تعطى عشية الغد، إشارة انطلاق الطبعة 60 للبطولة الوطنية لكرة القدم، بإجراء جولة رفع الستار عن الموسم الكروي الجديد، والذي سيكون الثاني عشر تحت مظلة الاحتراف، ولو أن الإنطلاقة تأتي في ظروف استثنائية، لأن مخلفات جائحة كورونا مازالت تلقي بظلالها، سيما وأن فترة الراحة بين الموسم المنقضي والقادم لم تدم سوى 58 يوما، الأمر الذي كانت له انعكاسات على تحضيرات النوادي للعودة بسرعة إلى غمار المنافسة الرسمية. الموسم رقم 12 في عهد الاحتراف سيكون بانطلاقة مبتورة، في غياب الرباعي الحامل لراية التمثيل الجزائري على الصعيد القاري، ويتعلق الأمر بكل من شباب بلوزداد، وفاق سطيف، شبيبة الساورة وشبيبة القبائل بسبب الانشغال بالمنافسة الإفريقية، الأمر الذي يجعل محطة التدشين تقتصر على 5 مباريات، افتتاحها سيكون عشية الغد، من ملعب بن عبد المالك بقسنطينة، أين سيستضيف شباب قسنطينة فريق مولودية وهران، في قمة تقليدية يبحث من خلالها أهل الدار على تدشين المشوار بانتصار في عقر الديار، رغم أن «الحمراوة» كثيرا ما نجحوا في العودة من مدينة الجسور المعلقة بكامل الزاد، على أن تجرى 4 لقاءات من هذه الجولة عشية السبت. بداية الموسم ستكون صعبة لكل الفرق، لأن فترة التحضيرات لم تكن كما جرت عليه العادة، على اعتبار أن قصر المدة لم يسمح للنوادي بتدارك آثار المشوار الماراطوني الذي أدته الموسم الفارط، خاصة وأنها ظلت معنية بالمنافسة الرسمية إلى غاية 24 أوت 2021، على خلفية الإنطلاقة المتأخرة لبطولة الموسم الماضي، والذي كان قد امتد على مدار 9 أشهر، كما أن القيود التي فرضها فيروس كورونا حرمت الفرق من إقامة تربصات خارج أرض الوطن، والاكتفاء بمعسكرات «محلية». هذا، وستكون انطلاقة المنافسة بتركيبة «جديدة» من 18 فريقا، بعد تقليص عدد منشطي بطولة الرابطة المحترفة، والذي كان 20 ناديا الموسم الماضي، مما يجعل البطولة تلعب في 34 جولة، وهي التركيبة التي تعتزم الاتحادية تثبيتها تماشيا وتوصيات الفيفا، وعليه فإن شباب بلوزداد سيخوض رحلة الدفاع عن لقبه، بحثا عن التتويج الثالث تواليا، بينما تسعى أندية أخرى لخطف التاج، في صورة الزبائن التقليديين الذين اعتادوا لعب الأدوار الأولى والتواجد فوق «البوديوم»، على غرار وفاق سطيف، الذي انتزع مركز الوصافة في آخر موسمين، بعدما كان قد أحرز لقب البطولة 4 مرات في عهد الإحتراف، وكذا اتحاد الجزائر صاحب الثلاث تتويجات في آخر عشرية، إضافة إلى شبيبة القبائل، مولودية الجزائر، شبيبة الساورة، رغم أن هذا الثلاثي لم يعتل المنصة منذ اعتماد نظام الاحتراف، لأن قائمة أبطال هذه الفترة تبقى منحصرة في خمسة أندية فقط، بعدما كان شباب قسنطينة قد كسر القاعدة في ماي 2018، وجمعية الشلف استهلت عهد الاحتراف بأول تتويج فيه، في حين كانت باقي التتويجات موزعة بين وفاق سطيف، إتحاد الجزائر وشباب بلوزداد، الأمر الذي من شأنه أن يكشف عن هوية بطل جديد، سيكون السادس في سجل البطولة المحترفة، في وجود ضيف جديد، وهو هلال شلغوم العيد الذي سيسجل حضورا تاريخيا لأول مرة في هذا القسم، مع نجاح أمل الأربعاء في العودة إلى حظيرة «الكبار» بعد موسمين في الرابطة الثانية، وهي الإفرازات التي قلصت حصة الجهة الشرقية إلى خمسة مقاعد، بنفس «كوطة» النوادي