* فرض حجر صحي على القادمين من 8 دول إفريقية * ملهاق: نسبة الملقحين غير كافية لمواجهة الموجة الرابعة أوصت اللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا بفرض حجر صحي إجباري للقادمين من 8 دول إفريقية. والتي سجلت حالات للمتحوّر "أوميكرون". كما أوصت اللجنة بضرورة اتخاذ تدابير احترازية أخرى. كفرض الجواز الصحي لدخول الأماكن العمومية المغلقة. فيما حذّر المدير العام لمعهد باستور، فوزي درار، من انتشار متحوّر «أوميكرون» لفيروس كوفيد - 19، مؤكدا بأن الجزائر «ليست في مأمن من هذا المتحوّر». قال البروفيسور فوزي درار، مدير معهد باستور، إن الجزائر ليست في مأمن من متحوّر "أوميكرون" لفيروس كورونا، وحذّر في تصريح صحفي على هامش يوم تحسيسي ضد داء السيدا بكلية الطلب، أنه بالنظر للانتشار السريع للمتحوّر "أوميكرون" الذي ظهر مؤخرا بجنوب إفريقيا لينتشر في القارات الخمس، فإن "الجزائر ليست في مأمن من هذه الإصابة الجديدة"، داعيا إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية مع الإقبال على التلقيح بالنسبة للأشخاص الذين لم يستفيدوا بعد من هذه العملية. ودعا ذات الخبير إلى المزيد من اليقظة للوقاية من انتشار هذا المتحوّر الجديد الذي بلغ مستويات مرتفعة من الانتشار ببعض الدول الإفريقية وكندا وأمريكا وحتى الأوروبية منها، مؤكدا بأن "انتشاره بالجزائر مسألة وقت لا غير على غرار ما تم تسجيله ببقية دول العالم ومع بقية المتحوّرات الأخرى وهذا نظرا لتنقل الأشخاص والفتح التدريجي للحدود الجوية". وشدد بالمناسبة على المراقبة "الشديدة" على مستوى نقاط عبور المسافرين. ولمواجهة انتقال الفيروس المتحوّر الذي اكتشف في جنوب أفريقيا، رفعت السلطات العمومية من مستوى التدابير الاحترازية، وقرّرت في خطوة أولى، فرض حجر صحي إجباريّ على الرعايا والأجانب الوافدين من جنوب أفريقيا والدول المجاورة لها، كما لمحت إلى إمكانية اتخاذ قرار بغلق الحدود في أي وقت تستدعيه التطورات الصحية. وخرج اجتماع اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الأزمة الصحية، الخميس، بجملة من التوصيات، تتعلق بإلزام الوافدين إلى البلاد من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها بحجر صحي إجباري لمدة خمسة أيام، والعودة إلى تشديد الرقابة الصحية والوقاية في جميع المطارات والمحطات البحرية، وإلزام المسافرين من جميع الدول بتقديم كشف (PCR بي سي آر)، لأقل من 48 ساعة، وإلزام المسافرين القادمين من جميع الدول بتقديم جواز التلقيح. كما أوصت اللجنة بتوسيع إقرار إجبارية الجواز الصحي للتلقيح الذي يجري فرضه أثناء الولوج إلى التظاهرات الرياضية والثقافية، كشرط لدخول التراب الوطني ومغادرته، عبر كل المنافذ، ولمحت إلى إمكانية أن تتخذ السلطات قرارا بالغلق التام للحدود ووقف الرحلات الجوية والبحرية في أي وقت، في حال حدثت تطورات تستدعي مثل هذا القرار، لحماية الصحة والسلامة العامة. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة النقل الجزائرية، الأربعاء، أنه يتعين بدءا من يوم الإثنين المقبل العمل بتدبير احترازي يتضمن إلزام جميع المواطنين الراغبين في السفر عبر النقل البحري، بتقديم الجواز الصحي للتلقيح (إثبات التلقيح)، علاوة على الإجراءات المعمول بها كتقديم وثيقة الاختبار التشخيصي كشرط لدخول التراب الوطني، كما تطبق الإجراءات نفسها عند مغادرة الجزائر. ودعت وزارة النقل كافة المواطنين ومستعملي وسائل النقل، إلى احترام التدابير والبروتوكولات