منتخبات المستوى الثاني متخوفة من أبطال إفريقيا وتتمنى تجنبهم * بلماضي حوّل المنتخب الجزائري إلى «ماكينة ألمانية» * الخضر أقوى بكثير من المنتخب المغربي وأرشحهم للحفاظ على اللقب القاري * تقطفون ثمار الاستقرار وقادرون على تحطيم رقم إيطاليا * لا تقلقوا لمردود بوركينا الشاحب فكبرى المنتخبات تمر بفترات صعبة * بلايلي عينة عن جودة المنتوج الجزائري ومحرز استثنائي أكد التقني الفرنسي برنار سيموندي، أن منتخبات المستوى الثاني المرشحة لمقابلة الخضر في الدور الفاصل متخوفة من أبطال إفريقيا وتتمنى تجنبهم، مشيرا في حواره مع النصر، بأن الناخب الوطني جمال بلماضي نجح في تحويل المنتخب الجزائري إلى ماكينة ألمانية لا تتوقف عن حصد الإنجازات، كما تحدث المدرب الأسبق لشباب قسنطينة ووفاق سطيف عن حظوظ المنتخب الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع العام المقبل. * مرحبا «كوتش»، كيف هي الأحوال، وما هو جديدك ؟ أنا في صحة جيدة وكل أموري على أحسن ما يرام، وبخصوص جديدي، فأنا متواجد منذ الصيف الماضي في ليبيا، بعد نهاية تجربتي مع المنتخب الأولمبي المغربي، وأشتغل رفقة نادي أهلي بنغازي المعني بالمشاركة في المسابقة القارية. * بحكم معرفتك بالكرة الجزائرية، كيف وجدت أداء الخضر في لقاء بوركينافسو؟ أصدقكم القول لم أتابع مباراة الخضر وبوركينافاسو، بسبب بعض الانشغالات، ولكنني شاهدت بعض اللقطات، ووقفت على الصعوبات الكبيرة التي واجهها أشبال المدرب جمال بلماضي، خاصة وأن البوركينابيين قدموا مباراة مثالية على كل المستويات، ولكن ما يحسب للمنتخب الجزائري تحقيقه لمراده رغم كل شيء. * من وجهة نظرك، لماذا ظهر الخضر بهذا الوجه الشاحب ؟ يقال إن هناك خلافات في بيت الفاف، وهو ما قد أثر ربما على المنتخب الأول(يضحك)... لا أظن ذلك صحيحا حتى وإن حاول أحد الصحفيين الفرنسيين تأكيده مؤخرا. وعن سؤالكم، فحسب متابعتي لبعض لقطات اللقاء، وبناء على المعلومات التي تلقيتها من أصدقائي، فإن المنتخب الجزائري تأثر كثيرا بالضغوطات المفروضة عليه، بحكم أهمية اللقاء، سيما وأن الخسارة كانت ستضع الخضر خارج المسابقة، وهو ما جعل لاعبيكم مرتبكين بعض الشيء، كما أن ثقل أرضية الميدان صب أيضا في صالح المنتخب المنافس، الذي يمتاز لاعبوه بالقوة البدنية، على العموم لا تقلقوا للمردود المقدم أمام بوركينافاسو، فحتى كبار الفرق والمنتخبات تمر بوضعيات مشابهة، ولا تكون في أوج عطائها في كل المواعيد، ولئن يحسب للخضر الفوز في أسوأ الأحوال، وهي ميزة اكتسبوها مع بلماضي. * تبدو معجبا بالعمل المقدم من طرف بلماضي ؟ كيف لا أكون معجبا بهذا المدرب، وهو انتشلكم من القاع إلى القمة، ونجح في إهدائكم اللقب القاري الذي طال انتظاره، وليس هذا فحسب، بل افتكه من كبار القوم عن جدارة واستحقاق، دون نسيان مسيرته الحافلة، ووصوله إلى 33 مباراة دون انهزام، محطما أرقاما قياسية، في انتظار تربعه على عرش الأفضل في العالم، سيما وأن رقم المنتخب الإيطالي بات في المتناول، كون سلسلة أشبال مانشيني متوقفة على عكس الخضر القادرين على تجاوز حاجز 37 لقاء. * الخضر تنتظرهم مواعيد هامة في الأشهر القادمة، كيف ترى جاهزيتهم؟ قبل الحديث عن نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع العام المقبل، وجب علينا التركيز على اللقاء الفاصل الذي ينتظركم شهر مارس المقبل، كونه الأهم من وجه اعتقادي بالنسبة للمدرب جمال بلماضي، فأنا على يقين بأنه يود المشاركة في المونديال، بعد ظفره بالتاج القاري عام 2019، وأنا أشاطره الرأي، فخوض نهائيات كأس العام له طعم خاص، فما بالك مع منتخب بلادك، أنا أتمنى أن يحالفه الحظ وينجح في قيادتكم إلى مونديال قطر الذي سيكون استثنائيا، خاصة وأنني عملت هناك كمدرب، وأعرف البنى التحتية الموجودة في الدوحة. * برأيك، ما هو المنتخب المفضل بالنسبة للخضر في الدور الفاصل؟ المنتخبات العشر المتأهلة للمحطة النهائية من كبار القوم، والأفضل من حيث تصنيف الفيفا، إذا ما استثنينا المنتخب الإيفواري المقصى على يد نظيره الكاميروني، وبالتالي لا أرى هناك منتخبا مفضلا على حساب الآخر، ولو أنني أعتقد بأن مواجهة الكونغو الديمقراطية ومالي ستكون أسهل على الورق مقارنة بمقابلة الكاميرون أو مصر، وإن كنت أظن أن لقاء غانا قد يكون في المتناول أيضا، كون هذا المنتخب قد تراجع كثيرا مقارنة بما قدمه في السنوات الماضية. * يبدو أنك مطمئن بخصوص حسم أشبال بلماضي لتأشيرة التأهل لمحفل قطر؟ كونوا متاكدين أن كافة منتخبات المستوى الثاني خائفة منكم، وتتمنى ألا تضعها القرعة في مواجهة أبطال إفريقيا، حتى وإن حاول بعض مسيريها ومدربيها إظهار العكس، فالمنتخب الجزائري الأقوى على مستوى القارة في الوقت الحالي، ولديه المؤهلات لتخطي الجميع، كما فعل خلال نهائيات «كان» 2019، وأكثر من ذلك، تشكيلة المدرب بلماضي ازدادت ثقة في النفس مقارنة بالسنوات الماضية، وأرى بأن سيء الحظ من سيقابل المنتخب الجزائري شهر مارس المقبل، لأن بلماضي ولاعبوه عازمون على التواجد في محفل قطر بأي شكل من الأشكال. * ماذا عن نهائيات كأس أمم إفريقيا، من ترشح للفوز بها ؟ المنافسة ستبلغ أشدها في دورة الكاميرون، وأتوقع أن يجد الخضر صعوبات كبيرة للحفاظ على لقبهم، وإن كان هذا لا يمنع أن يكونوا المرشح الأبرز، كونهم يتفوقون في عديد الجزئيات والتفاصيل على باقي المنتخبات الكبيرة، أنا أضع الخضر في المقام الأول، وبعدها البلد المنظم الكاميرون، كونه قد يستغل عاملي الأرض والجمهور، دون نسيان منتخب السنغال بطبيعة الحال، فهو يضم في صفوفه نجوم كبار، مثل المنتخب المغربي، غير أن أسود «التيرانغا» أقوى بكثير من المغاربة، الذين يمتلكون الأسماء، ولكن كمجموعة هم أقل بكثير من الجزائروالسنغال، لقد دربت أولمبي المغرب، ولدي فكرة شاملة عن المنتخب الأول. * هل أنت على إطلاع على قائمة بوقرة المعنية بخوض بطولة كأس العرب، وما هي حظوظ الجزائر في المنافسة على اللقب ؟ أجل، لدي فكرة عن الأسماء التي استدعاها المدرب بوقرة للمشاركة في بطولة كأس العرب، وأعتقد أن جلها ينشط مع المنتخب الأول، كون بلماضي يود استغلال الفرصة لتجهيز عناصره لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، أعتقد بأن كل المنتخبات استدعت فرقها الأولى، كونها تبحث عن التتويج، ولذلك المنافسة ستكون على أشدها، خاصة بين الجزائر وتونس ومصر والمغرب، وحتى البلد المنظم قطر، ولئن كان منتخبكم مغايرا في غياب أسماء على شاكلة محرز وبن ناصر وبن سبعيني وماندي، لا أظن بأنكم ستكونون بذات القوة، حتى وإن كان بلايلي وبونجاح متواجدان في بطولة قطر. * إذن أنت متابع لما يقدمه «المايسترو» يوسف بلايلي مع المنتخب الوطني ؟ بطبيعة الحال، خاصة وأن بلايلي نصب نفسه مؤخرا كأحد أفضل لاعبي المنتخب الجزائري، ومردوده يضاهي ويفوق في بعض الأحيان ما يقدمه رياض محرز، حتى و إن كان نجم المان سيتي، لاعبا فريدا من نوعه ولا يمكن مقارنته بأي لاعب إفريقي آخر، فهو رفقة صلاح وماني ينافسون على المستوى العالمي وليس القاري فقط، وعن بلايلي أعرفه منذ كنت مدربا بالبطولة الجزائرية، هو عينة عن جودة وموهبة المنتوج الجزائري. * بماذا تريد أن نختم الحوار ؟ أتمنى حظا موفقا للمنتخب الجزائري، سواء الأول أو الثاني، سيما وأنني أكن محبة خاصة لبلدكم الذي عملت فيه رفقة عديد الفرق، على غرار وفاق سطيف وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة، أنا على يقين بأن النتائج الباهرة ستتواصل في وجود مدرب بمواصفات بلماضي الذي نجح في تحويل المنتخب إلى ماكينة ألمانية لا تتوقف عن حصد الإنجازات.