهذه المنافسة، رغم المصاعب التي صادفتنا مع جائحة كورونا أو في الجانب المتعلق بمشقة التنقلات المتكررة من سكيكدة إلى العاصمة، فليس سهلا أن تلعب خمس مباريات في ظرف 21 يوما، لكن بتضافر جهود الجميع من لاعبين وطاقم فني ومسيرين على رأسهم الرئيس عليوط تمكنا من تحقيق الهدف المسطر». وتابع :»أشكر الله الذي وفقني لأحقق هذا اللقب مع فريقي خاصة وأن ذلك يتزامن ومغادرتي الفريق لخوض تجربة احترافية مع فريقي الجديد الشارقة الاماراتي وهي تجربة ستكون مفيدة لتطوير مستواي، وتزيدني خبرة وليس أجمل من توديع فريقي بهذه الطريقة». وختم:» أتقدم بشكري إلى الأهل والأقارب، وإلى والي الولاية، الذي يعتبر مشجعي رقم واحد في المدينة، وإلى فريقي أولمبيك مجاز الدشيش الذي بدأت فيه مسيرتي الكروية، وفريقي أمل سكيكدة الذي منح لي فرصة البروز، والتألق والانضمام للمنتخب الوطني، كما أحيي كل الذين ساعدوني في تحقيق حلمي بالاحتراف في هذا النادي، الذي يعتبرا بطلا للإمارات، ويشارك بانتظام في كأس أسيا، والشكر موجه أيضا كذلك لجريدة النصر التي تتابع باهتمام مشواري الرياضي». كمال واسطة