فضح الناخب الوطني جمال بلماضي المهاجم أندي دولور، بعدما كشف الأسباب الحقيقية وراء غيابه عن قائمة المنتخب الوطني، المعنية بتربص شهر أكتوبر الجاري، والتي ترجع بالدرجة الأولى إلى طلب مهاجم نادي نيس الفرنسي الإعفاء من تلق دعوة الخضر لمدة سنة كاملة، للسماح له بفرض نفسه في فريقه الجديد، وهو ما أثار حفيظة مهندس التتويج بالنجمة الإفريقية الثانية، خاصة وأنه لا يتلاعب مع الأمور المتعلقة بالارتباط بالمنتخب. وأزال بلماضي في الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة الخميس، اللبس والغموض اللذين صاحبا سقوط اسم دولور من قائمة 25 لاعبا، التي أعلن عنها الناخب الوطني يوم الأحد الماضي، قبل أن ترتفع إلى 26 بدعوة الثنائي عمورة وقبال لأول مرة، عندما قال إنه مصدوم لتراجع وسائل الإعلام المحلية عن الحديث عن قضية دولور منذ انتشار أخبار في الصحافة الفرنسية عن أسباب الغياب:» في البداية أنا منزعج ولم يعجبني الأمر، لأنكم (يقصد ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا الندوة الصحفية) تراجعتم عن الحديث عن قضية دولور بمجرد كتابة أخبار في الصحافة الفرنسية». وأضاف:» الأخبار التي تحدثت عن اتفاق بين دولور ومدرب نيس غالتيي، كنت على علم بها منذ حوالي أزيد من شهر، عندما اتصل بي شخص، وحذرني من صفقة انتقال أندي إلى نادي نيس، وقال لي إن اللاعب اتفق مع إدارة نادي الجنوب الفرنسي على عدم المشاركة في نهائيات «الكان»، لكنني قلت في قرارة نفسي انتظر وسنرى، والشيء الذي أؤكده لكم أن القضية وكل ما فيها، أن دولور كان ضمن القائمة الموسعة، قبل أن يرسل لي رسالة قصيرة قبل حوالي أربعة أيام من انطلاق التربص، أخبرني فيها بأنه يريد النجاح مع فريقه الجديد، وأن المنافسة شديدة مع زميله غويري ودولبريج، لذلك يود تعليق المشاركة مع المنتخب الوطني لسنة كاملة، كما أنه لن يتمكن من الحضور في كأس إفريقيا أيضا». ولم يتوقف بلماضي عند حديثه عن قضية لاعب نيس عند هذا الحد، بل ذهب بعيدا في تصريحاته، ورد بشكل غير مباشر على الأطراف التي انتقدته بشدة، عندما قال:»هناك من انتقدني دون علمه بالأسباب، بل أكثر من ذلك، ذهبوا بعيدا ووصفوني ب»الحقار»، لست ملاكا وأتقبل الانتقادات، لكن عندما تكون في محلها، وليس بسبب لاعب يفضل ناديه على المنتخب الوطني يتم اتهامي، بالنسبة لي المنتخب شيء مقدس، تتذكرون جيدا ما حدث شهر مارس الماضي، عندما منح الاتحاد الدولي للعبة، ترخيصا بمنع اللاعبين من الالتحاق بمنتخباتهم بسبب فيروس كورونا وكذا قرار الاتحاد الفرنسي، يومها قلت إن هناك عناصر أكدت تعلقها بالمنتخب في صورة سليماني الذي تحدى مسؤولي فريقه للقدوم، في الوقت الذي صدمت من قرار بعض العناصر، ورغم كل ذلك منحت أندي فرصته وأشركته أساسيا، هل هذا يعني بأنني «حقار»، كما أنه تواجد في القائمة باستمرار». وفي السياق ذاته، أكد بلماضي، بأنه تحدث مع المدير الرياضي لنادي نيس، الذي لا يريد مشاركة اللاعبين الأفارقة مع منتخبات بلادهم في الكان المقبلة، وهو ما يجب رفضه حسب مدرب الخضر، لأنه يبقى مجرد اتفاق شفهي. دولور حاول التبرير وخسر كل شيء جاء رد نادي نيس على تصريحات الناخب الوطني بلماضي، عندما أكدوا عدم توقيع دولور على أي بند في العقد يمنعه من المشاركة في الكان، وهو حسب ما تناقله موقع «أر.أم.سي» المختص إجراء غير قانوني، لكن إدارة نادي الجنوب لم تتعامل باحترافية، على اعتبار أن بلماضي لم يؤكد في تصريحاته توقيع دولور على بند في العقد، بل قال إنه تلقى اتصالا قبل ترسيم أندي انضمامه إلى نادي نيس، يتحدث عن اتفاق في هذا الخصوص، لكنه فضل التأكد من المعلومة، قبل أن يتلقى رسالة من اللاعب في حد ذاته، يطلب فيها الإعفاء من المنتخب لمدة سنة. من جهته، حاول اللاعب مفجر «الزوبعة» تبرير خطوته، من خلال تصرح لصحفية «ليكيب» الفرنسية، قال فيه:»سأبلغ سن 30 في غضون يومين وأنا في مرحلة مفصلية في مسيرتي الكروية، لقد وصلت إلى ناد متطلب وفيه الكثير من المنافسة، وأريد أن أضع كل شيء لصالحي». وأضاف «ما يقال عن البند المفترض في عقدي هو اختراع خالص، أتمنى أن يفهم خياري، الناس يعرفونني جيدا، أنا شخص أبذل قصارى جهدي دائما، أعتقد أن هذا الاختيار مهم بالنسبة لي هذا الموسم، ولكنني لن أعتزل دوليا». اللاعب سقط من حسابات بلماضي نهائيا قطع بلماضي بصفة ضمنية، الطريق أمام إمكانية عودة دولور إلى المنتخب مستقبلا، عندما قال:» ربما سيعود دولور إلى المنتخب بعد سنة، لكن قد يكون مع مدرب آخر»، في إشارة واضحة إلى خروج مهاجم نيس من حسابات مدرب الخضر، الذي كان صريحا إلى أبعد الحدود. ومباشرة بعد كشف بلماضي عن سبب غياب المهاجم، فقد صبت جل تعليقات وردود أفعال عشاق ومحبي المنتخب الوطني، في خانة عدم قبول ما بدر من مهاجم نادي نيس، الذي خسر ود وحب غالبية الشعب الجزائري، مثلما وقفنا عليه في مجمل التعليقات، سواء على صفحة اللاعب في وسائل التواصل الاجتماعي أو في موقع الفاف، بدليل تراجع عدد المعجبين في صفحته على الفايسبوك في آخر 24 ساعة، بعد أن كان يحظى باحترام واسع، وهو ما جعله يخسر نقاطا كثيرة، ويخرجه نفسه من حسابات بلماضي، على عكس الشاب لاغا، الذي أشاد كثيرا مدرب الخضر بموقفه وتفضيله تمثيل المنتخب الجزائري على حساب المنتخب الفرنسي، بعد تلقيه دعوة المنتخبين في نفس الوقت، في سابقة مثلما صرح به بلماضي.