الصحية، لاسيما إلزامية الارتداء الإجباري للقناع الواقي، والتي ستكون محل مراقبة صارمة من قبل المصالح المؤهلة أثناء السفر. وكانت السلطات العمومية قد فتحت جزئياً الرحلات الجوية في 25 جوان الماضي، والرحلات البحرية في 21 أكتوبر الماضي، لكنها أبقت على الحدود البرية مع تونس ودول الساحل كمالي والنيجر مغلقة حتى إشعار آخر. وعلى الرغم من أنّ وزارة الصحة، لم تعلن حتى الآن عن تسجيل أي إصابة بالمتحوّر الجديد لفيروس كورونا، إلا أنّ مؤشرات ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد 19 خلال الأيام الأخيرة، باتت مقلقة. المتحوّر الجديد ينتشر بسرعة كبيرة بخصوص ميزة المتحوّر الجديدة، قال البروفسور درار إن العلماء بصدد البحث عن مدى خطورته حيث سيتم الكشف عن هذه النتائج خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمة، مؤكدا بأنه حتى الآن "أثبتت المعطيات أن أعراض هذا المتحوّر لم تتسبب بعد في حالة وفيات عبر العالم". وأضاف بأنه غالبا ما تبدأ هذه المتحوّرات بنسبة ضئيلة وغير خطيرة ثم تنتشر بسرعة وتسبب في تعقيدات أثرت على صحة البشر، مما يستدعي، كما قال، استعمال الوسائل اللازمة للتخفيف من الأضرار والتخفيض من معدل انتشارها مستقبلا. وأوضح ذات الخبير، استنادا إلى معطيات المنظمة العالمية للصحة، أن المتحوّر الجديد ينتشر "بسرعة فائقة تجاوزت الوتيرة التي كان ينتشر بها متحوّر "دلتا+"، داعيا الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة الذين تعرضوا إلى الإصابة خلال الأشهر الأخيرة بمتحوّر "دلتا" إلى تعزيز الوقاية لديهم لاعتبار أن "جهازهم المناعي مازال هشا". واعتبر من جهة أخرى أن كل دول العالم تحضر نفسها لمواجهة موجة جديدة من هذا المتحوّر الجديد تضاف إلى الموجة الخامسة للفيروس لتي تمر بها العديد من الدول التي لجأت خلال الآونة الأخيرة إلى اتخاذ إجراءات طارئة تمثل بعضها في غلق الحدود، مؤكدا بأن الدول التي عرفت انتشارا واسعا للمتحوّر الجديد هي الدول التي سجلت ضعفا نسبيا في مجال تلقيح سكانها. نسبة الملقحين ضد كورونا ضعيفة من جانبه، أكد الباحث والخبير في علم الفيروسات، محمد ملهاق، أمس، أن نسبة الملقحين في الجزائر غير كافية لمواجهة الموجة الرابعة. وأضاف ملهاق لإذاعة سطيف، أن 25 بالمائة فقط من الأشخاص الملقحين حاليا في الجزائر، وهي نسبة غير كافية لمواجهة الموجة الرابعة أو تحقيق المناعة الجماعية. وأوضح ملهاق، أن الوضعية الوبائية أصبحت مؤخرا متسارعة بعد أن كانت مستقرة، مع ارتفاع حالات الإصابات والوفيات وحالات الاستشفاء. إلى جانب ذلك أكد الباحث والخبير في علم الفيروسات، أن متحوّر "دلتا" مازال هو المسيطر والمسبب في هذا الانتشار، ومع تكاثر الفيروسات الموسمية والشتوية تعقدت الأمور. من جانبه أشار ملهاق إلى أنه تم اقتراح فرض الدفتر الصحي للدخول للفضاءات العمومية المغلقة يعتبر إيجابي على أن يتم الإسراع في تحديدها ووضع التقنيات الخاصة بها للمراقبة والمتابعة. وبخصوص المتحوّر الجديد "أوميكرون"، دعا إلى عدم التهويل خصوصا وأنه لم يتم الحصول بعد على أبحاث منشورة متخصصة عنه، مشيرا أن كل ما يقال هي دراسات أولية. وأردف قائلا:"نتائج أولية تؤكد أن المصابين بهذه السلالة حالتهم غير خطرة، ولم نسجل حالات وفاة بها، وننتظر نتائج البحوث." منوها في السياق ذاته، إلى أن وجود "أوميكرون" في الجزائر ممكن جدا، وقبل الحديث عنه يجب التعامل مع دلتا فهو السائد حاليا من خلال الإقبال على التلقيح مع وجود 13 مليون جرعة مخزنة.