العاصمية، بينما تبقى القاعدة الغربية الأضعف تمثيلا بثلاثة أندية، مع استحواذ منطقة الوسط على أكبر عدد من المناصب بما يعادل نصف التركيبة الاجمالية. الأزمة المالية تعرقل حيوية «الميركاتو» مر سوق انتقالات اللاعبين «باردا» بسبب اصطدام كل النوادي بمشكل التمويل، بدليل أن مخلفات المواسم الماضية ألقت بظلالها على حركية «الميركاتو»، بعد لجوء الكثير من اللاعبين إلى الغرفة الفيدرالية للمنازعات للمطالبة بمستحقاتهم العالقة، وبالمرة الحصول على وثيقة التسريح، وهو الإجراء القانوني الذي أصبح السبيل الأنجع لإنهاء علاقة اللاعبين بأنديتهم، بالحصول على التسريح الأوتوماتيكي، مقابل تعرض النادي لعقوبة المنع من الاستقدامات. هذه الخطوات القانونية، وإن عبدت الطريق أمام اللاعبين نحو أندية جديدة فإنها زادت في تعقيد أوضاع الأندية من الناحية المادية، لأن قرارات المنع من الانتدابات تبقى سارية المفعول، وأزيد من نصف الفرق لن تستطيع تأهيل لاعبيها الجدد إلا بعد تسوية وضعيتها العالقة لدى غرفة المنازعات. سبعة مدربين أجانب والاستقرار في 6 أندية كانت حركية المدربين كبيرة، بدليل أن ستة فرق فقط احتفظت بالتقنيين الذين كانوا قد أشرفوا عليها الموسم الفارط، ويتعلق الأمر بكل من نجم مقرة الذي جددت إدارته الثقة في عزيز عباس، وكذلك الحال بالنسبة لنادي بارادو، الذي احتفظ بخدمات شريف الوزاني، وكذا ليامين بوغرارة، الذي سيواصل مغامرته مع سريع غليزان، إضافة إلى الصاعد الجديد أمل الأربعاء، الذي أبقت لجنته المسيرة على عبد الحكيم بوفنارة على رأس العارضة الفنية، فضلا عن سمير زاوي، الذي تبقى علاقته مع جمعية الشلف متواصلة، بينما يصنع التقني التونسي نبيل الكوكي الاستثناء، بصفته المدرب الوحيد الذي سيقود نفس الفريق للموسم الثالث تواليا، مما يعني بأن وفاق سطيف، يشهد استقرارا مميزا على مستوى العارضة الفنية. بالموازاة مع ذلك، فإن الملفت للانتباه هو أن الموسم الجديد سيعرف تواجد 4 مدربين من جنسية تونسية، لأن تجربة الكوكي الناجحة مع وفاق سطيف فتحت الأبواب أمام تقنيين آخرين لخوض مغامرة في البطولة الجزائرية، بعد استقدام شبيبة الساورة لقيس اليعقوبي، ومولودية الجزائر لخالد بن يحيى، كما اختارت الإدارة الجديدة لأولمبي المدية بقيادة حسان حمار، المدرب التونسي لطفي السليمي. وفي نفس الإطار، فقد تقلصت منطقة نشاط الهندسة الأوروبية في الدوري الجزائري، بتواجد دينيس لافان لموسم آخر في البطولة، بانتقاله من شبيبة القبائل إلى اتحاد الجزائر، في ثالث مغامرة له، في حين ظلت إدارة «كناري جرجرة» وفية لتقاليدها، بجلب مدرب فرنسي الجنسية، ويتعلق الأمر بهنري سطمبولي، في الوقت الذي شذ فيه شباب بلوزداد عن المألوف، واستقدم المدرب «العالمي» ماركوس باكيتا، ليعيد الهندسة البرازيلية إلى البطولة الوطنية، بعدما غابت لفترة طويلة، منذ تجربة جواو ألفيس مع مولودية قسنطينة. هذا، وقد كانت انتقالات المدربين بين الأندية ميزة هذا «الميركاتو» بتولي حجار تدريب شباب قسنطينة، قادما من شبيبة سكيكدة، وكذا عز الدين آيت جودي المنتقل من بسكرة إلى مولودية وهران، مع تسجيل عودة كل من إيغيل مزيان، بوزيدي، كريم زاوي وكمال بوهلال إلى قائمة التقنيين الناشطين ميدانيا مع بداية الموسم الجديد.